تحرّكت القوات السوريّة تدعمها الدبّابات فتمكّنت من دخول (.......) وقتلت (....)!!!!!!!... خبر مفرح لو كان الدّخول في الجولان أو في المنطقة الحدودية السوريّة الفلسطينية لتحقيق التماسّ مع العدوّ الصهيوني المغتصب للأرض والأعراض منذ أكثر من ستّين سنة، ولو كان القتلى من أعداء سوريا وأعداء الأمّة...، غير أنّ المذيع "غير المرغوب فيه" في المحطّة "غير المرغوب فيها" ينحرف بالخبر عن مساره – نكاية ربّما في سوريا وحكّامها النّاظرين إلى مصلحة شعبهم الملتفّ حولهم - فيجعل هذه القوات في درعا وتلكلخ وغيرهما من المدن والقرى السوريّة التي لم يجد بعض أهلها - وحاكمهم يتّهمهم بالإرهاب أو بالتعامل مع الإرهاب – بدّا من الهروب بأرواحهم (أخذا بالأسباب) إلى لبنان الشقيق الأصغر أو الأردن أو تركيا!...
المتفرّجون من الخارج أمثالي باتوا مرمى التافهين من ملأ النّظام السوري الظالم، فمن تكلّم منّا اتّهم بالسذاجة وعدم المعرفة وبالتدخّل فيما لا يعنيه في محاولة رخيصة يائسة لإبطال بنود العقد الربّانيّ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الذي بيّنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله الصحيح المسترسل إلى يوم الدين، الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه وخرّجه الصحاح: [لا تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَانًا، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم: لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات - بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَامٌ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ]... فالسوريون إخوتنا وعدوّهم – وإن كان من جلدتهم – عدوّنا... والإعلام عن أوضاعهم والتضامن معهم بالكتابة أو الدّعاء أوغيرهما ممّا لا أحسن - نظرا لعدم القدرة - واجب شرعي لا يناقش فيه إلاّ جاهل غير مدرك لما جاء على لسان الحبيب صلّى الله عليه وسلّم تبليغا عن ربّه جلّ وعلا!... بل قد يكون الكثير من الشرفاء داخل سوريا غيرَ قادرين على الصدع بالحقيقة الكاملة، فواجبنا أن ننوب عنهم في البيان وفي دمغ الظلمة بالحجّة البالغة وفي الوقوف في وجوه المنافقين المتمعّشين من أجواء الظلم من النواب والصحافيين والمعلّقين السياسيين والمشايخ الذين باعوا الحقّ بالباطل والآخرة بالدنيا والجنّة بالنّار عياذا بالله تعالى، وجيوش المعلّقين الذين وُضِعوا على أبواب المطابع والمواقع الإلكترونية يرقبون ما نكتب لينقضّوا عليها وعلينا بتفاهاتهم وقلّة حيائهم المنشّئة في دار الباطل، وليجترّوا ما رمَى إليهم الأسد – وشيمة الأسد أن يطعم جيرانه ما يُلاك طويلا بعد أن استأثر هو باللحم – فيقولوا أنّ الوقت لم يحن بعد لتنزيل السياسة الجديدة القاضية بتنفيذ الرؤية الحواريّة!... ألَمْ يحن الوقت والنّاس يموتون كلّ لحظة ويشيّعون جنائزهم كلّ لحظة فيُقتلون لجرأتهم على التشييع كلّ لحظة؟!... أم أنّ قتلهم عندكم وطنيّ شرعي إذ كيف يشيّعون من قتله الحاكم الأسد، وقد قال وشهدتم له أنّه لا يُقتل عنده إلاّ الأعداءُ المارقون الذين لا يريدون الخير لسوريا!... عجبا لكم ولأسدكم وقد كنّا نظنّ أنّ علمه وتعلّمه خارج سوريا يكفلان له سماع نبض شعبه المسالم المتحضّر الرّقيق!... أفّ لكم ولما تعبدون من دون الله!...
ما يجبر خاطرنا ويعزّي أهلنا في سوريا الجريحة، أنّ الجميع قد اجتاز حاجز الخوف وأنّ الإجرام الذي ارتكبه الأسد وأعوانه قد عرّى هذه الأيّام تلك الكذبة المتمثّلة في الممانعة، فما عادوا مستعدّين لمنحه فرصة أخرى فوق جماجهم الشريفة!... ولو مانع ومنع لمنع الصهاينة من التواجد على مشارف دمشق في جبل الشيخ وفي الجولان!... ولكنّه صغير قد أغرقته الدماء السوريّة الزكيّة حتّى ما عاد ومن حوله يسمعون نداء العقل والأرحام!... دمتم أهل سوريا مضحّين بدمائكم الزكيّة حتّى يُزاح هذا الغمّ وهذا الهمّ الذي لستم أهله ولا قدره، وغنمتم بعد ذلك كرامتكم ورضاء ربّكم عزّ وجلّ وسحقا للخونة المنافقين أكلة بقايا الموائد!...