ابراهيم بالكيلاني ( النرويج ) يأمل التونسيون أن ينجزوا أول انتخابات ديمقراطية نزيهة في تاريخهم . و أن يدخلوا بوطنهم في حالة جديدة تتسم بالحرية و العدالة و التنمية المستديمة . و تؤكد جميع الأطراف السياسية بالتزامها بهذا الأمل الذي هو العلامة الفارقة لنجاح الثورة التونسية . و كل أمل تواجهه أقدار ، و أقدار التونسيون - بحسن الظن- أن يتوزعوا في هذه المرحلة تجاه موضوع الانتخابات بين : 1. حريص على بلوغ الهدف وفق الرزنامة التوافقية التي أتت بالهيئة العليا لتحقيق الثورة و الانتقال الديمقراطي . 2. حريص على بلوغ الهدف وفق الممكن المادي و القانوني و التوافق ليس مطلبه . و هذه صورة ايجابية للتدافع السياسي ، إلا أن الجدل بين الفرقاء لا يعكس هذه الصورة . فهناك من يجهد نفسه بسفسطائية بليدة و منطق لاكلامي ليقدم قراءة ما فوق السطور لنصف صفحة من بيان سياسي . فتحول الجدل من مبررات التأجيل و متطلبات التعجيل إلى درس في " ميتافيزيقا النصوص " . و أحسب أنه لو بذل هذا " النَّصب العقلي " للنظر في أحد اشكاليات الواقع لأبدع صاحبه حلولا ، عوض الغوص بنا في " غواية النصوص " ليفتح نافذة في مقامات " سياسة الفصوص ". فهناك مبررات بارزة للخوف من التأجيل ، كما هناك مبررات مقدرة للخوف من التعجيل . و لكن الخوف الأكبر هو من "صنّاع " الخوف المرضي الذين لا يريدون انجاز مقاربة سوية تتأسس على التوافق و تحرر التفكير في المستقبل من كل "وسواس ايديولوجي" أو " هوس الصراع البيولوجي " . فامطري أين و متى شئت فخراجك لتونس متجذرة في هويتها ، حرة و ديمقراطية ، تسع الجميع .