أعلن سفير الاتحاد الأوربي بتونس وليبيا السيد ادريانوس كوسترنروجت Adrianus Koetsenruijte في حديث ل «الصباح» أن المفوضية الأوربية ومؤسسات البنك الأوربي للاستثمار والبنك الدولي «مستعدة لتبدأ فورا جهودها لتقديم دعم مالي للاقتصاد التونسي حتى تنجح الثورة التونسية وبرامج الإصلاح السياسي في تونس لان نجاحها سيخدم الشعب التونسي وسيساهم في انجاح الثورات العربية في المقابل فان اجهاضها سيتسبب في افشال بقية الثورات العربية وفي مشاكل امنية واقتصادية واجتماعية لكامل المنطقة»..
لكن رئيس بعثة الاتحاد الاوربي بتونس وليبيا أوضح ان المبالغ التي وعدت بها قمة الثمانية الكبار تونس مؤخرا في فرنسا « مشروطة بتقدم الحكومة التونسية بمشاريع واضحة ومفصلة لعدد من المشاريع التي تريد ان تحصل على قروض وتمويلات مفصلة بشأنها».
دراسات اقتصادية وفنية
وخلافا لما يراج في بعض الاوساط على هامش قمة الدول الغنية الثماني الكبرى نفى المسؤول الاوروبي في حديثه ل»الصباح» ان تكون المفوضية الاوروبية وقيادات الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اوفي رؤوس اموال البنك الاوروبي للاستثمار والبنك الدولي بصدد العمل على «تراكم ديون تونس الخارجية» ولا الى فرض شروط سياسية عليها. في المقابل نبه السفير الاوروبي الى ان المبالغ الكبيرة التي تردد ان الدول الثماني قد ترصدها لفائدة تونس (اكثر من 5 مليار دلاور سنويا) مشروطة بتقدم الحكومة التونسية بدراسات قانونية واقتصاديية وفنية معمقة وبمشاريع تكويل واضحة «لان اوروبا وغيرها من الاطراف الممولة لا يمكن ان توافق على صرف دولار واحد دون مشاريع ودراسات واضحة يقدمها البلد الذي يطلب الحصول على القروض»..
هبات ومساعدات
وبالنسبة للهبات والمساعدات الاوروبية الى تونس التي تقررترفيعها من حوالي 200مليون يور والى اكثر من 300مليون يورو (تسند خلال 3 اعوام) فاورد المسؤول الاوروبي انها بدورها لن تسلم الى الحكومة التونسية الا بعد تقدمها بمشاريع واضحة ومفصلة حول مجالات انفاقها.. ولم يستبعد السفير الاوروبي ان تقدم المساعدات والقروض الاوربية الى الحكومة التونسية الانتقالية الحالية اذا بادرت بتقديم تلك المشاريع والدراسات فورا.. أي قبل الانتخابات سواء تاجل موعد تنظيمها او لا..
مئات المراقبين الاوروبيين للانتخابات
وتعقييا على سؤال حول احتمال دعم اوروبا لتنظيم الانتخابات العامة في تونس اورد السفير الاوربي ان المفوضية ارسلت منذ الثورة خبراء في الانتخابات الى تونس وضعتهم على ذمة لجنة السيد عياض بن عاشور.. وقد كان عددهم اثنان ثم عوضوا بخمسة خبراء اوربيين حاليا.. ويمكن ترفيع عددهم اذا اقتضى الامر ذلك.. كما تعهد المسؤول الاوروبي بتكفل الاتحاد الاوربي والامم المتحدة بنفقات مئات من المراقبين الدوليين للانتخابات القادمة في تونس..وقال: من الصعب ان يغطي هؤلاء المراقبون كل مكاتب الاقتراع (ال7500) لكنهم سيتواجدون في كل المدن والمناطق..
التأشيرات وحرية تنقل المسافرين
من جهة أخرى أورد المسؤول الأوروبي ان المفوضية الأوروبية تامل ان تنجح الحكومة التونسية المؤقتة وتلك التي ستفرزها الانتخابات في التعجيل بانجاز المرحلة الجديدة من مفاوضات الشراكة الاوروبية في كل المجالات من بينها ملف التاشيرات وحرية التنقل في الاتجاهين..وتحرير الخدمات والنقل الجوي والمبادلات الزراعية. وفي هذا السياق اعلن ان وفدا من الخبراء الامنيين ومسؤولي ملفات الهجرة والحدود والجوازات وصل امس تونس ويبدأ اليوم محادثات مع المسؤولين التونسيين حول مشاريع معالجة ملف حرية تنقل المسافرين..
على القذافي أن يرحل
وماذا عن مستجدات الملف الليبي بعد تصريحات الرئيس الروسي وغالبية قادة الدول الاوروبية والغربية الداعية الى اسقاط القذافي؟ تعقيبا على هذا السؤال اورد سفير الاتحاد الاوربي في كل من طرابلسوتونس ان قادة اوربا وروسيا وجهوا رسائل واضحة الى القذافي فحواها ان العالم يدعم حق الشعب الليبي في الديمقراطية والتحرر من هيمنة نظامه وانه لا مجال امامه غير الرحيل فورا عن الحكم.. لكن مخاطبنا اورد ان بروكسيل لا تزال تعتبر ان ممثليتها السياسية الرسمية هي التي توجد في طرابلس والتي يمثلها حاليا سفير هولندا.. في المقابل فان البعثة الديبلوماسية التي فتحتها مسؤولة الشؤون الخارجية الاوروبية اشتون في بنغازي ستعنى اساسا ببرامج التعاون الانسانية مع الشعب الليبي وقيادة منطقة الشرق الليبي..