تونس خدمة قدس برس ناشد الناشط الإسلامي التونسي، رئيس المجلس الإسلامي في الدنمارك، عبد الحميد الحمدي وزارة الثقافة في الحكومة التونسية المؤقتة والجهات السياسية الفاعلة في تونس، أن تراجع الموقف من قرارها إجراء مهرجان قرطاج الدولي لهذا العام في موعده، وذلك "مراعاة للظروف الاستثنائية التي تمر بها تونس والمنطقة المغاربية والعربية بشكل عام". ودعا الحمدي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" إلى استثمار ميزانية مهرجان قرطاج لهذا العام في أعمال استثمارية تساعد على معالجة الأرقام المرعبة في أعداد العاطلين عن العمل، وقال: "لقد قررت وزارة الثقافة التونسية في الحكومة المؤقتة بعد أخذ ورد أن تقيم مهرجان قرطاج الدولي لهذا العام في موعده، أي الأسبوع الأول من شهر يوليو (تموز) المقبل، غير عابئة باستمرار تدهور الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تشهدها تونس منذ نجاح ثورتها الشعبية في إسقاط حكم الرئيس زين العابدين بن علي. وأشار إلى أن الأرقام تفيد بأن عدد العاطلين عن العمل قد تضاعف عما كان عليه قبل الثورة، وهو مرشح لأن يبلغ المليون عاطل عن العمل مع الظروف التي تعيشها ليبيا، وبالتالي فإن الأولى بمهرجان هذا العام أن يتم استثمار أمواله في إيجاد مواطن شغل للعاطلين وفتح أبواب الرزق لهم". واعتبر الحمدي أن إصرار وزارة الثقافة على إقامة المهرجان في موعده على الرغم من كل ما يمكن تقديمه من مبررات، لا يمكن إلا أن يكون شكلا من أشكال الاستفزاز لمشاعر التونسيين وإذكاء لنار الفتنة. وقال: "لا يمكن التذرع بأن المهرجان مرتبط بالتزامات مسبقة، ذلك أننا نتحدث في تونس عن ثورة شعبية، والثورة لا تزال لم تنجز أهدافها بعد، وأعداد العاطلين عن العمل الذين كانوا وراء الثورة في تزايد، وبالتالي أولى بالأموال التي تصرف لإحياء ليالي الرقص والغناء، مع الاحترام والتقدير لكل محب لهذا الصنف، أن يتم صرفها لتأسيس بنية تحتية هي الإنسان الذي سيتلقى فعاليات هذا المهرجان، والإنسان مشغول بلقمة عيشه، ويتابع أنهار الدماء التي تسيل ليس فقط في فلسطين، وإنما في ليبيا واليمن وسورية، ولا يمكن والحال هذه أن يتم إحياء الليالي الملاح بينما مئات الآلاف من المهاجرين على الحدود التونسية الليبية يتطلعون إلى مكان يؤويهم". وأضاف: "إنني من منطلق المحبة والحرص على إنجاح الثورة أدعو القائمين على وزارة الثقافة وقادة الحكومة المؤقتة أن يراعوا مشاعر التونسيين، وأن لا يذكوا نار الفتنة بين التونسيين بإقامة مهرجانات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم ولا تؤخر شيئا للتونسيين الذين فجروا ثورة التحرر من الاستبداد في العالمين العربي والإسلامي"، على حد تعبيره. وكانت وزارة الثقافة في تونس قد وضعت حداً للشائعات الخاصة بإلغاء مهرجان قرطاج الدولي لهذا العام بعد قيام الثورة التونسية، وأصدرت بلاغاً رسمياً أكدت خلاله تنظيم المهرجان في موعده المألوف، وذلك انطلاقاً من الأسبوع الأول من شهر تموز (يوليو) المقبل.