محمد موافي ... إني خيرتك فاختاري ما بين القفز إلى القمة أو بين الفوضى والعبث وموت الهمة ,ومصر بين إما و إما ..هي بين مشهدين أولهما ممتد من ميدان التحرير في ثمانية عشر يوما هي أحلى ما عاشت مصر منذ عبور رجال الصاعقة على قوارب مطاطية,والمشهد الثاني ممتد أيضا من ميدان التحرير في أسابيع متوالية وعبثية وفوضوية واختلط بها الحابل بالنابل والثائر بالفاجر,والمناضل بالتاجر,والرامي النظر نحو المستقبل بالأهبل والمستهبل والممسك طلبا فئويا,ومصر الآن على المحك أو هي فوق المذبح,إما أن تتقدم بطاقات شباب طاهر لما لم يجد مشروعا قوميا نزل إلى الشارع فأزاح قمامته وأنار فوانيسه,وأعاد طلاء رصيفه,وإما أن تتأخر أكثر من سوس لجان الحزب الوطني بشعار سنجة في اليد ولا الحوجة لحد من الشرطة الأسبوع الماضي شاهدنا انفراجات باتجاه الغد الأحلى ولأول مرة منذ الثورة نجد رئيس الوزراء يقص شريط مصنع جديد,وامتلأت القاعة وشحنت بالأمل مع محاضرة الدكتور أحمد زويل وفكرة مدينة العلوم وهي على مرمى مليار دولار وهو رقم زهيد بالنسبة لمشروع قومي عملاق يؤسس لمصر جديدة ,و لأول مرة نرى الوليد بن طلال بشحمه ولحمه يوقع على إعادة خمسة وسبعين ألف فدان ويلتزم بجدية زراعة خمسة وعشرين ألفا ,وأقول لأول مرة لأن الوليد كان يستدعي الوزراء لا يطلب لقاءهم., فيأمر ويطاع,وأذكر أن الوزيرة السابقة الست عيشة فشلت في حل مشكلة إضراب عاملين بأحد المصانع المباعة لأن المشتري السعودي اسم الله عليه لم يجب اتصالاتها ولما سافرت إليه رفض لقاءها. والأجمل من كل ذلك الهمة العالية لدى الكثيرين والاستعداد للعمل شرط أن يدلهم أحد ماذا يعملون,وهذا بالطبع إلى جانب الخبر الذي حرك المياه الراكدة في سباق الانتخابات الرياسية فبعد شعبولا أعلنت الست إلهام شاهين أن صوتها الدافيء سيذهب لعمرو موسى. ونفس الأسبوع المنصرم غيظا, يا أسيادي القراءالعظام- ولا يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام- شهد قطع أهالينا في العياط السكة الحديد وطريق الصعيد بطريقة فصلت جنوبالوادي عن شماله,وشهد الأسبوع المأسوف على سخافاته إضرابا لعمال المترو لمجرد أنه قد نما إلى علمهم أن المترو سيتم خصخصته,مع أن المتخصصين في الخصخصة مخصص لهم عنابر في ليمان طرة,وفي نفس اليوم شهد شارع فيصل إضرابا لشركائنا في الطريق السادة سائقي الميكروباص لاعتراضهم على ما سجل عليهم من مخالفات مرورية, ثم عاد ماسبيرو محصورا و طريق الكورنيش مقطوعا وهذه المرة لأخواتنا من مناطق النهضة والسلام والدويقة طلبا للشقق. ونحن بين المشهدين أعلاه إما نكون وإما نصبح في خبر كان,إما أن ننافس الصومال في الفوضى ونترحم على أيام كرهناها,وإما أن نكون مصر الواعدة.