خبر و تعليق: لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني في تونس ( الحبيب القزدغلي (مناضل في حركة التجديد): مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي !!!) لنبدأ بالخبر الذي انقله لكم دون تصرف. اعتبر الحبيب القزدغلي أستاذ التاريخ المختص في المسألة اليهودية في تونس وأحد مناضلي حركة التجديد في تصريح نشرته صحيفة الصباح الصادرة اليوم أن اللجنة المنبثقة عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة المكلفة بصياغة العقد الجمهوري حسمت أمرها في هذه المسألة وأكد أن مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي بل هي مسألة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهم يتفاوضون من أجل حلها، وقال “يجب علينا نحن أن نساعد الفلسطينيين وليس دورنا أن نعرقل جهودهم”. وأضاف القزدغلي أن التطرق لمثل هذا الموضوع والإصرار على تضمينه في العقد الجمهوري الذي يعدّ خوضا في غير محله وهو افتعال إشكال لإرباك التونسيين، الذين ليس لهم أي إشكال فيما يتعلق بمسألة الهوية، بل ذهب إلى أن هذا الموضوع تم طرحه “من قبل الأطراف الرافضة للعقد الجمهوري”. وأفاد أن الهوية الآن ملخصة وترضي الجميع من خلال المحافظة على الفصل الأول من الدستور وهناك إجماع بين التونسيين على هذا، وهو فصل يشكل العبقرية التونسية التي رفضت الدولة اللائكية والدولة الدينية على حد سواء. وقال “أنا كحداثي عقلاني أدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”، واعتبر أن الحل الفلسطيني هو الحل الذي جاء على لسان بورقيبة سنة 1965 في خطاب أريحه الشهير والذي ندم العرب على عدم انتهاجه اليوم. و أما التعليق فهو الآتي و أورده في شكل بيانات قصيرة: 1. حركة التجديد هي الوريثة للحزب الشيوعي التونسي ومن المعلوم رفض الأحزاب الشيوعية لفكرة "تحرير فلسطين"، وتبنيها فكرة "حرية فلسطين" من خلال المفاوضات مع إسرائيل، التي تؤدي إلى تحديد مساحة الأرض التي يمكن أن تقبل إسرائيل التنازل عنها لتقام عليها دولة فلسطين. 2. فهدا الموقف يندرج بوضوح ضمن مرجعية حركة التجديد التي تخالف ما اتفق عليه كل التونسيين منذ عقود في رفضهم القطعي للتطبيع. 3. أما ما يثير القلق فعلا فهو أن هذه الحركة التي كانت إلى زمن غير بعيد حركة منبوذة و متهمة خاصة من قبل قوى اليسار، نجحت بشكل لافت (رغم عدم امتلاكها لأرضية شعبية) في أن تصبح طرفا محددا داخل هيئة عياض بن عاشور (هذا هو الاسم الوحيد الذي يليق بها) نجحت من خلالها في فرض خياراتها الانقلابية ضد الثورة و خاصة ضد هوية البلاد العربية الإسلامية . إن هذا المسار الغريب يؤكد التحليل الشائع الذي مفاده أن هذه الحركة هي إحدى الورقات المركزية في مشروع يهدف إلى جعل تونس ما بعد الثورة تدور في فلك التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب. 4. إن الترابط وثيق بين الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية لتونس و رفض التطبيع الذي هو احد محاور الالتحام بالأمة العربية الإسلامية في نضالها من اجل التحرر و الحرية و الكرامة. و لذلك فلا عجب أن نرى أن قسما هاما من الذين حاربوا الفصل الأول من دستور 1959 (ضمن مداولات هيئة بن عاشور) و دعوا إلى التنصيص على لائكية الدولة التونسية المقبلة هم أنفسهم الذين يقبلون اليوم بالتضحية بهذا المشترك النضالي للتونسيين في أحلك فترات الاستبداد ألا وهو رفض التطبيع و رفض التفريط في الحقوق و المقدسات. 5. إن رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني هو محور نضالي تجتمع حوله كل الشعوب التواقة إلى إرساء نظام عالمي جديد لا يقام على القهر و اغتصاب الأراضي و الحقوق واستعباد الجماهير في أوطانها من خلال السياسات الاقتصادية والتنموية اللاوطنية. فالدفاع عن فلسطين و حق الأمة العربية و الإسلامية الكامل في فلسطين هو نقطة التقاء كل هذه التطلعات العادلة لشعوب الدنيا في الاستقلال و التحرر و صون الكرامة و الحق في التصرف الكامل في مقدراتها من غير وصاية و لا تبعية. 6. و إذا كان بديهيا أن هيئة بن عاشور لا تلزم إلا نفسها بعد انكشاف كل عوراتها، فانه لا مفر من القيام بكل التحركات اللازمة للتصدي لهذه الخيانة التاريخية العظمى التي لم تعرفها تونس حتى في عهد بن علي و علاقاته المكشوفة مع الدوائر الصهيونية (تجدر الإشارة هنا إلى أن إحدى اكبر التهم الموجهة إلى الضابط سمير الفرياني تتصل بحديثه عن إحراق الأرشيف الفلسطيني في وزارة الداخلية). 7. و أيا كان النص الذي سيعتمد من قبل هذه الهيئة اللقيطة، فلا بد من ان نفعل ما بوسعنا لتصحيح المسار و اعتبار الموقف من هذا الثابت النضالي للأمة احد المقاييس التي نحكم بها على مواقف بقية الأحزاب و سياساتها. عماد العبدلي ناشط سياسي و حقوقي تونس مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=18985&t="مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي" !! &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"