العاملات بالمنازل أكثر من 50 ألف عاملة ..تعشن الاضطهاد والاستغلال أمام صمت الجميع تونس/الوطن أكّدت دراسة ميدانية حديثة حول المعينات المنزليات في تونس أنّ هذه الفئة تتعرض إلى عدّة أشكال من "العنف البدني والجنسي والمعنوي والاقتصادي" وتضمّنت هذه الدراسة التي تحمل عنوان "حالات العنف المسلّط على العاملات بالمنازل كامل الوقت وانعكاساتها على استقلاليتهن" وقدمت قبل أيام في إطار نشاط جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية تضمّنت احصاءات حول واقع هذا القطاع "الذي ينمو في صمت هش وغير محمي". قدّرت الدراسة عدد العاملات في المنازل بنحو 78 ألف (سنة 2006) رغم عدم توفر احصاءات وأرقام رسمية دقيقة، تتعرض أغلبهن إلى أشكال مختلفة من العنف : 14،2 % عنف جنسي و 16 % استغلال جنسي و 70 % لا يستطعن رفض أوامر مشغلهن والعودة إلى أسرهن و 73 % لا يتمتعن بأي عطلة راحة خالصة الأجر و 44 % يعملن 24 ساعة كاملة . وقالت الدراسة أن أغلب المعينات المنزليات لا يعلمن أهلهن أو المصالح الأمنية بما يتعرضن له بسبب "الخوف والخضوع" وفي خصوص أعمار العاملات المنزليات قالت الدراسة أن 5،17 % أعمارهن تتراوح بين 12 و 17 سنة و 60 % منهن أعمارهن بين 18 و 29 سنة. أما المستوى التعليمي لهنّ فإنه يتراوح بين الأمية والتعليم الثانوي : 34 % من الأمّيات و 58 % مستوى ابتدائي و 6،4 % تعليم ثانوي، ودعت الدراسة الميدانية التي أجريت على عيّنة من 100 معينة منزلية بإقليم تونس الكبرى إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفئة خاصة أن هناك عدّة تشريعات تتعلق بها منها قانون جويلية 1965 المتعلق بحالة عملة المنازل ( المنقح في جويلية 2005 ) ويصنّف عديد المختصين قطاع عملة المنازل ضمن خانة القطاعات غير المحمية والهشّة رغم نسبة العاملين والعاملات فيه ويطالبون بمزيد إلقاء الضوء عليه لكشف التجاوزات والاخلالات التي يعرفها وخاصة ما تتعرّض له المعينات من استغلال. وقد انتشرت خلال السنوات الأخيرة مكاتب وشركات مقاولة "لتوفير اليد العاملة" في المنازل دون أن تخضع إلى رقابة أو متابعة وهو ما فتح الأبواب أمام تواصل التجاوزات والاخلالات. نورالدين المباركي نقلا عن صحيفة الوطن التونسية