اقتحم جنود سوريون ومسلحون موالون للرئيس السوري بشار الأسد بلدة بداما بالقرب من الحدود مع تركيا، اليوم السبت، وأحرقوا منازل واعتقلوا العشرات في إطار حملة عسكرية متواصلة لقمع انتفاضة شعبية. وقال سارية حمودة وهو محام في البلدة الحدودية بمنطقة جسر الشغور: "جاءوا في الساعة السابعة صباحًا إلى بداما. أحصيت تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات. شاهدت الشبيحة (مسلحون موالون للأسد) يطلقون النار على منزلين".
وجاء أحدث هجوم بعد جمعة جديدة من الاحتجاجات، التي زاد حجمها واتسع نطاقها على مدى الأشهر الثلاثة الماضية على الرغم من الحملة الداميّة، التي تشنها قوات الأسد على مراكز الاحتجاج.
وتقع بداما على بعد كيلومترين من الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور، التي فرَّ منها الآلاف إلى تركيا بعد هجمات الجيش التي تهدف إلى قمع الاحتجاجات. وتمثل بداما أحد المراكز الحيوية التي توفر الطعام والإمدادات لعدة ألاف من السوريين الذين فروا من العنف في قرى بمناطق المواجهات؛ لكنهم لاذوا مؤقتًا بالحقول على الجانب السوري من الحدود. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان: "سكان بداما لا يجرؤون على إعطاء الخبز للاجئين.. واللاجئون يخشون الوقوع في الاعتقال إذا دخلوا بداما للحصول على الطعام". وكانت القوى الأوروبية سعت إلى تحسين علاقاتها مع الأسد، قبل اندلاع احتجاجات الشوارع في محاولة لجذبه بعيدًا عن تحالفه مع إيران، وفي محاولة أيضا لتحقيق الاستقرار في لبنان.