بصدور فيلم يحمل ( لا الله و لا شيء.. ) و الذي يدعوا إلى الإلحاد و تم عرضه في أكثر من مرة في قاعات السينيما..في بلد مسلم..تستنتج من خلاله أنه لأجل ذلك تسعى قوى العلمانية المطرفة خاصة اليسارية منها إلغاء الفصل الأول من الدستور و الذي يؤكد على هوية الدولة "العربية الإسلامية".. حتى لا يتم ملاحقة أمثال نادية الفاني قضائيا أو منعها من عرض شريط و أشرطة بهذا المستوى من الوضاعة ... وهو في الحقيقة جزء من مشروع يندرج ضمن منضومة كاملة..تهدف إلى محاولة طمس الهوية و تغريب الشعب..و ضرب معتقداته.. و كالعادة تحاول وسائل الإعلام البنفسجية التواطؤ في نقل الصورة كاملة..حيث تم تصوير الأحداث التي رافقت إذاعة الشريط في إحدى قاعات السينيما و كأنه إعتداء على حرية المبدعين و النخبة المثقفة المفكرة حيث كانت بعض العناوين كالتالي " مجموعة من السلفيين تعتدي على المشاركين في تظاهرة نحي يدك على مبدعينا"..فيتخيل الإنسان صراع بين قوى التنوير و الحداثة و التقدم مع قوى رجعية ظلامية تكفر و تبدع و تفسق...ترى كل شيئ حرام...بينما المتأمل في المظاهرة أمام قاعة السينيما ..هم شباب من أبناء هذا الوطن ملتحيين و غير ملتحيين..لباسهم عصري " سروال و سورية و صباط.." أي لم يكونوا كما تم تصويرهم..حتى يخيل لك أنك في "أفغانستان"..أخذتهم الحمية على دينهم.. فتصرفوا بتلك الطريقة...و رغم أننا نتفق معهم في أشياء و نختلف في أخرى.. إلا أن القوى المتربصة اعتبرت الأمر هو صراع بين الحداثة و الرجعية بينما هو في حقيقة الأمر صراع بين الهوية الإسلامية و الإلحاد..هو صراع ثوابت لا غير..يخوضه منهم منا و من جلدتنا "بالوكالة" عن أسيادهم في الغرب..اللذين يغدقون عليهم الأموال و الجوائز بالليل و النهار..في السر و العلن.. ففيلم نادية الفاني لا تكمل خطورته في تهجمه على الذات الإلهية...لأن مالك الملك فاطر السماوات و الأرض لا يضيره في ذلك شيئ..حيث يقول في الحديث القدسي "يا عبادي ! لو أن أولكمم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا . يا عبادي ! لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا . فهو الغني سبحانه عنا..لكن الخطورة تكمل في النقاط التالية *أن أمثال هذه الأعمال هي توحي بماهو قادم من هجمة منظمة على مرجعيتنا العربية الإسلامية..من قبل القوى العلمانية اليسارية "المتطرفة" و التي لم تحترم أهم مبدأ في حرية التعبير..و هو مبدأ "الحدود" التي لا يمكن تجاوزها و أن هذه الحرية مظبوطة و مشروطة بعدم التعرض لمعتقدات و ألوان و أجناس و أعراق الآخرين..و هو ما لم يحترمه أمثال الفاني المدعين للإبداع و اللذين اعتدوا على مقدسات و مشاعر شعب ذات أغلبية ساحقة مسلمة موحدة.. النقطة الثانية التي تثير المخاوف هو أن أشباه هؤلاء "المبدعين" الدعومين من قوى داخلية و خارجية هم يهددون السلم* الإجتماعي..و أنا أعني ما أقول..فالخشية أن تأتي ردة فعل فردية من شباب متحمس تأخذه الغيرة على دينه و تنقصه الحكمة و الإعتدال..فتكون ردة فعل كارثية تأخذ البلاد إلى منزلق خطير فتصبح ردة فعلهم ليس تجاه أمثال نادية الفاني في شخصها بل تجاه مجتمع بأكمله في منظورهم الضيق أنه مجتمع ساكت عن الحق و عن الإلحاد..و عن و عن..و بالتالي تجريم مجتمع بأكمله..و هي أفكار موجوة..كادت تعصف بجتمعات و هددت استقرارها..خاصة عند غياب مؤسسة دينية معتدلة ذات ثقل شعبي قادرة على توجيه الشباب كما كانت الزيتونة في السابق و التي ضربت و ضرب معها أحد أهم قلاع الإعتدال و الوسطية في العالم...لذلك نخشى من تطرف ديني غير مسؤول تجاه تطرف علماني بدى واضحا و مسيطرا على معظم وسائل الإعلام هذا الجدل المفتعل هو يهدف إلى تشتيت الأذهان و الجهود لمواصلة مسار الثورة و الحرية و الديمقراطية.. و يسمح لقوى الردة بأخذ نفس عميق للعودة من الأبواب الخلفية.. أختم بقول أحد الأصدقاء وهو "محامي يساري علماني".. ففي بعض النقاشات قال أنه لا يخشى من "خوانجية المساجد" بل من "خوانجية البيران" أي "خوانجية الخمارات"..لأنه حسب منظوره و تجربته الشخصية...فإن تلك الفئة من المجتمع لا يمكن أن تسمح بالمساس بالمرجعية الإسلامية و بالدين وبالشريعة لأنها بالنسبة لهم من المسلمات و من الخطوط السوداء التي لا يمكن تجاوزها رغم ماهم فيه من بعد عن طريق الله..و أنا أجيبه بأنها" فطرة" المسلم الموحد بالله..مهما كانت درجة إيمانه و التزامه.. إسلام دشراوي مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=19409&t=حول فيلم "لا الله لا شيء" ... بقلم : إسلام دشراوي&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"