الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الثورة ، والمفلس من قادته أنانيته المقيتة وانتهازيته اللئيمة ولهثه وراء مصالحه الضيقة وجشعه اللامحدود واعتداده بماله وقوته ومركزه وسطوته إلى أرذل العواقب. هذا الصنف من الناس تدوسه الشعوب بأقدامها عندما تنتفض ، وتلقي به في واد سحيق ، وتجعله عبرة للأولين والآخرين. هذا الصنف يتكون عادة من حثالة القوم وأشدهم انحطاطا على جميع المستويات. أبرز هؤلاء الذين وضعتهم الثورة : - العصابة الحاكمة التي كانت متسلطة على الشعب ومقدراته لأكثر من عقدين ، عصابة حولت البلد إلى مزرعة خاصة تنهب من الثروات والآثار وأملاك الغيرما تشاء ، تهب لمن تشاء وتمنع عمن تشاء ، تختطف وتقتل من تشاء ، تسجن وتعذب من تشاء. عصابة فوق كل القوانين تجيز لنفسها من المحرمات والممنوعات ما لا تجيزه لغيرها ، عصابة تأمر فتطاع ، تتحدث فيستمع لها بكل إصغاء ، تطلب فيستجاب لها بسرعة البرق وبكل سخاء ، عصابة لا تعير قيمة ولا اهتماما للقيم و للأخلاق و لحقوق الإنسان ، عصابة اعتدت على كل المشاعر والحرمات وهتكت كل الأعراض والأستار . عصابة تفكر في كل شيء إلا في مصلحة تونس. أكبر جناية ارتكبت في تاريخ تونس هي اختطاف هذه العصابة للحكم سنة 87 وعلى شعبنا المغوار أن يكون يقظا على الدوام حتى لا تتكرر هذه المأساة وحتى لا يلدغ من جحر مرتين. وعليه أن يطالب بمقاضاة كل الذين ساعدوا السفاح على إزاحة بورقيبة وفي مقدمتهم الهادي البكوش مهندس الإنقلاب والحبيب بن عمار منفذه والأطباء السبعة الذين أمضوا على شهادة العجز. هذه العصابة دارت عليها والحمدلله دائرة السوء وأفرادها اليوم بين ذليل وسجين ومحاكم وطريد وشريد ولاجئ ومختف. فسبحان الله مغير الأحوال وسبحان الله ناصر المستضعفين وقاسم ظهور الطغاة الجبارين. - أعضاء التجمع : الذين كنستهم الثورة وحل حزبهم الفاسد الذي عطل مسيرة التقدم لأكثر من خمسين سنة والذي لا ينتمي إليه كما يقال بالتونسي ( إلا إلى داعين عليه والديه ) . هؤلاء أصبحوا شيئا من الماضي رغم محاولاتهم اليائسة الإنسلال عبر بوابات أخرى. شهادة لله أني لم أرى طوال حياتي تجمعيا شريفا واحدا وهذا من سوء حظي. - البوليس: عرف البوليس وخاصة السياسي منه سابقا بأنه العصا الغليظة التي قمع بها بن علي معارضيه ، وكان على الدوام مصدر رعب وإرهاب لمختلف أفراد الشعب . نجحت الثورة التونسية إلى حد بعيد في تأديبه وتقليم أظافره وإعادته إلى مهامه الطبيعية. النازل الآن من المعارضين في المطار أو الزائر لمصالح الداخلية أو مراكز الشرطة يلحظ تغيرا نوعيا في المعاملة والسلوك. - اليسار الإنتهازي الإقصائي الذي تحالف مع دولة البوليس لضرب هوية الشعب وتصفية خصومه السياسيين. سؤالي لشامير العبيدي وبهتان خسيس وأنس الشابي وأبوبكر الحقير وغيرهم ألم يأن لكم أن تراجعوا مبادئكم الفاسدة التي أوردتكم المهالك وتؤوبوا إلى رشدكم أم لا ينفع العقار في ما أفسده الدهر، أم لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. - شرذمة اللائكين والعلمانيين الحاقدين الذين جيء بهم لنشر ثقافة الميوعة والهزيمة والإنبطاح للصهاينة . أغلبهم كانوا مع بن علي قبل الثورة يمجدونه ويمدحونه ويناشدونه ويسبحون بحمده ( ادخلوا إن شئتم على الشيخ جوجل لتروا من أمرهم عجبا ) ثم انقلبوا بقدرة قادر إلى ثوارأحرار. من أجمل النكات أن تسمع أحدهم يتحدث على الشاشات قائلا ( نحن قمنا بالثورة). هم حفنة قليلة تخرجت من الجامعات الفرنسية وتشربت التنكرلذاتها ولدينها ولكنهم رغم قلتهم متواجدون في المواقع الحساسة للدولة وخاصة الإعلام والتربية والداخلية ويحظون بدعم غربي سخي وقد بلغني أخيرا من أحد السياسيين البارزين أن دولة فرنكفونية رصدت لهم ميزانية ضخمة لإثارة مشاعر المسلمين واستفزازهم وجرهم إلى العنف بغية إلغاء الإنتخابات وأظن أن طرح البند الأول من الدستورللنقاش ومحاولة عرض الفيلم المسيء للذات الإلاهية أول الغيث. أسوأهم وأخطرهم على مستقبل تونس : النساء الديموقراطيات اللواتي يتخفين وراء حقوق ومكاسب المرأة والحداثة للدعوة إلى التمرد على القيم الأسرية وإلى ذبح الفضيلة. قناة نسمة المشبوهة التي تروج للإلحاد والمس بالمقدسات والعري واللواط والسحاق والتي ينشط فيها أشخاص مرضى تتبرأ منهم تونس العروبة والإسلام مثل البربرية ريم السعيدي والبوماضة سفيان بن حميدة ( إلي أبوه ماسنيسا وأمه الكاهنة ، حدثتني إحدى الطالبات التي درست معه في الجامعة أنه لم يكن يجلس قط مع الرجال إنما كان ضيفا قارا على جلسات النساء ) . أغلبية أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والتي يترأسها ابن أحد شيوخ الزيتونة العظام ( يخرج الميت من الحي ) والذين عينوا خصيصا لتحقيق أهداف الإلتفاف على الثورة. ختاما أقول أنه لا نجاح ولا فلاح لتونس الثورة إلا بتطهيرها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا من أعداءها.