بعد فضيحة محمد الطالبي على أمواج إذاعة "شمس آف آم": من يتصدى لتجاوزات مؤسساتنا الإعلامية بعد ثورة الحرية..؟ تفاجأ عدد كبير من مستمعي إذاعة "شمس آف آم" بما جاء على لسان محمد الطالبي الذي تلفظ بكلام يخدش الحياء مباشرة على الهواء وذلك في برنامج إذاعي مباشر جمع بين الطالبي وعبد الفتاح مورو في حوار مباشر ضم الرجلين قبل ان يفقد محمد الطالبي صوابه ويتفوه بعبارة نابية انتهكت حرمة المستمعين وأكدت من جديد حالة الانفلات الأخلاقي الذي تعانيه عديد المؤسسات الإعلامية في تونس ما بعد الثورة و التي تتسابق وراء الظفر بسبق قد يترك وراءه تبعات قذرة دون مراعاة أدنى شعور لسكينة المجتمع التونسي الذي لم يكد يسلم بعد من همجية بعض ساسته الأجلاء حتى اقتحمت خلوته بعض العبارات والكلمات المنافية للأخلاق والتي لم تكن لتطل برأسها علينا لو أحكم صناع القرار داخل منابرنا الإعلامية انتقاء ضيوفهم وتنقية بيوتهم من كل الشوائب التي نخرت هويتنا وهتكت حرمتنا... ما قاله محمد الطالبي لا يمكن أن يمر مرور الكرام لان انحرافه الأخلاقي كان مقصودا ولم يكن زلة لسان أو فسحة هذيان فالسيد الموقر تفنن في وصف الأمر حتى جادت قريحته بذلك الوصف المشين الذي نخجل حتى من تكراره في سريرتنا...كان يمكن ان يكون الأمر مجرد نتيجة عكسية لسراب سبق صحفي أو إعلامي جنى على ملاحقيه قبل ان يغنموا منه غير أن الشاهد على المهزلة وعلى تعددها في الآونة الأخيرة يؤكد ان الخروج عن النص ولغة تحت الحزام لم تعد بالوافد الجديد على بعض مؤسساتنا الإعلامية الموقرة فموزاييك مثلا استضافت في السابق توفيق بن بريك الذي تعمد هو الآخر حينها الخروج عن الموضوع وتلفظ بما ينافي الحياء على المباشر ثم يكرم الرجل في الأخير باستضافته مجددا ويتفوه مرة أخرى بعبارات سوقية علق عليها منشط الحصة بوبكر عكاشة ببعض القهقهات وكأن حرية التعبير تحيّا فقط حيث ينحدر المستوى الأخلاقي وتتدنى لغة الخطاب... لن نلوم محمد الطالبي على صنيعه لأنه تعود على ما يبدو التجاهر بمثل هذا القول حتى في أحضان أبنائه لكننا نلوم من فسح له هذا المجال ليلوث سمعنا ويغتال سكينتنا..فضيحة الطالبي اخترقت جدران البيوت الأمر لا يمكن السكوت عنه لأنه تكرر أكثر من مرة وعبر أكثر من منبر والغريب أننا لم نسمع أبدا مثل هذه التفاهات والسخافات وهذا الخطاب السافر في عهد المخلوع فهل يعقل أن تنزل بنا الثورة ّإلى هذا المستوى المتدني من الخطاب الإعلامي في مؤسسات من المفروض أن ترتقي بلغتنا وأن تعكس هويتنا...؟؟؟ ثم أي دور للهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال كجهة معنية بهذا القطاع ومتى وكيف سيكون هذا الإصلاح و محمد الطالبي يفجر على الهواء دون حسيب أو رقيب...؟؟؟ العربي الوسلاتي