عماد العبدلي – ناشط سياسي و حقوقي (سويسرا) اعرف غيرتكم على دين البلاد و العباد و على هوية هذا الوطن الشامخ الذي اذل بن علي و قلب موازنات العالم كلها راسه على عقب، و لكن رجاء لا تجعلوا من السفهاء ابطالا. هذا هو ندائي لكل ابناء وطني الحبيب ممن استفزهم ان تهان مقومات هذا الشعب من طرف فئة انقلابية لا زالت تعيش ضمن عقلية عشريات مضت، فئة انا على يقين انهم لم يدركوا بعد اننا نعيش في القرن الواحد و العشرين و ان تونس عرفت ثورة مجيدة فتحت ابواب التاريخ على عالمية جديدة. هذا ندائي من اجل ان نحمي بلادنا من الانزلاق في المخطط الشيطاني الذي يريد للتونسيين ان يتقاتلوا و ان يسقطوا في فخاخ الاقصاء و الصراعات الدموية التي لن تخدم الا اعدائهم و اعداء امتهم ممن تيقنوا ان عجلة التاريخ قد بدأت تدور في الاتجاه الصحيح. فان جهروا بكفرهم في بلد لم يتعود فيه الناس على هذه الوقاحة، مع ان هذا البلد كان دائما بلد تسامح و ارضا تعايش فيها المسلمون مع غيرهم، فلا تعبؤوا بهم فان نعيقهم هذا سيمر دون ان يخلف اثرا في الواقع الا ما كان من تأكيد صهيونيتهم وعدم انتمائهم الى حضارة و تاريخ هذا الشعب. و ان اجترأوا على مقدساتكم او شتموا ارفع من تعرفون رفعتها من نساء هذه الدنيا فلا تكفروهم و لا تنعتوهم باي نعت يمكن ان يفهم على انه تكفير او تهديد. فهم باختصار يبحثون عن ذلك. فبمثل هذه الاوصاف التي لا فائدة منها يصبح هذا الجاهل او ذاك بالإسلام و بتاريخ المسلمين ضحية، و تصبح النكرة علما و يصبح ادعياء الشعر ممن يعدون على اصابعهم لحظات "صفو" عقولهم (بعد انحسار اثر السموم عنها) دعاة افكار و الحال ان ما يكتبون هو الى الغثيان و القيئ اقرب منه الى الادب. و تنزه الادب ان يكون مترعا لهؤلاء المتحذلقين. دعونا من هذه التسميات ومن كل تسمية مشابهة لها فشعبنا ارقى من ان ينظر اليهم او يعتد برايهم. لنفضح جهلهم وتامرهم بالحجة فهم اكثر الناس خوفا من الحجة . التكفير منزلق خطير هم يبحثون على استدراجكم له و هم اسعد الناس بان تطلق عليهم هذه الاوصاف التي تعطيهم موضع الضحية التي لا تحتاج للإقناع بما تقول بل تتخفى و راء مظلوميتها. تونس لا تحتاج الى التكفير الذي هو ليس اسلوب الاسلام في التعامل مع مخالفيه. تونس تحتاج الى الوفاء الدائم لمبادئ الثورة مع الصبر و العزم و ابداع اساليب صناعة الحياة في بلد يعج بالشباب الذي سيكون بإمكانه اخيرا، رغم كل المتآمرين، ان ينحت صورة المجتمع القادم المأمول. ورجائي منكم ان تشفقوا عليهم شفقتكم على الايتام فهم ايتام بن علي الذي ترك لهم الحبل على الغارب، ابان حكمه، لصناعة جيل مشوه فاذا به جيلا يصنع الثورة و يصالح تونس مع هويتها و اصولها. هم ايتام و انتم كرام، هم عرض و انتم اصل ضارب في الجذور فروعه في السماء التي تسبح بحمد ربها. فلا تكفروا احدا و لا تنزلقوا الى حيث يريدون لكم في اطار مسرحيتهم السمجة التي تركب فيها اللحي و يختلط فيها الغيور على دينه (ممن كان يعبر عن حنقه من اسرافهم في الاستهزاء بمقدسات البلاد) مع المندسين الذين يبحثون على الفتنة و استهداف السلم الاهلية. لقد اعجبتني في هذا السياق ملاحظة وردتني على الفايسبوك من احد الاصدقاء و مفادها انه "منذ يومين اختفى الحديث عن اعتصام المصير وعن أداء الحكومة وعن القروض الاجنبية وعن انتخابات المجلس التشريعي وعن أداء هيئة عياض بن عاشور وعن استقلال القضاء وعن تفعيل العفو التشريعي العام وعن طبيعة النظام السياسي القادم وعن أصحاب الشهادات المعطلين وعن التنمية غير المتوازنة.... نجحت الخطة بشكل غير متوقع!!". نعم الخطة تنجح و لا بد ان يتحمل كل طرف مسؤوليته. لنواصل كل اشكال النضال السلمي بالكلمة و الاعتصام و العمل المركزي و الجهوي و المحلي للدفاع عن مكتسبات الثورة ضد كل من يهددها . هذا هو الرد الوحيد المطلوب على مؤامرتهم. عماد العبدلي – ناشط سياسي و حقوقي (سويسرا)