يختزل أعداء تونس من اللائكيين والعلمانيين الحاقدين عن قصد وسابق إصرار وسوء نية وبوحي وتمويل من الأجنبي حرية التعبير وحرية الإبداع في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وإثارة مشاعرهم واستفزازهم من خلال المس بالمقدسات والإستهزاء بالله ورسوله. الغرض الرئيسي من هذا التآمرهو تسويق فكرة لا توجد إلا في أذهان أصحابها وهي أن الصراع في تونس ما بعد الثورة يدور بين مشروعين مشروع حداثي تقدمي يمثله الممسوخون المتنكرون لهويتهم و مشروع ظلامي رجعي يمثله الإسلاميون. قدراتهم الإبداعية هذه لا يفجرونها في إيجاد الحلول الناجعة لأزمات تونس الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية المستعصية ، إنما متعتهم وسعادتهم الكبرى في الدعوة إلى الإنحطاط الأخلاقي والحرب الشعواء على كل ما هو إسلامي. الحرية عندهم غير مسؤولة وليس لها سقف ولا حدود وتعني التهور في أبشع مظاهره وقلة الذوق. تشدقهم بالديموقراطية هو محض زيف وهراء وافتراء ، ويسقط عند أول محك بدليل ما صرح به شاعرهم السكير العربيد الصغير ( وهو فعلا صغير في وعيه ومستواه ) أولاد أحمد الذي أعلن أمام الملإ أنه لا يحترم إرادة الشعب في اختياره الإنتخابي الديموقراطي إذا فاز بصناديق الإقتراع من لا يرضاه حضرة جنابه وسيشعلها ثورة ثانية ( سيكتوي بنارها إن شاء الله ) . هم وراء الإقتتال الداخلي الذي عصف بالجزائر ومصر أوائل ومنتصف التسعينات. صموا آذاننا بأكذوبة اللحاق بركب الحضارة. وهل اللحاق بركب الحضارة لا يكون إلا عن طريق واحد وهو التمرد على الدين ؟ وهل أن الدول التي نهضت وتقدمت مثل اليابان والصين وكوريا الشمالية وماليزيا وأندونيسيا وإيران وتركيا تخلت عن هويتها ومرجعيتها حتى تنهض وتتقدم ؟ التاريخ المعاصر يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدين هو المحرك والممول الرئيسي لنهضة وثورات الشعوب وأن الدول العربية بلا استثناء بقيت على الدوام في ذيل القائمة بسبب حربها على دينها. السؤال المحوري والمركزي لماذا اختارت هذه الشرذمة المشؤومة هذا الظرف المفصلي من تاريخ بلادنا لمحاولة إدخال التونسيين في دوامة العنف والعنف المضاد وفي صراعات جانبية هم في غنى عنها وتلهيهم عن مشاكلهم الحقيقية ؟ الإجابة في منتهى البساطة وهي أن اللائكيين والعلمانيين الحاقدين يخافون من أجواء الحرية لأنها : - تبرز حجمهم الحقيقي ( كلهم على بعضهم لا يملأون حافلة متجهة من الباساج إلى الزهروني ). يقتصر وجودهم فقط على وسائل الإعلام ولا حضور لهم البتة في الشارع وبين فئات الشعب. تصوروا لو أن أحدا مثل البلطجي عبد العزيز المزوغي ( الذي أستغرب كيف يكون محاميا بذاك المستوى السافل من الأخلاق ) أو البوماضة سفيان بن حميدة ينزل إلى حي التضامن أو غيره من الأحياء الشعبية ويمشي بين الناس ويروج للأفكار السامة التي يدعو لها في قناة نسمة. ( أترك لكم تخيل بقية المشهد ) . - تكشف عداءهم السافر لهوية الشعب التونسي وتآمرهم على ثورته ومستقبله. - تعجل برحيلهم ، لذلك يعملون جاهدين ليلا نهارا على توتير الأوضاع من أجل الإلتفاف على الثورة وإجهاض تجربة الحرية التي يتمتع بها التوانسة وقطع الطريق أمام الإنتخابات التي سيحصلون فيها كالعادة على ثلاثة أصفار من أصوات الناخبين. هم ينتعشون فقط في ظل الإستبداد لذلك رأيناهم كيف سارعوا إلى التحالف مع بن علي وكانوا له سندا متينا وعونا مخلصا على جرائمه. وإذا ثبت أن وزارة الثقافة مولت مخرجة فيلم ( لا سيدي لا ربي ) ب 600 مليون من أموال الشعب الجائع للتشجيع على الكفر والإلحاد في بلد مسلم فتلك كارثة الكوارث. وزاد بيان وزارة الداخلية الطين بلة حين جرم المحتجين على عرض الفيلم وبرأ الذين استفزوه في عقيدته. أما بيان وزارة الثقافة فعلمنا شيئا جديدا لم نكن نعلمه من قبل وهو أن الإعتداء على حرية الإبداع مخالف تماما لمبادئ شريعتنا السمحاء أما نشر الإلحاد والمس بالمقدسات فهو يتفق معها تماما. نسيت وزارتنا المبجلة أننا في بلد مسلم مائة بالمائة ولسنا في الدانمارك أو السويد ، وأن هذا الفيلم رفض عرضه في فرنسا وأمريكا وهولندا. شعار هذه الفئة الضالة على الدوام هو ضربني وبكى سبقني وشكا لا يكفون عن النواح والعويل وتصوير أنفسهم ضحايا حرية الإبداع ويسارعون إلى الإستقواء بالأجنبي . القرآن الكريم كفل لهم ولغيرهم حرية المعتقد ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ولكن بشرط احترام عقائد الآخرين. أن تكون ملحدا فذاك شأنك ( من كفر فعليه كفره ) ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ) ولكن الزم حدودك وكن مهذبا ومؤدبا مع أسيادك. كيف يتصدى الشعب التونسي لهذه الفئة : - أن يكون حذرا منتبها لما تحوكه من مؤامرات تستهدف وحدته واستقراره. - أن يكون جاهزا لإفشال مخططاتها والأجندة الخارجية التي تنفذها. - أن لاينجر ولا ينساق إلى مستنقع العنف المراد توريطه فيه وأن لا يمنح هذه الشرذمة فزاعة التخويف من الإسلاميين. - أن يتصدى لاستفزازاتهم بفضحهم على كل المنابر وبالخروج إلى الشارع سلميا وخاصة يوم الجمعة بعد الصلاة وأن تغطي المظاهرات المنددة بتجاوزاتهم كامل تراب الجمعة من بنزرت إلى بن قردان. - أن يتصدى المحامون الغيورون لمقاضاة هذه الفئة بتهمة التطاول على المقدسات كما حصل في مصر مع كثير من المفسدين وأن يطالبوا بسحب الجنسية التونسية منهم . - أن يصدر علماء الأمة بيانات تشجب المنكر العظيم الذي آتوه. - أن تسن الدولة قوانين تجرم الإعتداء على الأديان. المنجي الفطناسي