في مشهد مؤثر، عرض أب مصري عائلته للبيع، للفت الأنظار لمعاناته مع الفقر وسوء الأوضاع، حيث اعتصم مع أسرته في إحدى خيام ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، وقام بتعليق لافتة مكتوب عليها "أسرة مصرية من 7 أفراد للبيع بأي ثمن". وقالت موقع "بوابة الوفد" المصري: إنَّ "أسرة للبيع بالمزاد العلني" ليس مشهدًا سينمائيًا، وليس إعلانًا يذيعه أحد النزلاء بمستشفى الأمراض العقليَّة، لكنها لافتة رفعها أب مصري مطحون وسط العشرات من الخيام في ميدان التحرير، التي يطالب المعتصمون بداخلها بالقصاص من قتلة الشهداء، ليجلس تحتها عارضًا أبناءه الأربعة للبيع، معلناً عن غضبه من المسئولين ويأسه من الإصلاح في مشهد معارض فريد من نوعه لن تنساه مصر ولن يغيب عن ذاكرة المصريين. عبد الناصر الجلفي، في الأربعينيات من العمر، ذهب إلى التحرير بعد أن أُغلقت جميع السبل في وجهه، وانقطع الأمل لديه من الاستجابة لمئات الشكاوى التي أرسلها للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والمجلس العسكري لإنقاذ عائلته من الجوع، بعد أن أغلق المقهى الذي يمتلكه بحي عين شمس، والذي لم يُعد يدر عليه أي دخل بعد أحداث الثورة، فلم يجد أمامه إلا أن يبيع أسرته بكاملها لمن يوفر لهم حياة كريمة. جلس الأب معتصمًا هو وأسرته في الميدان بعد تعرُّضه لإصابات عديدة خلال الاشتباكات التي دارت بين المتظاهرين وقوات الشرطة خلال أحداث الثلاثاء الماضي، عارضًا أبناءه الأربعة للبيع، الأسرة بكاملها جلست بالميدان ما عدا الزوجة، التي قال عنها "زوجتي ليست للبيع" فهو ينظر إليها على أنها مصر التي لا يستطيع أن يفرِّط فيها والتي تستطيع، على حد قوله، تحمل مر الحياة معه". يقول عبدالناصر: "بعد فشلي في توفير نفقات المعيشة لشهور طويلة، وبعد أن أصبحت مهددًا بالطرد من سكني بسبب تراكم الإيجار الذي امتنعت عن دفعه في هذه الظروف، قررت أن أبيع أبنائي: عفاف 7 سنوات، ومحمد 9 سنوات، وداليا 16 سنة، وعلي 12 سنة". ويضيف: "اللي يشترينا ممكن نكون عبيد عنده، بس لما نبقى عبيد عند حد غير مصري هيكون أفضل، لأنَّه من الممكن أن يعاملنا معاملة آدميَّة، لأننا في بلدنا مش لاقيين رغيف عيش ولا سكن يأوينا". عبدالناصر لم يلحق أبناءه بالتعليم لكراهيته للنظام السابق، وقرر أن يقوم هو بنفسه بتعليمهم، فهو يرفض أن يلتحقوا بمدارس تحت رعاية سوزان هانم ومبارك الذي يقول عنه "ولدت وأنا أكره النظام الحاكم وكذلك علمت أولادي وزرعت بداخلهم الكراهية للنظام بأكمله". الأبناء الأربعة جلسوا بصحبة والدهم بالتحرير يرددون الأناشيد الداعية إلى الحرية والعدالة الاجتماعية التي حفظوها عن والدهم، والتي يطالبون فيها الحكومة والمجلس العسكري بإنقاذ أطفال مصر من الضياع، ويحذرون فيها من المكائد التي تحاك لمصر الآن.