القت احداث سجن القصرين التي وقعت صباح يوم الثلاثاء بظلالها على مدينة حيدرة الحدودية التي تقع في اقصى الشمال الغربي لولاية القصرين على بعد 5 كلم من المعبر الحدودي.. اذ شهدت هذه المدينة خلال الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس احداث حرق وتخريب شملت خاصة كل المقرات الامنية بها " الصباح" اتصلت امس بمجموعة من اهالي حيدرة وشهود العيان وتحدثت اليهم حول اسباب وتفاصيل حالة الشغب التي عاشتها مدينتهم كما اتصلت بمصادر امنية مختلفة وخرجت بالتحقيق التالي: اجمعت المصادر التي تحدثنا اليها ان منطلق الاحداث كان تعرف عائلتين من حيدرة في المستشفى الجهوي بالقصرين مساء الاربعاء على جثة احد ابنائها من بين السجينين اللذين توفيا في حادثة حرق سجن القصرين صباح الثلاثاء واسمه حسب ما اكده لنا اهالي حيدرة اشرف بن فوزي مسعودي (24 سنة ) ووجود سجين اخر اسمه رائد بن طارق مسعودي ( 23 سنة ) في حالة خطيرة بقسم الانعاش موضوع تحت التنفس الاصطناعي وقد ذكروا لنا انه في وضعية احتضار فأثار ذلك موجة كبيرة من الحزن والغضب في صفوف اقارب السجينين المذكورين واصدقائهما. ليلة رعب بمجرد انتشار الخبر في حيدرة في آخر المساء عرفت المدينة اجواء من الاحتقان والتوتر ورغم دعوة عقلاء المدينة وكبارها الى الهدوء وضبط النفس فان عشرات من الشبان ا خرجوا في حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا إلى شوارع حيدرة في حالة هيجان وقاموا بعمليات حرق وتخريب شملت جميع المقرات الامنية بالمدينة التي كانت حسب شهود عيان مغلقة وخالية من الاعوان حيث اشعلوا النيران في مركز الشرطة وسيارة امنية كانت راسية امامه ومركز الحرس الوطني ومقر الجمعية التنموية فأحرقت كلها بصفة كاملة كما تولت تخريب منزل مسؤول امني ملحق بمركز الشرطة والعبث بمحتوياته وتهشيم واجهة مركز الديوانة وسيارة تابعة لنفس السلك تستعملها الفرقة المتنقلة .. وقد حاولت قوات الامن عندما بلغها الخبر انطلاق الاحداث السيطرة على الوضع من خلال تدخل اعوان من ابناء المنطقة صحبة عدد كبير من الاهالي لتهدئة الامور والدعوة الى التعقل وايقاف اعمال الشغب والحرق مما اثمر انسحاب الشبان الغاضبين وانتهاء الاحداث حوالي الساعة الواحدة فجرا . هدوء وتوجس صباح امس كانت مدينة حيدرة حسب مصادرنا هادئة تماما لكنها خالية من اي تواجد امني والمعبر الحدودي القريب منها يشهد حركية عادية .. وقد استفاق سكانها على مخلفات واثار الحرق والتخريب التي شهدتها وكلهم تأثر مما حدث واستنكار لما قامت به المجموعة المذكورة من تصرفات غير مقبولة بالمرة مهما كانت مبرراتها .. فالسجين الذي توفي على حد تعبير احد سكان المنطقة رحمه الله وكان على الشبان الغاضبين لموته ان يطلبوا له الرحمة والمغفرة لا ان يعتمدوا على الحرق والتخريب .. والسجين الاخر الذي يوجد في حالة حرجة كان الاولى الدعاء له بالشفاء العاجل بدل اتلاف ممتلكات عامة يستفيد منها الجميع .. وقد اقتصرت الاضرار على خسائر مادية ولم تسجل فيها اية اصابات بشرية لا لاعوان الامن والحرس والديوانة ولا في صفوف المواطنين لكن الوضع يتطلب من السلطات المسؤولة اخذ كل الاحتياطات حتى لا يتكرر ما وقع عند اعادة جثة السجين المتوفي الى حيدرة لدفنها .