إن مصطلح غسل الأموال ومصطلح تبييض الأموال لهما نفس الدلالة وهما يقصدان معنى واحد وهو استخدام حيل ووسائل وأساليب للتصرف في أموال مكتسبة بطرق غير مشروعة وغير قانونية لإضفاء الشرعية والقانونية عليها وهو يشمل الأموال المكتسبة من الاختلاسات والرشوة وتزوير النقود وتجارة المخدرات ومكافآت أنشطة الجوسسة وتقع عملية غسل وتبيض الأموال عبر أساليب وطرق مختلفة إذ يتم خلط الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة(حرام) بأخرى مشروعة (حلال) واستثمارها في أنشطة مشروعة وقانونية لإخفاء مصدرها والخروج من المساءلة القانونية بعد تضليل الجهات الأمنية والرقابية. وبلغة أبسط فان غسل الأموال وتبييضها يعني تدوير الأموال الناتجة عن الأعمال غير المشروعة في مجالات استثمار شرعية لإخفاء المصدر الحقيقي لهذه الأموال لتبدو كما لو كانت قد تولدت عن مصدر مشروع.ويعمل أصحاب هذه الأموال القذرة والمنهوبة على تحويلها من البنوك الداخلية إلى البنوك الخارجية التى لها فروع كثيرة في العالم ثم تقوم البنوك العالمية بتحويلها لفروعها المختلفة وبعد ذلك يقوم أصحابها بسحبها لشراء الأراضي والمساهمة في شركات عابرة للقارات وتغدو البلدان التى تنتشر فيها ظاهرة الفساد بكثرة بؤرا لتبييض الأموال وغسلها وقد عرفت بلادنا هذه الظاهرة مع عائلة الطرابلسية وعائلة بن علي قبل سقوط النظام فقد تم تحويل أموال طائلة إلى كثير من المصارف الأوروبية والى بنوك أمريكية وكندية وقد بدأت وسائل إعلام أروبية في الآونة الأخيرة تتحدث عن تحركات بلحسن الطرابلسي ولقاءات يعقدها محاميه مع رجال أعمال محسوبين على النظام البائد فضلا عن رجال أعمال ومستثمرين من فرنسا وإسرائيل ولبنان وبعض دول الخليج قصد إمكانية عقد صفقات عاجلة لإنقاذ جانب كبير من ثروة الطرابلسي الموجودة في حسابات بنكية تابعة لبنوك كندية قبل أن يطالها التجميد كما أكد البنك المركزي الكندي أن الفترة المنقضية شهدت حسابات بلحسن الطرابلسي حركة تحويلية مالية دؤوبة في اتجاهين مختلفين ففي الاتجاه الأول تفيد المعطيات الخاصة إلى أن حسابات بلحسن الطرابلسي بكندا قد تلقت في الشهرين المنقضيين تحويلات ضخمة متأتية من سويسرا ودبي وفرنسا وكوستاريكا ودول أخرى توجد فيها حسابات بنكية تابعة لأفراد من عائلتي بن علي والطرابلسي وجملة العائلات المتصاهرة معها وفي الاتجاه الثاني تفيد نفس المعطيات أن تلك الأموال المهربة والمحولة إلى بلحسن الطرابلسي قد أخذت طريقها إلى الغسل والتبييض عن طريق ثلة من رجال أعمال أجانب قبل أن يتم تجميد حساب بلحسن الطرابلسي وقد أصبح هذا الأخير يشعر بالطمأنينة أكثر من أي وقت مضى فيبدو أنه قد تلقى تطمينات بأن حساباته البنكية لن ينالها التجميد على المدى القريب. وإزاء الغموض في تعامل السلط التونسية مع هذه الأموال المهربة فقد تواصلت الاحتجاجات الميدانية من طرف المغتربين التونسيين في مونتريال الكندية أمام السفارة التونسية و أمام المنشات الحكومية الكندية للمطالبة بتسليم بلحسن الطرابلسي إلى القضاء التونسي وتجميد أمواله التى هي أموال الشعب التونسي كما اتخذ أبناء تونس البررة من موقعي تويتر والفيسبوك وسيلة لهم كي يبلغوا أصواتهم إلى العالم وأحراره ومنظماته المناهضة لتبييض الأموال وغسلها, ونحن نخشى أن ينجح بلحسن الطرابلسي في دمج الأموال فى الدورة الاقتصادية الكندية أو دول أخرى, وأدعو كل أبناء الوطن في كل مكان للاتصال بالهيئات والمنضمات المناهضة لغسيل الأموال وطلب المساعدة منها على تجميد أموال شعبنا المنهوبة من طرف عصابة الطرابلسية ومطالبة الأحزاب بالنهوض بدورها في المطالبة والسعي الحثيث لتجميد هذه الأموال المهربة وإعادتها لبلادنا ليستفيد منها الشعب وينتفع بها العاطلون عن العمل