تعرضت مواقع قوات الثوار الليبيين غربي مدينة مصراته لقصف مدفعي وصاروخي مركز لليوم الخامس على التوالي من جانب قوات العقيد الليبي معمر القذافي، مما اجبرها على وقف تقدمها نحو العاصمة طرابلس. فيما اعلنت اوساط المعارضة في مصراته ان عدد القتلى في صفوف قواتهم قد ارتفع الى 7 فيما اصيب 17 اخرون. وذكرت وكالة "رويترز" ان قوات المعارضة التي تتمركز على بعد 36 كيلو مترا غربي المدينة الساحلية تعزز مواقعها لكنها تتعرض لقصف مكثف من قبل قوات القذافي بواسطة المدفعية وصواريخ جراد المحمولة على عربات متنقلة. وكانت قوات المعارضة قد حققت تقدما غربي مصراتة باتجاه بلدة زليطن الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى العاصمة طرابلس. وذكرت هيئة الااذعة البريطانية "بي بي سي" انه بعد نحو ستة أسابيع من جمود الموقف على جبهة القتال، نجحت قوات المعارضة في صد عدة هجمات لقوات العقيد معمر القذافي وأجبرتها على التراجع رغم القصف بالصواريخ وقذائف الهاون". وافادت الانباء بان التقدم مازال بطيئا باتجاه زليطن وأن قوات المعارضة منيت بخسائر جسيمة ولكن معنويات مقاتليها مازالت مرتفعة. وتفيد تقديرات بان قوات المعارضة مازالت على بعد نحو 200 كيلم عن العاصمة طرابلس. ضربة الحلف ويأتي هذا فيما قال حلفُ الأطلسي السبت إنه دمر بطاريةَ صواريخ وضعتها قوات معمر القذافي في موقع مدني واستخدمتها لقصف ميناء مصراتة. وشنت مقاتلة للحلف الضربة بعد بضع ساعات من بث رسالة صوتية للعقيد القذافي أكد فيها أن نظامه لن يسقط. وقال الحلف في بيان: "انه تم اتخاذ قرار في شان هذه الضربة بعد التأكد من أن الموقع المستهدف، وهو مزرعة في جنوب مصراتة، يستخدم لإخفاء السلاح". وتعليقاً على ذلك، قال مصطفى الفيتوري رئيس قسم الإدارة في أكاديمية الدراسات العليا في طرابلس، إن حلف الناتو في ورطة، ولابد من التوجه للحل السلمي. ونقل راديو "سوا" الامريكي عن الفيتوري قوله: " اعتقد أن الناتو في ورطة إذ لا يوجد نصر عسكري للمسلحين". كما نفى الفيتوري الأنباء التي تحدثت عن سيطرة الثوار الليبيين على منطقة بئر الغنم التي تبعد قرابة 80 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس مشيرا إلى أن ما يحدث هو "معارك كر وفر فقط". أما إبراهيم صهد الأمين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، فقد أشاد بعمليات الحلف الناتو قائلا إنه "حقق نتائج طيبة بتحديد قدرات القذافي وحصرها في مواقع معينة". وجاء إعلان الناتو بعد ساعات من بث التليفزيون الليبي الرسمي الجمعة رسالة صوتية جديدة من الرئيس الليبي قال فيها إن نظامه لن يسقط بفعل العمليات العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا، مطالبا الحلف بوقف هجماته الجوية. وفيما سعى القذافي لرفع الروح المعنوية لقواته أصر على أن "النظام في ليبيا يستند على الشعب وليس القذافي ، والناتو مخطئ لو ظن أنه يستطيع الإطاحة بنظام هذا البلد". ووجه كلمته إلى مؤيديه الذين احتشدوا في سبها، أحد معاقله الواقعة على بعد 750 كليومتر جنوب العاصمة طرابلس. كما خاطب أنصاره في معقل قبيلته القذاذفة بالقول إن الناتو يواجه في ليبيا "شعبا بكامله مسلحا ويقاتل، مواجهة ليبيا هي مواجهة الملايين". وكان عشرات الآلاف قد تجمعوا في شوارع سبها فيما بدا أنها محاولة لإظهار أن القذافي يتمتع بشعبية طاغية في المناطق التي يسيطر عليها رغم المكاسب التي حققتها المعارضة مؤخرا. كما تجمع مؤيدو القذافي في الساحة الخضراء في طرابلس مؤكدين على رفضهم تنحي القذافي بعد أربعة عقود من الحكم و5 شهور من القتال. تكلفة العمليات وبشأت تكلفة العمليات العسكرية في ليبيا ، قالت وزيرة الميزانية بالحكومة الفرنسية فاليري بيكريس السبت ان تكلفة العمليات العسكرية الفرنسية في ليبيا تبلغ 160 مليون يورو (228.9 مليون دولار)، وذلك قبل ايام من مناقشات مهمة في البرلمان بشأن تمديد العمليات. وقالت بيكريس وهي أيضا المتحدثة باسم الحكومة لصحيفة "جورنال دو ديمانش " اليوم الاحد "تكلفة تدخلنا في ليبيا وصلت في هذه المرحلة الى 160 مليون يورو". وقالت "وبالمقارنة مع ميزانية الدفاع (الفرنسية) التي تبلغ 40 مليار يورو فاننا يمكننا استيعاب هذا المبلغ". ويصوت البرلمان الثلاثاء على ما اذا كان سيمدد العمليات حيث من المرجح ان تؤيده المعارضة الاشتراكية التي ستناقش تفاصيل استراتيجية الحكومة في ليبيا. وقال رئيس الوزراء فرانسوا فيون هذا الاسبوع ان هدف المناقشة هو ارسال رسالة واضحة الى القذافي بشأن التصميم التام لدى "باريس وحلفائها".
وتزعمت فرنسا الحملة التي يقودها حلف شمال الاطلسي في ليبيا، وشنت أول ضربات جوية على قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي في مارس/ اذار. وتتزايد مشاعر خيبة الامل في باريس بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القصف الذي يهدف الى ترجيح كفة المعارضين الذين يحاولون انهاء حكم القذافي المستمر منذ 41 عاماً.