قصفت الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي أمس المدخل الغربي لمدينة أجدابيا بالصواريخ والقذائف المدفعية فيما واصلت قصفها لمدينة مصراتة المحاصرة، في الوقت الذي اتهم فيه رئيس أركان جيش الثوار حلف شمال الأطلسي بالتباطؤ في قصف القوات النظامية ما يزيد من مأساة المدنيين والثوار في صراعهم ضد القذافي ونظامه مؤكدا أنهم أصبحوا تحت رحمة «الناتو» والقذافي. وأكد مراسل الوكالة الفرنسية للأنباء ان قوات القذافي قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة والصواريخ المدخل الغربي لمدينة أجدابيا بعدما أجبرها جيش الثوار على التراجع لأربعين كيلومترا عنها أمس الأول. مأساة الثوار والمدنيين شنت كتائب القذافي أمس هجوما عنيفا بالصواريخ على النقطة التي تقدم اليها الثوار باتجاه البريقة ما أدى الى قتل ثمانية أشخاص واصابة 27 آخرين. وأفاد شاهد عيان بأنه رأى نحو عشرة صواريخ تسقط عبد البوابة الغربية التي كانت مركزا لأسابيع من الاشتباكات مع قوات القذافي. وأضاف وسيم العجوري وهو أحد المتطوعين مع المعارضة في أجدابيا «مازال هناك بعض الثوار عند البوابة الغربية لكن الوضع ليس جيدا». وفي شرق البلاد أسفر القصف المتواصل لمدنية مصراتة من قبل قوات القذافي عن مقتل ستة أشخاص وجرح50 آخرين وكشف المعارض عبد الباسط أبو مزيرق في تصريح لوكالة «رويترز» أن قوات القذافي هاجمت المدينة بمائة صاروخ من نوع «غراد» على الأقل في ما أكد مصادر اخبارية استعادة الثوار للسيطرة على حي طرابلس في المدينة الذي كانت كتائب القذافي تسيطر عليه وتنطلق منه لمهاجمة مصراتة. لغز «الناتو» وعلى صعيد متصل جدد عبد الفتاح يونس قائد قوات الثوار في ليبيا أمس انتقاده الشديد لدور «الناتو» في ليبيا وتباطؤه في قصف القوات التابعة للقذافي. وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» مساء أمس الأول قال يونس إن «القصة أصبحت مكررة وأصبحنا تحت رحمة القذافي والناتو في نفس الوقت». وأضاف يونس أن قوات الثوار وصلت إلى مشارف البريقة، لكنها اكتشفت أن أمامها أعدادا ضخمة من كتائب القذافي على عكس ما أفادهم به الناتو الذي أكد لهم أن البريقة خالية منها. وتابع «انسحبنا من داخلها إلى العراء وانتظرنا ست ساعات لمعالجة المسألة، وأعطيناهم إحداثيات لقصفها لكنهم لم يفعلوا شيئا». وكشف عن رفض «الناتو» لتزويد الثوار بطائرات عمودية مقاتلة أعرب عن استعدادهم لشرائها بأموالهم، وقال «لو سمحوا لنا باقتناء ست طائرات عمودية لكان بإمكاننا معالجة قوات كتائب القذافي وفك حصارها لمصراتة». وتابع «أعطونا أسلحة عادية مثل التي عندنا غير قادرة على إحداث توازن في ميزان المعركة». وكان اللواء يونس قد صرح في وقت سابق من الشهر الجاري بأن ظن الثوار قد خاب في «الناتو» بسبب تباطؤه في قصف مواقع كتائب القذافي. وقال إن مدينة مصراتة تتعرض لحرب إبادة حقيقية, مبديا خيبة أمله في «الناتو» بسبب تردده في نجدة سكانها الذين يتعرضون لقصف يومي من قبل قوات القذافي. وقال «لو أراد الناتو أن يحرر مصراتة لفعل, لكنه لا يريد فعل ذلك بتعلة تجنب قتل المدنيين». وفي اتجاه آخر قالت مصادر استخبارية بريطانية إن العقيد معمر القذافي يخفي مدرعاته وراجمات صواريخ سكود في أضخم مشروع في العالم عرفه الإنسان لنقل المياه تحت الأرض، وصفه العقيد بأنه الأعجوبة الثامنة في العالم وأطلق عليه «النهر الصناعي العظيم». وقالت صحيفة «صنداي تايمز» إن قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) يشعرون بالقلق حيال الأعداد القليلة من مدرعات القذافي التي تم تدميرها، عازين عدم فعالية الهجمات الجوية إلى النقص في الطائرات بعد انسحاب الطائرات الأمريكية قبل نحو أسبوعين. وكانت مصادر استخبارية أرجعت الأسبوع الماضي عجز قوات الناتو عن العثور على مدرعات القذافي وصواريخه إلى إخفائها في شبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض تستخدم لنقل المياه إلى مختلف أرجاء المدن الليبية. ويعتبر النهر العظيم أطول شبكة أنفاق في العالم، وتتكون الشبكة من أنابيب بعرض 4.5 أمتار لنقل المياه من المصادر الطبيعية تحت الأرض في جنوبي ليبيا إلى المدن في الشمال. الثوار: القذافي و«الناتو» يقودان المجازر ضد الشعب الليبي