بسم الله الرحمان الرحيم الأمة بين منطق الاستكبار ومطلب التحرر من عقلية الاستضعاف ج 2 بقلم : يوسف بن بغداد 1- أهل الاستكبار وأهل الاستضعاف : أ) - أهل الاستكبار : الحكام وبطانتهم : سنحاول أن نستقرء كتاب ربنا وسنة رسولنا صلوات ربنا وسلامه عليه من أجل تحديد من هم أهل الاستكبار وما هي صفاتهم . - صفة الاستكبار: أ- العلو في الارض بغير حق: {.. فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين }الأعراف/133. ب- الجهل : وقال تعالى : ''وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ''القصص38. ج- الترف : تعتبر هده الصفة من بين اهم الصفات التي يتميز بها اهل الاستكبار حيث الغنى الفاحش والترف من خيرات البلاد التي تهبوها وجعلوها مزرعة لهم من خلال شركات تابعة لهم , ومن خلال اقطاعات هنا وهنام تحت مسميات فاضحة , صفة لازمت هؤلاء مند قرون حيث لا تكاد تجد فيهم واحدا الا وقد جمع من الاموال وامتص من دماء الفقراء واموال الدولة . يقول الحق سبحانه وتعالى : ِإنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً{ القصص:76-83] يقول الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائي في معرض حديثه عن الفساد السياسي(كتاب مباحث في التفسيبر الاسلامي للتاريخ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع الرايض ص119 ):ويثمتل بوصول حفنة من الرجال الى قمة الحكم ؟ يجمعون بين الترف المدمر والفسق باوسع معانيه , ومجموعة من المجرمين أو الظلمة القساة . يقول تعالى : وادا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. سورة الاسراء 16 د- صفات اخرى: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما رواه الإمام أحمد وابن ماجة والطبراني، وهو حديث صحيح، عن ابن مسعود: "سيلي أموركم رجال يطفئون السنة ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها" فقلت (أي ابن مسعود): "يا رسول الله: إن أدركتهم كيف أفعل؟" قال: "تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل! لا طاعة لمن عصى الله". من خلال قرائتنا لهذا الحديث العظيم نقف عند مجموعة من الصفات التي وضحها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف منها: - محاربة السنة والعمل بالبدعة . - تأخير الصلاة عن وقتها . ب) - أهل الاستضعاف : سواد الأمة : تحدث القرآن الكريم عن المستضعفين الذين استضعفهم الطغاة والمستبدون، وقهروهم وصادروا حقوقهم وانتهكوا حرماتهم ظلماً وفساداً في الأرض ، فمنهم من لا يستكين ولا يلين ولا يقبل الذل والهوان ،وهؤلاء هم أتباع الأنبياء وأصحاب الحق على مر العصور ، ولهم الوعد بالنصر والتمكين }كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ{ ، }وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبَادِنَا المُرْسلين إِنَّهم لَهُمُ المَنْصُورونَ وإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُون{ والظلم والطغيان له نهاية ، وعاقبته وخيمة وأليمة وتاريخ الأمم شاهد بذلك، وهنيئاً للأقوياء أصحاب العزة والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة ، قال تعالى على لسان موسى لقومه بعد أن لاقوا أصناف العذاب وبعد التهديد الفرعوني بالتقتيل والتعذيب } اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ{، ومنهم الذين استكانوا وقبلوا الذل والهوان ،وباعوا أنفسهم ،فعاشوا حياة ذليلة هينة في الدنيا ، وتوعدهم الله تعالى بجهنم وساءت مصيراً . قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا{ وهؤلاء الأتباع الذي أَلْغوا إرادتهم وشخصيتهم ورضوا بالتبعية والهوان هم مصيبة الأمة اليوم، وهم الذين يصنعون الطغاة، ولولاهم لما وجد في الأرض طاغية ولا مستبد. وأهل الاستضعاف كما سماهم الأستاذ عبد السلام ياسين في كتابه إمامة الأمة " سواد الأمة الأعظم "