أتت النار على مساحة قربة المائتي هكتار من غابة دار شيشو من معتمدية حمام الاغزاز من الوطن القبلي وهي متكونة من أشجار الصنوبر شديدة الإشتعال وذلك على إثر اندلاع حريق مساء الخميس وتحديدا عند الساعة منتصف النهار وخمسة وأربعين دقيقة إمتد ثلاثة أيام وحيث أن الحريق ضخم ويتطلب معدات ضخمة لإطفائه فإن تعزيزات كبيرة توافدت على المكان من حماية مدنية محلية وأقاليم نابل وبن عروس وزغوان ومصالح الغابات، وأعوان الحرس الوطني والجيش الذي وفر طائرتين للغرض ساهمتا بشكل فعال على السيطرة على الحريق عند منتصف الليلة الفاصلة بين يومي الجمعة والسبت.
السلط على عين المكان وفتح تحقيق في الغرض
ونظرا لخطورة الوضع، خاصة وأن الحريق الذي اندلع عند النقطة الشمالية الشرقية من الغابة انطلاقا من الطريق المؤدية لمدينة كركوان آثار وقد ساعدت الريح الشمالية والقوية نسبيا على الإنتشار السريع للنار رغم المحاولات العديدة لمحاصرتها، إلا أنها التهمت مساحة كبيرة من الأشجار الغابية تجاوزت حسب مصادرنا المائة هكتار، والغريب في الأمر وأن النار أتت تقريبا على الجهة الشرقية من الغابة المتاخمة للبحر حتى الطريق المتوسطة رقم 27 الرابطة بين قليبية والهوارية وشمالا جنوبا من الطريق الفرعية المؤدية لكركوان آثار إلى وادي القصب، وهذه المنطقة وقعت بها تجاوزات عديدة، بعد ثورة 14 جانفي، حيث تم قطع العديد من الأشجار وإنجاز عدة بناءات قريبة من الشاطئ، وبالتالي وحسب مصادر مسؤولة فإن الحريق قد يكون مفتعلا ناهيك وأن هذا الحريق هو الثاني في ظرف وجيز والمطلوب من السلط المعنية فتح تحقيق جدي وسريع في الغرض وتحديد المسؤوليات والضرب بقوة على أيدي العابثين إذا ما تبين وأن أيادي خفية حرضت وقامت بهذا العمل المشين.
وقد قام السيد محمد المختار الجلالي وزير الفلاحة والسيد محمد عماد الطويبي والي نابل بزيارة ميدانية في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة وقد عاينا الأضرار الفادحة وعمليات الإطفاء وقد أعطى وزير الفلاحة تعليماته للكشف عن ملابسات هذه الكارثة الطبيعية والتدخل الفوري لإيقاف نزيف البناء الفوضوي داخل الغابة ، واستصدار أحكام بالهدم وتنفيذها في أقرب الآجال.