تكلم السبسي ... فتذكرنا بن علي بقلم : منير عكاشة لقد قام الشعب التونسي بالثورة ضد الطغيان و لكن الطغيان عاد من جديد في شخص الوزير الأول المؤقت و الغير شرعي و الذي تبنى الثورة و صار يتحدث بإسمها و في نفس الوقت ينسفها و ينسف أهدافها ... و عادت سياسة تكميم الأفواه و منع الإعتصامات و وسائل التعبيرالسلمي ... و إستعاد البوليس صولاته و جولاته ... فنكل بالمواطنين المسالمين و اعتدى على حرمة دور العبادة و زرع الرعب بين الرافضين لسياسة الباجي و حكومته ... و عدنا إلى عصر الإعتقالات و التعذيب ... و لم يسلم حتى الصحافيون من بطش زبانية الداخلية ... ثم يطلع علينا المجاهد الأكبر الباجي قايد السبسي بخطاب أزهق فيه روح الحق ... و تكلم على طريقة " بن علي " و وعد و توعد ... أنا شخصيا لم أكن أتوقع أن يكون " سي الباجي " بهذا الغباء ... لأنه لم يستوعب الدرس من أخيه " بن علي " ... كان من الممكن أن يكون أكثرمرونة و حنكة و ديبلوماسية ... كان من الممكن أن يستجيب لبعض المطالب مثل إقالة وزير الداخلية و التخلص من ذلك الذي عمل في الكيان الصهيوني ... كان من الممكن أن يعوض ابن أخته " بن عاشور" بشخصية أخرى يقبلها الجميع ... كان من الممكن أن يتراجع في بعض إختياراته الفاشلة و الإفتزازية ... كان من الممكن أن يفعل ذلك و أكثر ... لكنه لم يفعل ... و لن يفعل ... لأن فاقد الشيء لا يعطيه ... و من عمل مع الطغاة لا يمكن إلا أن يكون طاغية و دكتاتورا ... و قد لاحظ كل من استمع إلى خطاب " سي الباجي" أنه نسي أن يذكرنا بشعاره البورقيبي " الصدق في القول و الإخلاص في العمل " و كأنه إقتنع أخيرا بأن أمثاله لا يملكون مثل هذه الخصال ... و في الختام أقول لكم إنتظروا خطاب "السبسي" القادم الذي سيقول فيه : " أنا فهمتكم يا توانسة ... غلطوني ... غلطوني " ... و قد يلتحق – بعد ذلك – برفيق دربه "بن علي" ... منير عكاشة