اعتقالات الجمعة وشهادة عما رأيت في معتقل بوشوشة من عداء كبير للثورة والثوار : بقلم آدم العربي قبل اعتقالات المسجد الصهيونية المشهودة كانت هناك اعتقالات من نوع آخر اتسمت بالغدر والعهر... اثر التحاقي بالجمع الذي أراد الدخول من باب منارة لاح لي من بعيد بقع قبيحة السواد وعندما اقتربت وجدت أنها بعض الخرق البوليسية تحاول الإختلاط بالثوار فوددت الإستماع لما يقولون متوقعا مضمون كلامهم الذي لا يمكن أن يتجه إلا إلى إمتصاص غضب الحاضرين وإضاعة وقتهم الثمين في الكلام وفعلا فقد تحدثوا بنفس منطق السبسي الإقتصادي والاعتصامي الذي تعرفون مفاده ودوما حينما يسألون عن قمعهم وعنفهم يقولون انها تعليمات... تعليمات الحمير... بعض الذين أرادوا التحاور مع هذه الخرق تم استدراجهم بالكلام فاعتقدوا أن محدثيهم مستعدون لتفهمهم و تركهم يمرون بسلام ولكن عندما إقتربو تم الإمساك بهم وبعد ضربهم بعنف حشروهم في عرباتهم إلى المعتقل وقد استغربت من حسن نية هؤلاء والثقة التي وضعوها في أولئك الخونة، وحين تبين إستحالة مرورنا إلى الساحة من هناك قررنا سلوك الطريق اليساري والوصول هناك من الخلف فقسمنا انفسنا إلى فرادى ومثنى حتى لا ينتبه لأمرنا وقد استطعنا الدخول بفضل انشغالهم بمناوشات مع متساكني المنطقة و المتظاهرين. عندما اجتمعنا بالمسجد واطمأننا على اصدقائنا كانت قوات الأمن تعد العدة من أجل إخلاء المنطقة بأسرها من الثوار ففكرنا بالاحتماء بالمسجد وقد اردنا الإحتماء به من جحافل البوليس الأسود حتى نحافض على تواجدنا هناك و بالتالي نحفاض على الإعتصام المقرر في الساحة. اجتمعت قوات الأمن الموجودة كلها في جيش واحد لتحرير المسجد من الذين يهددون نفوذهم وسلطتهم وإتجه احدهم ليقوم بالإنذار الأخير ولكن لم يسمع صوته لما علا من شعاراتنا فقد تجاهلناه قاصدين واثر أمرهم بالتحرك دخلنا المسجد و أوصدنا الأبواب و وقفنا خلفها ولكنهم اختاروا أضعف الأبواب وبادربو بتهشيمه على رؤوس ماسكيه مستعملين أدواتهم الحديدية ولم يكن لدي وقت لتصوير ذلك فقد اخترت إمساك أحد الأبواب و حين دخلوا بعد كسر الباب الجانبي هرعت إلى العلية علي اتمكن من تصوير ما يجري ولكن سريعا ما صعدو واعتقلوني مع بقية الحاضرين و كل نال حضه قبل حشرنا كالسردين في عرباتهم. وبعد وصولنا إلى إقليم بوشوشة نال بعضنا المزيد من الضرب والإهانة و انتظرنا أن يبحث معنا سريعا حتى نعرف مصيرنا ولكن تركونا حتى الصباح على الإسمنت الصلب. كانت كتائب وحدات التدخل قد قسمتنا إلى مجموعات في زنزانات الإيقاف التحفظي على أساس نوع من الميز العنصري فرئيس الفرقة كان يبدو أنه يكره الأحياء الشعبية فقد وجدت و لا يمكن أن تكون هذه صدفة أن كل مجموعة تتشارك في نفس نوع العنوان أو الإنتماء الجهوي و ربما لون البشرة أو نوع اللباس و المركز الإجتماعي .. في الأثناء كنت أرى معاملة غاية في القسوة و الإهانة لشباب أجبرو على العمل في نظافة القسم و المطبخ من موقوفين قدامى.. وربما يهون الضرب المبرح لبعضنا إن قارناه بكلماتهم اللاذعة و اهانتهم للثورة والثوار و تحسرهم على زمان بن علي.. أما أتفه قصة اتحفونا بها أنهم وجدو خمرا في المسجد و نساءا عاريات اليد و الرقبة وهم من كانو يعرون الفتاة المتدينة.. اظافة إلى نغمة السبسي الإقتصادية والإعتصامية المفضلة... أثناء انتقالنا من مكان إلى مكان كنت اغتنم فرصة الحوار مع كل من رافقنا من الشرطة وقبل الدخول في أي محادثة تسأل السؤالين المفتاح: من أين أتيت وماذا تمتهن!! وهذا حتى يعرفوا مع من يتحدثون ليحددو كيف يتعاملو معك، ولم أفاجأ بمضمون خطابهم البنفسجي وإيجاباتهم التنصلية حين كنت أسأل لما لم يحاسب القتلة وأرباب الفساد، وسألني احدهم لما أردت الإعتصام فلم أجبه بما يجري و ماذا نريد و اخترت جوابا انتظر بعده استفهاما أريده فقلت أنهم سيزورن الإنتخابات متوقعا أن يرد بكيف أو كيف أمكنني الجزم ولكنه أجابني فقال: إيه إنت شمدخلك هاو الشعب ما تكلمش!!... و قال أني واصدقائي لا نمثل الشعب وأن التزوير الآتي لن يكون جديدا على التوانسة ولن يتغير شيء وقال لنا آخر سابقا مراهنا بأنه لن يكون رجلا إذا نجحت أي ثورة من الثورات العربية فالعرب في نظره لا يستحقون الحرية.. وكأنه آت من تل أبيب!! أطلق سراحي في اليوم التالي بعد أن قرر إطلاق سراح مجموعة من المحتجين ولا أدري على أي أساس قامو بذلك فهناك من يدرسون خرجو وآخرون بقو ومن لديهم سوابق خرج بعضهم و آخرون لا ومتحزبين خرجوا و آخرون منهم لا ويبدو من ذلك أن اختياراتهم كانت إعتباطية وتتبع تعليمات ربما كان مضمونها أن عدد المعتقلين كبير ويجب تقليصه حتى لا يثور الرأي العام.. طبعا أحمد الله أنه أطلق سراحي و ادعوه أن يفك أسر اصدقائي عن قريب ولذا ادعو كل ذي ضمير إلى الخروج إلى الشارع فقد سمعت مخططاتهم بتلفيق تهم و كتابة محاضر مدججة بالباطل كالعادة.. الحياة إلى كل شهداء الكرامة و الموت لكل ضالم مستبد