المدرسة المغربية ورهانات التنمية الأستاذ : الصادقي العماري الصديق تخصص علم الإجتماع والأنثروبولوجيا جاء الميثاق الوطني للتربية و التكوين في المجال الأول بنشرالتعليم وربطه بالمحيط, بدعامة مهمة تتعلق بتعميم تعليم جيد في مدرسة متعددةالأساليب على جميع فئات المجتمع الذين بلغوا سن التمدرس. ووضع السبل و الشروطالضرورية لتحقيق ذلك. غير أن المدرسة لا ينبغي أن تبقى منغلقة على نفسها بل يجب أنتفتح أبوابها للجميع من أجل المساهمة في إنجاح أهدافها التربوية المنشودة وأن تستحضرمحيط المتعلم بكل قيمه ومبادئه وتجاربه.فكيف يمكن أن نراهن على المدرسة في التنميةمن خلال تكييفها مع محيطها وتنظيم الدعم الإجتماعي. لقد عرفت المدرسةالمغربية مجموعة من المحطات التصحيحية من أجل تجاوز الممارسات التقليدية المرتبطةبتلقين المعارف و أن المدرس مالك للمعرفة و المتعلم مجرد متلقي يعتمد على حفظ المادةالتعليميةو إرجاعها متى دعت الضرورة لذلك , مماطرح ضرورة وجود توجه تربوي متجدد , يسير وتغيرات المجتمع في تفاعل منسجم معهلمسايرة التطورات و المستجدات. ومن مبادئ تكييف المدرسة مع محيطها , توفرالبرامج و المناهج الدراسية على قيم و أخلاق ومواقف المجتمع من حب و إيخاء و تعاونوتسامح ...., دون إغفال عاداته و تقاليده المتأصلة باحترامها و تقديرها والإستفادةمنها لأنها إرث ثقافي غني بالممارسات النبيلة وتصحيح الخاطئ منها عبر أنشطة وممارسات تشرك المتعلم وتقنعه بالإقلاع عنها وبناء معرفة جديدة تتوافق مع إشباع حاجاته ورغباته بعيدا عن المتناقضات. فموضوع التعليم المنبثق من الواقعالمعاش للمتعلم يحفزه على المشاركة والخلق والإبداع بتكثيف جهوده للتقصي و البحث فيه .مما يساعدهمستقبلا على التغلب على كل المشاكل و الصعوبات التي يمكن أن تواجهه داخلالمجتمع.وانفتاح المدرسة على محيطها يستدعي إشراك كل الفاعلين التربويين في الفعلالتربوي من مدرسين و إدارة و موجهين و مشرفين تربويين عن طريق منحهم صلاحيات أوسعمن أجل الإبداء برأيهم و العمل به , وجمعيات أباء و أولياء التلاميذ على اعتبارأنها صلة وصل بين المدرسة والمجتمع ,واستقطاب كل الفاعلين الجمعويين من جمعياتالمجتمع المدني و اقتصاديين من مقاولين و أرباب عمل وجماعات محلية وكل من له غيرةعلى المدرسة المغربية و حمل لشعار التجديد و الإصلاح من خلال علاقات شراكة واضحةالمعالم منتجة وفعالة عبر مشاريع منتجة تعود بالنفع على المدرسة وترفع من مستوى المتعلم وتأهيله.وتفعيل أدوار مجالس المؤسسةوخصوصا مجلس التدبير الذي يعتبر آلية من آليات التأطير و التدبير التربوي و الإداريلأنه النواة الحقيقية و والمحرك لدينا مية المدرسة ,من خلال و ضع برامج مشتركةواضحة الرؤيا تستهدف بالأساس الرفع من مستوى عطاء المتعلمين تترجم عبر مشاريع قويةلمحاربة التكرار و الإنقطاع عن الدراسة و تأهيل المؤسسات التعليمية بإصلاححجراتها وبناء حجرات إضافية إن لزم الأمر وربطها بالماء الصالح للشرب و الكهرباء وتوفير المراحض وجعلها خضراء بالتشجير و الأروقة الممتازة وتنظيم تكوينات متتالية ومستمرة للأطر التربوية من أجل إغناء تجربتهم المهنية و كذلك بالنسبة للأطر الإدارةو التوجيه و المشرفين التربويين.وتوفير الدعم البيداغوجي من خلال مساعدة الفئات المعوزة التي تجدصعوبة كبيرة في مواصلة التمدرس وذلك بشراء اللوازم الدراسية على طول السنةوتوفير المطاعم المدرسية و الداخليات و السهر على توزيع الأطعمة بالتكافؤ والنقلالمدرسي للذين يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى المدرسة خصوصا الفتيات, حيث أن هناك تلاميذ يقطعونمسافة كبيرة يوميا من أجل التعلم ,واستفادة جميع التلاميذ من الحملات الطبية والتيتنظم في إطار الحماية من الإصابة من بعض الأمراض الخطيرة و المعدية ,مع ضرورة توفرالمدرسة على مكتبة كبيرة لتشجيع القراءة الحرة و المداومة عليها وتفعيلالأندية التربوية من خلال أنشطة فعلية يختارها التلاميذ بأنفسهم من أجل ضمان مشاركتهمفيها ومساعدتهم على الإبداع فيها متى طلب ذلك و السهر على تنظيم رحلات استكشافية لمناطق خضراء ومؤسسات أخرى لها علاقة بمحتوى البرامج التعليمية كالجماعات المحلية لتعرف تلاميذ القسم السادس مثلا, على جناح الحالة المدنية لما له علاقة بدروس التربية على المواطنة لتشجيع حب التواصلوالإدماج والاكتشاف و الحيوية و النشاط . وباعتمادنا كل هذه الإجراءاتفي ظل مناخ أخوي تربوي خلاق و متلاحم بين مختلف الإطراف المتدخلة في الحقل التربوية نكون قد رسمنا مستقبلا ناجحا لأبنائنا و نحنمطمئنين من مدى قدرتهم على مواصلة التعلم وعلى الإندماج في محيطهم و العمل فيهمتغلبين كل الصعاب و المشاكل التي يمكن أن تعرقل مسيرتهم قادرين على مواصلة الإصلاحبتبوئهم المكانة المرموقة واعتماد آليات ميسرة لا منفرة. المراجع : 1.الكتاب الأبيض 2.الميثاق الوطني للتربية والتكوين 3.المخطط الإستعجالي