الأبنودي: ثورة الشباب خطفت بالخداع والإنتهازية والعبث الشاعر الشعبي المصري يتسائل كيف يسمح لصحفي كان يكتب خطابات مبارك ويظهر اليوم على الشاشات ليتحدث باسم الثورة. قال الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي إن الثورة المصرية التي اندلعت في 25 يناير/كانون الثاني الماضي لم تكن ثورة بالمعنى المعروف بل كانت مجرد "بروفة" للثورة الحقيقية التي ينتظرها الشعب المصري إلى الآن. وأضاف الأبنودي، في مقابلة مع برنامج "مانشيت" على فضائية "أون تي في" المصرية ليل الأحد – الإثنين، انه يشعر أن الثورة الحقيقية قادمة بعد عشر سنوات على أكثر تقدير لأن الشعب المصري أصبح لديه وعي كامل وسيطالب بحقوقه، معتبراً أن معايير اختيار المسؤولين مازالت كما هي وجميع المسؤولين ينتمون للجيل القديم. وتساءل عن دور الشباب في ذلك؟، ولماذا لم يتم اختيار نخبة منهم لشغل المناصب؟. وأعرب الأبنودي عن قناعته بأنه تم اختطاف ثورة 25 عنوة و"بالخداع والإنتهازية والعبث، وبالصراع بين أحزاب وائتلافات وتيارات إسلامية لا يهمها صالح البلد، والجميع يسعى لسرقة الثورة"، معتبراً "أن هناك فئة لها حسابات أخرى، وهذا أيضاً ماحدث مع ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952 حيث كان هناك أيضا أعداء للثورة". وأضاف ان "كل الإئتلافات التي شاركت بالثورة عندما تتجمع على يد واحدة، سيتم وقتها استرداد الثورة، ولا يجب أن نسلمها لأحد غير شباب مصر ليقوم بتشغيلها". وشن الشاعر الأبنودي هجوماً حاداً على المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى مؤكداً أنه يُمثِّل النظام القديم باعتباره أحد رجال الرئيس السابق حسني مبارك، و"أن فلول ذلك النظام هم من سينتخبونه، ونجاحه لن يكون للصالح العام". وأوضح الأبنودي أنه رغم أن الثورة لاقت احترام العالم لكنها للأسف ضعيفة أمام الجهاز القديم الذى مازال "كابس على نفسنا وللأسف إحنا سذج أمام عمليات ملتوية وجهاز إدارى لا يرحم وتأسس على الفساد من زمن طويل". وأكد الأبنودي أن ثورة 25 يناير ليس لها أب أو أم أو خال مجرد فرد وحيد ويتحدث عنها نحو 25 فرداً يظهرون في الفضائيات ليتحدثوا ويتقاضوا مبالغ نظير هذا الدور، وهذا أمر ليس فى صالح الثورة. أما عن رأيه في استبعاد أعضاء الحزب الوطني من العمل السياسي، ورأيه في قانون الغدر قال الأبنودي "من سيقوم باستبعادهم؟" وأضاف أنه لابد محاكمة هؤلاء أعضاء الحزب الوطني الذين شاركوا في موقعة الجمل ويتم محاكمتهم بصورة علنية مثل الرئيس السابق ويتم كنسهم بمكنسة. وأوضح الأبنودي أن مصر تم بيعها فعلى مر عصر النظام السابق لم تدر بحكم مصري ولكن كانت هناك أوامر وقرارات أجنبية هي التي تمشي مصر ومنها موقف مصر من القضية الفلسطينية وعلاقة مصر بإسرائيل. وأضاف أن إسرائيل "أتنغنغت" في فترة حكم مبارك لذلك يصح لنا أن نقول إن مصر تم بيعها. وقال الأبنودي إن اليهود والإسرائيليين كانوا يعملون في سيناء ويعيشون فيها وكأنهم كانوا يخططون لعمل وطن فيها لذلك كنا ننادي دائما بضرورة تعمير سيناء. وأكد الأبنودي أن موقف الرئيس السابق وعلاقته بأميركا وإسرائيل وبيعه لمصر كان الهدف منها توريث الحكم لإبنه وتمكينه من الحكم، لذلك كان يجب أن يقدم تنازلات مقابل هذا التوريث. وأكد الأبنودي أنه من المستحيل أن تصبح مصر مثل العراق فشعب مصر متحضر ومن المستحيل أن يتفكك وقال الأبنودي إننا بحاجة لاستعمار يجمعنا كلنا دون النظر للدين أو الجنس لأن وقتها سنجتمع سويا للوقوف أمام المستعمر. وأشار الأبنودي إلى أن الوسط الثقافي في مصر يتضمن أسماء كبيرة وتحترم ولكن يتضمن أيضا بعض الأشخاص المتحولين والذين يعتبرهم مثل "الكتبة" ويمشون تبع الموجة وتبع الأنظمة الموجودة. وقال الأبنودي إن هناك صحفيين لا يختشون فالمعروف عنهم أنهم كانوا موالين للنظام السابق وتم كشفهم بعد الثورة وعرف الجميع أن هذا الشخص كان يكتب خطابات الرئيس فكيف له يظهر في التليفزيون ويتحدث عن الثورة. وعن زوجته الإعلامية نهال كمال، قال الأبنودي إن زوجته كانت مضطهدة في عصر النظام السابق لأنها كانت مختلفة عن الموالين للنظام وقتها، ولاقت أساليب عدة للاضطهاد أما الآن فهي رئيس اتحاد التليفزيون وأنس الفقي في السجن.