قبل الثورة و طيلة حكم الطغاة بن علي و بورقيبة كان هناك صنفان من تزييف نتائج الانتخابات، التزييف المباشر و التزييف الإستباقي و الخفي أما عن التزييف الواضح و المباشر فهو معروف و يتمثّل في التّدخل المباشر على مستوى الصناديق و تغيير محتوياتها من أوراق تصويت أما التزوير الإستباقي و الخفي فهو أخطر من التزييف المباشر حيث أنّه بالترهيب السياسي و الرعب تصادر إرادة الشّعب في حقّه في الاختيار بأريحية و حرّية دون خوف أو وجل حيث أنّ الناخب يدخل إلى مكاتب الاقتراع في حالة من الخوف و انعدام الراحة بسبب ممارسات أنصار الحزب الحاكم و التي لا تمكّنه من القيام بواجبه الانتخابي على أحسن وجه، و يوم الاقتراع يشاهد الناخبين مصطفين و هم يضعون الأوراق الحمراء تبجّحا و خوفا رغم أنّ القانون الانتخابي قبل الثّورة يفرض على الناخبين الدخول للخلوي و رغم أنّه مكتوب فوق كلّ خلوة الدخول إجباري. و بعد الثورة المعجزة من عند الله و التي لا دخل للنّخب السياسية في اندلاعها بل يمكن القول أنّ الفضل في تحرير هذه النخب يرجع للشّباب و ثورته، يمكننا أن نقول أنّ ممارسات التزييف الخفي و الإستباقي مازالت متواصلة بل هي على أشدّها هذه الأيّام وهي تتمثّل في الحملات الإشهارية الضخمة التي تقوم بها بعض الأحزاب التي لا شكّ أن لها ارتباطات برجال أعمال كانوا يدورون في فلك الحزب المحلول و أصهار و أقارب الرئيس المخلوع كما هناك تزييف خفي من نوع آخر تستعمل فيه وسائل الإعلام على أوسع نطاق وهو يتمثّل في المبالغة في عرض نفس الوجوه على شاشات القنوات التلفزية و لم يكفي احتكارهم للمشهد الإعلامي فأحد القنوات تروّج هذه الأيام لبرنامج سيزورون فيه تلك الوجوه في منازلهم مع العلم أنّنا سئمنا عرضها المتكرر على أعيننا و أسماعنا و هذا كلّه يهدف لفرضهم على المواطن و هذا هو التزييف الخفي و الإستباقي بعد الثورة أما عن التزييف المباشر فيمكن أن يكون تكنولوجي و تكون أداته المعلوماتية فإمكانية التّدخل على مستوى البرمجيات التي يتمّ استعمالها في العملية الانتخابية من التسجيل إلى التصريح بالنتائج واردة. و في النّهاية نقول يبارك في ترابك و شعبك يا تونس و أجارك و حفظك الله من الفتن.... توفيق بن رمضان (ناشط سياسي)