سؤال لم يسأله أحد .. متى سنحتفل بثورتنا ؟؟؟ هل تذكرون فرحة الشعب المصري بانتصار ثورته.. و كيف خرج المصريون عن بكرة ابيهم يوم 11 فيفري, في ميدان التحرير و في غيره من ساحات المدن المصرية, للاحتفال برحيل الطاغية مهللين ومكبرين في فرحة لم يشهدها الشعب المصري منذ عشرات السنين .. و اليوم يخرج الشعب الليبي الى ساحات طرابلس و باقي المدن الليبية, بل حتى هنا في عديد المدن التونسية ..محتفلين بانتصار ارادة شعبهم على طاغوت العصر ومنتشين بلذة التحرر و الانعتاق ..على الرغم من انهافرحة لم تكتمل بعد بالقبض على الجرذ الاكبر .. و نحن في تونس الا تذكرون اننا كنا اول شعب ثار واطرد الطاغية ..اننا كنا اول موجة في هذا التسونامي..اننا كنا سقينا اول زهرة في ربيع الثورات .سقيناها بدماء ابنائنا اللتي لا زالت تصرخ الى اليوم .. ااااااااااااه...نعم نحن كنا هكذا ..نحن من سطر هذا التاريخ الجديد..و اليوم بعد 7 اشهر كاملة هل سال احدكم نفسه هذا السؤال : متى سنحتفل بانتصارنا ؟ متى سنحتفل بنجاح بثورتنا؟؟؟ هذا لو نجحت اصلا ... يا سادة..يا ايها الشعب العظيم ..نحن لم نقذ طعم الاحتفال بثورتنا ..منذ ليلة 14 جانفي اغلقنا على انفسنا و قلنا البلد على كف عفريت حتى ان احدا لم يعرف الصديق من العدو ..و بعدها اي ايام 15 و16 و 17 قالوا لنا ان القناصة الموالون للطاغية ينتشرون فوق اسطح المنازل و البنايات يعيثون قتلا و تنكيلا وقضينا االيالي الطوال نحرس احيائنا وممتلكاتنا ..ثم خرجوا الينا بحكاية الامن الرئاسي و 800 مسلح ..و فلول التجمع..وووو..و بعد كل ذلك خرجنا نتحسس ارزاقنا و لقمة عيشنا على ان نعود الي منازلنا قبل السابعة و الا فاليول لمن يعصي الاوامر .و.توالت الاعتصامات و الاضرابات و ذهبت حكومة و اتت حكومة..و عاد القمع و القتل و الاعتقالات..الخ الخ فلنعد سؤالنا : هل احتفلنا بثورتنا ؟ هل خرجنا الى الساحات مهللين ؟ هل تعانقنا مهنئين بعضنا ؟ هل اطلقنا العنان للشماريخ و زمامير السيارات؟.. لا ..للاسف لا ..لقد توالت الاحداث سريعا و حرمنا من الاحتفال بثورتنا الى يومنا هذا ..و من المضحكات المبكيات.. انه بعد كل هذا ياتي عجوز الحكومة المؤقتة و يقول لنا ان حكاية القناصة اشاعة,..وان الخوف اللذي عاشه الشعب تلك الايام من صنع خياله..ودعى الى ارجاع هيبة الدولة و فرض ذلك بقوة البوليس و قوة العصا الغليظة..و نسى او تناسى اعطاء الثورة هيبتها التي تستحقها و الذي يستحقها هذا الشعب العظيم.. و الخوف كل الخوف ان نتقبل التعازي في ثورتنا قريبا.