قوبل نجاح الثورة المصرية بحالة فرح غامرة ومواقف حزبية مرحبة، وتظاهرات شهدها الشارع العربي الذي أجمعت ردود أبنائه على أن مصدر هذا الفرح مكانة مصر ودورها القيادي والريادي للأمة العربية. وعمت الفرحة عموم المدن السورية بعد إعلان تنحي مبارك، فيما تحولت حفلة عرس لأحد أبناء القرى السورية إلى الاحتفال برحيل مبارك. وقام الكثير من المواطنين السوريين بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بتنحي مبارك ونجاح ثورة شباب مصر. وقال أحمد سلامة، موظف، «نهنئ الشعب المصري الشقيق». ويتبادل الشباب السوريون رسائل على الجوال عبارة عن نكات عن تنحي مبارك، تقول إحداها «70 مليار مبروووووووك». وفي العراق، هنأت هيئة علماء المسلمين، الشعب المصري بنجاح ثورته السلمية التي تجاوزت كل الصعوبات التي وضعت في طريقها . وقالت في بيان «هذه هي ساعة الحقيقة تدق»، مشيدة بانتفاضة الشعب المصري الذي صنع لنفسه ثورة ومجدا قل نظيرهما. ودعت المصريين جميعاً إلى المحافظة على الثورة وبناء نظام سياسي عادل. وفي تونس، قال المتظاهرون والسياسيون إن الشعب المصري حقق انتصارا تاريخيا عظيما سيكون له الأثر البالغ على مستقبل المصريين وكافة أقطار الأمة العربية. وفي موريتانيا هنأت أغلب الأحزاب موالية ومعارضة ومستقلة الشعب المصري على ثورته. ونظم العشرات من أنصار التيارين الإسلامي والبعثي مظاهرتين منفصلتين أمام السفارة المصرية بنواقشوط فرحا بنجاح ثورة الشعب المصري ورحيل حسني مبارك. وفي المظاهرة الأولى التي نظمها مساء أمس حزب «تواصل» هنأ قادة الحزب الشعب المصري على نجاح ثورته مطالبين بضمان عدم الالتفاف عليها. وخرج العشرات من البعثيين الموريتانيين في مظاهرة أمام مقر السفارة المصرية بنواقشوط يرددون شعارات مرحبة برحيل نظام الرئيس حسني مبارك، ومنددين بالهيمنة الغربية على النظام السياسي العربي. وقد تراوحت المواقف الرسمية العربية إزاء التغيير في مصر وتنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بين الترحيب والإشادة والثقة بالقوات المسلحة في رعاية الانتقال الديمقراطي للسلطة. ووجهت الحكومة التونسية «تحية إلى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه»، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية بعد اعلان تنحي مبارك. وقال البيان إن الحكومة التونسية الانتقالية «باسم الشعب التونسي الذي أنجز ثورة الحرية والكرامة» ترحب بإعلان مبارك تنحيه عن السلطة، مشيدة ب«الروح الوطنية العالية التي أبداها الجيش المصري والدور الكبير الذي قام به في حماية مصر». وأوفد الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، مبعوثا شخصيا إلى مصر لنقل رسالة تؤكد على «عمق العلاقات بين البلدين» بعد تنحي مبارك . وكان مصدر رسمي في حركة اللجان الثورية أعلن «تضامننا مع الشعب المصري العظيم وتهنئته على انتصار ثورته التي من خلالها تستعيد مصر دورها القومي والنضالي». ورحب الرئيس السوداني عمر البشير «بانتصار الثورة في مصر» معلنا «دعمه غير المشروط للانتفاضة الشعبية» المصرية. وقالت الرئاسة السودانية في بيان إنها «تهنىء الشعب المصري الذي حقق تطلعاته وعلى انتصار الثورة». ومن جانبها أكدت الحكومة اليمنية أنها «تعبر عن احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري الشقيق» و«ثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر على إدارة شؤون البلاد». كما أكدت البحرين «احترامها لخيارات الشعب المصري» وعبرت عن ثقتها في قدرة الجيش على «إدارة شؤون البلاد». وقال بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية ان “مملكة البحرين ومن منطلق اهتمامها بالتطورات الهامة التي تشهدها مصر كونها ركنا أساسيا للاستقرار والأمن في المنطقة، لتؤكد مساندتها واحترامها لخيارات الشعب المصري الشقيق وما يصبو إليه في مسيرته التاريخية من تطلعات وآمال نحو التقدم والتنمية والازدهار». وفي بغداد قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن تنحي مبارك عن الحكم خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها تأتي في إطار الاستجابة لرغبة وإرادة الشعب في التغيير. واعتبر التلفزيون السوري الرسمي من جانبه أن مصر «عادت إلى الصف العربي» داعيا إلى «إنهاء الاتفاقات التي تفتقد إلى الشرعية». اعتبر التلفزيون السوري الذي نقل مباشرة احتفالات الشعب المصري بالحدث، أن النظام المصري أقام اتفاقات «تفتقد إلى الشرعية القانونية والشعبية ويجب أن تنتهي مع من انتهى». ومن جانبه أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن أمله في أن تؤدي التغييرات السياسية في مصر، إلى إقامة مؤسسات دستورية مسؤولة في هذا البلد . وقال بيان رئاسي إن سليمان «آمل في أن يتم استكمال الخطوات المقبلة بما يؤدي إلى إعادة تشكيل المؤسسات الدستورية المسؤولة التي ترعى البلاد وأبناءها ومصالحهم وفق معايير الحرية والديمقراطية».