اذهبوا فأنتم الطلقاء لها شروطها إن الشعب الحر المنتصر اليوم ليتعجب من أذناب الفساد بالأمس الذين طبلوا وزمروا للمخربين والمجرمين و بروا لهم الأقلام ونفذوا لهم الأوامر ودلسوا على شعوبهم من أجل الطواغيت وما يلقونه لهم من فتات الحرام الذى املأت به بطونهم ومخازنهم ونبتت أجساد ذريتهم منه أن الشعب لينظر إلى هؤلاء نظرة المستعلى فى كبريائه وعظمته التى استمدهما من الله سبحانه القائل :(ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) هذا الشعب المنتصر ينظر إلى هؤلاء المساكين الأيتام الذين لا سند لهم اليوم ولا راع فتحولوا إلى لسان الشعب يتحدثون به وإلى صوت الحق يتغنون به وخرجت الحقائق من أفواههم من المخرج نفسه الذى خرج منه الباطل والزيف حتى أطلق الشعب عليهم لفظ (المتحولون) وهؤلاء اختلف الرأى فيهم فمن الناس من يقول عفا الله عما سلف ومن الناس من يقول نقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح حين سألوهم وهو يراهم خائفين مرتجفين:ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا :أخ كريم وابن أخ كريم , قال :اذهبوا فأنتم الطلقاء وهم الذين طردوه بعدما عذبوه وكذبوه وأشاعوا عنه الجنون والهذيان وفريق يقول امسحوا هؤلاء من تاريخ هذا الشعب امحوا أسماءهم من وظائفهم اهدروا دماءهم انتقموا لسنوات الذل والهوان ممن كانوا يخونون شرف وظائفهم والشعب الذى يأكلون من كده وعرقه والحق أن هؤلاء المتحولون أصناف ثلاثة أولها المجرمون الذين ارتكبوا جرائم ضد هذا الشعب وعليهم حدود وأحكام بحكم القانون والإدانة الأكيدة ثابتة عليهم لوجوههم القميئة المعروفة والذين ما والوا إلى اليوم شوكة فى حلق الثورة والأحرار وأعداء للحرية والعدالة والشرف والكرامة والأمن والأمان وهؤلاء لا مجال للعفو عنهم إنما هو القصاص العادل ولا شفاعة فى حدود الله ولا مجاملة ولا محاباة والصنف الثانى المتحولون نفاقا ومداراة للوضع الجديد وهؤلاء كعبد الله ابن سلول كبير المنافقين بعد الفهجرة الذى أعلن إسلامه نفاقا حتى يجد لنفسه مكانا جانب النبى الذى هو الزعيم الجديد ولكن الله فضحه وفضح أمثاله وقال فيهم )يحسبون كل صحية عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون)وقال فيهم :(يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم ) وهؤلاء ما أمرنا بحربهم ولا التفتيش عن قلوبهم وإنما بمعاقبة من فشى أمره وافتضح سوء فعله وهؤلاء يكفيهم قول الله لنبيه فيهم:(استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله لهم) ولنعش سالمين من شرورهم طالما لم يظهروا بوجههم القبيح علينا والقلوب لله يطلع عليها ويحاسبهم بعدله أما الصنف الثالث فهم المتحولون توبة واستفاقة فمنهم من كان مغلوبا على أمره ومنهم من نشأ فلم يجد إلا هؤلاء المجرمين فدار فى فلكهم ومنهم من وجد الباطل مطية سريعة لتحقبق أهدافه فغلبه الشيطان وزين له سوء عمله فرآه حسنا وكان يعد نفسه بطلا ونجما فهؤلاء إن اعتزلوا أو سكتوا فهم كمن قال فيهم النبى صلى الله عليه وسلم :ومن أغلق عليه بابه فهو آمن وهؤلاء يقول الشعب لهم-مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم -:اذهبوا فأنتم الطلقاء. ولكن يشروط أولها: أن يعلنوا الندم عن كل ما كانوا عليه وعلى ما ضيعوه من عمرهم فى خدمة من لا تقربهم إلى الله خدمته وخوفهم ورجائهم ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ويلعنوا الندم مقتدين بسعيد بن عامر رضى الله عنه حينما كان يغشى عليه بين الحين والحين كلما اجتمع الناس حوله فلما سأله عمر رضى الله عنه عن سبب ذلك 'قال :وأما قولهم: إن الغشية تأخذني بين الحين والحين.. " فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة، وقد بضعت قريش لحمه، وحملوه على جذعه، وهم يقولون له: أتحب أن محمدا مكانك، وأنت سليم معافى..؟ فيجيبهم قائلا: والله ما أحب أني في أهلي وولدي، معي عافية الدنيا ونعيمها، ويصاب رسول الله بشوكة.. فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته أنا يومئذ من المشركين، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها، أرتجف خوفا من عذاب الله، ويغشاني الذي يغشاني".. ثانيا يعلنوا التوبة والاستغفار عن كل ما ارتكبوه ثالثا : تكون توبتهم فى العلن فمن كانت خطيئته فى العلن فلتكن توبته فى العلن ورابعا:أن يردوا الحقوق لأصحابها ويعتذروا لشعوبهم وهذه لن تكون إلا بإجراءات عمليه منها ما كان يفعله الأولون من أهل التوبة الصادقين بعد الفتح ليثبتوا صدقهم ويغسلوا دنسهم فكان الواحد منهم يقول: والله ما أنفقت دينارا فى الباطل إلا وسأنفق مثله فى الحق وما ضربت ضربة بسيف فى الباطل إلا وسأضرب مثلها فى الحق فعلى هؤلاء القيام بواجب شهادة الحق لأقرار فساد الفاسدين وتوعية الأجيال القادمة وليتقوا الله فيما بقى من عمرهم وعلى الشعب أن ينظر إلى هؤلاء نظرة فرح بتوبتهم وليعلم أنهم قد يكونوا ذخرا لوطنهم و يدا فى التنمية والبناء كما كانوا معول هدم فالناس معادن خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا وهل خالد وهو سيف الكفر فى أحد كخالد قاد باسم الله فرسانا وعلى الشعب ألا يكثر من ذكر ماضى هؤلاء بالمعيرة والمطاردة بل التوبة تجب ما قبلها وكذلك ابناء الفاسدين وأحفادهم إذا تبرؤا من أسلافهم وخالفوا طريقهم وانضموا لفيلق الحق وصوت الشعب يجب ألا يعيروا بهم ولا بنسب آباءهم فى حضرتهم كما فعل صلى الله عليه وسلم مع عكرمة بن أبى جهل لما علم بمجيئه مسلما بعد الفتح وكان قد أهدر دمه قال لأصحابه: بعد قليل يأتيكم عكرمة بن أبى جهل فلا تسبوا أباه فإنها لا تصل إلى الميت وتؤذى الحى , ولعل هؤلاء يكنون بتوبتهم الصادقة كعمر رضى الله عنه الذى كان يظن نفسه أكثر الصحابة حسنات ولما سألوه قال: كنت فى الجاهلية أكثركم سيئات فلما تاب الله على بدل الله سيئاتى حسنات فصرت أكثركم حسنات واقرؤا إن شئتم قول الله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)الفرقان 70 ولنذكر العباس وابا سفيان وهند بنت عتبة ووحشى الذى قتل حمزة برمحه بغير عداء بينهما اللهم إلا طمعا فى عطاء سيدته ووعودها له بالحرية ووبالرمح نفسه- بعد إسلامه- قتل مسيلمة الكذاب وقال :اللهم اجعلها رمية برمية حمزة
خضر عبد المعطى خضر مدرس بجامعة برلين المنسق العام للتجمع الأوروبى للأئمة والمرشدين