بسم الله الرّحمان الرّحيم تمّ اليوم بعون اللّه و توفيقه انجاز الجزء الاول من صفقة تبادل الاسرى. فكّ الله بموجبها أسر477 أسيرليلحق بهم 550 أسير في غضون الشهرين القادمين.لا شك انه انجاز عظيم يضاف الى الانجازات الضخمة و التضحيّات العظام التي قدّمتها حركة المقاومة الاسلامية حماس على درب المساهمة في تحرير فلسطين و انعتاق الامة و نهضتها. لا يملك اي منصف و نزيه الاّ ان يكبر تلك التضحيات و أن يبارك عملية التبادل. لقد اثبتت العملية منذ بدايتها إلى نهاياتها أنّ الشعب الفلسطيني لم يخطئ عندما استآمن حماس على قضية الأسرى خاصة و على قضية تحرير فلسطين عامة. فكانت حماس أمينة و مبدعة الى حد الروعة في حمل الأمانة. تجسدت روعة الابداع و الوفاء بالوعود الانتخابية منذ الأشهرالاولى للبيعة الشعبية لهذه الحركة، فنفذ ابناء القسّام عملية غاية في الروعة و غاية في الاتقان انتهت بأسر شاليط و تكبيد العدو خسائر في الأرواح و العتاد، لتبدأ بعد ذلك معركة لا تقلّ أهمية و خطورة من معركة الأسر ألا وهي معركة تأمين هذا المغنم و توظيف أسره لاطلاق سراح أكثر عدد ممكن من أسرى فلسطين. في المقابل وظّف الكيان الصهيوني كلّ امكاناته السياسية و العسكرية و الاستخباراتية لاعادة أسيره. وظّف سلطة اوسلو لما كان لها وجود في غزة لهذا الغرض و لم تبخل عليه بخيانتها و لكن دون جدوى. ووظّف نفوذ حلفائه في المجتمع الدولي للضغط على حماس ولكن دون جدوى. حاصر غزة، حرم أهلها من الدواء والغذاء ثمّ شنّ بعد ذلك حربا وحشية مدمّرة ليسقط حماس و يعيد الجنديّ الماسور ولكن بعون اللّه و بصمود ابناءغزة تحت قيادة حماس خاب سعيه و اندحر. لقد كان شعار حماس في تلك المرحلة رغم خطورتها و قوّة العدوّ و تواضع الامكانات الذّاتية للحركة نحن لا نعرف الفشل اماّ أن ننجح و امّا أن ننجح. امام هذه الرّوح و أمام هذه العزيمة رضخ العدو ليقبل بعد خمس سنوات بشروط حماس لاتمام صفقة التبادل. لقد كانت حماس رائعة ومتقنة وهي تخطط للأسر و كانت رائعة وهي تنفذ العملية و مقتدرة و هي تحافظ على الأسير و كانت في غاية الرّوعة و هي تحدّد قائمة الاسرى المطالبة باطلاق سراحهم. ضمّت القائمة أسرى من كل التيّارات الفلسطينية. ضمت اليساري و الإسلامي، وضمّت الحمساوي والفتحاوي. ضمّت أبناء فتح رغم أنّ أجهزة فتح الامنية نكّلوا و قتّلوا أبناءها. انّها تعلن بذلك حرصها على كلّ أبناء فلسطين و أنّها توظّف كل طاقاتها لخدمة كلّ أبناء الوطن دون تمييز حريصة على وحدة وتماسك المجتمع الفلسطيني رافعة شعار التسامح والعفو والتعالي على الاضغان والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد. إنّها لا تفعل ذلك إلّا انسجاما مع مرجعيتها الإسلامية. إنّها بفعلها و تضحياتها وتعاليها على جراحها تجسّد أفكار الحركة الأم " الاخوان المسلمون". هذه الحركة التي ينتشر فكرها و أبناؤها في كل وطننا الاسلامي من طنجة إلى جاكرتا. هذه الحركة الّتي ما دخلت قطرا الّا جلبت معها الخير و قدّمت التضحيات من أجل تحرّر الاوطان ونهضتها، والأمثلة كثيرة من تونس الى اليمن الى ليبيا وسورية الى مصر الى حماس فلسطين كلها تنبع من نبع واحد و تستقي من نبع الاسلام العظيم. لقد أوفت حركة حماس بوعدها اثناء حملتها الانتخابية بالمساهمة في تحرير أكثر عدد ممكن من الاسرى و ذلك دأب الحركات ذات المرجعية الاسلامية، إذا عاهدت أوفت بعهدها و لو ضحّت من أجل ذلك بالغالي و النّفيس لأن و عد الحرّ دين. نسأل الله ان يعجّل بتحرير كلّ فلسطين. المختار البوزيدي