أعلن حزب النهضة المتوقع فوزه في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس استعداده لتشكيل ائتلاف مع حزبي المؤتمر من أجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي بزعامة مصطفى بن جعفر المتوقع احتلالهما المركزين الثاني والثالث. وقالت قيادات النهضة إن الحزبين "ليسا بعيدين عن النهضة فضلا عن حصولهما على نصيب كبير من الأصوات". قال مسؤول رفيع في حركة النهضة لرويترز اليوم الاثنين ان الحركة الاسلامية التي سيعلن على الأرجح فوزها في الانتخابات التي جرت أمس مستعدة لتشكيل ائتلاف مع حزبين علمانيين. وقال علي العريض عضو المكتب التنفيذي للحركة ان النهضة مستعدة لتشكيل تحالف مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي وحزب التكتل الديمقرطي بزعامة مصطفى بن جعفر مشيرا الى الحزبين ليسا بعيدين عن الحركة فضلا عن حصول الحزبين على نصيب كبير من الأصوات. وكان حزب النهضة الإسلامي قد بدا واثقا من فوزه بانتخابات المجلس التأسيسي التي جرت أول أمس الأحد في وقت لا حق من يوم الإثنين أو غدا الثلاثاء وتوقع قيادي في حزب النهضة طلب عدم كشف هويته ان يحصل الحزب على الاقل على 60 مقعدا من اصل 217 مقعدا في المجلس التاسيسي وفازت النهضة بتسعة مقاعد في انتخابات التونسيين بالخارج اي نصف المقاعد المخصصة لها في المجلس التاسيسي. وقال نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي للنهضة لوكالة فرانس برس "نحن مع اعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء (...) ومجلة الاحوال الشخصية واحترام حقوق المراة بل وتدعيمها (...) على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة" التي ينتمون اليها. واضاف عضو المكتب السياسي للحزب من ناحية اخرى "نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والامن والسلم العالميين والامن في منطقة البحر الابيض المتوسط". من جانبه قال عبد الحميد الجلاصي القيادي الاخر في النهضة خلال مؤتمر صحافي "يجب ان تطمئن رؤوس الاموال والاسواق والشركاء الاجانب على التعهدات التي ابرمتها الدولة التونسية والتزاماتها" مؤكدا "ان مناخات الاستثمار ستكون افضل في المستقبل" في تونس. وعلى المستوى الداخلي حرص البحيري مجددا على تاكيد انفتاح النهضة على باقي القوى السياسية التونسية. وقال في هذا الصدد "مهما كانت نسبة مقاعد النهضة لن ننفرد بالحكم ولن نسمح لاحد ان ينفرد بالحكم" مضيفا "نحن نمد ايادينا لكل احرار تونس من اجل تونس بلا ظلم ولا استبداد (...) ونحن في حوار مع جميع الاطراف السياسية الا من رفض ذلك". ويتنافس حزبا المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار عروبي) بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات (يسار وسط) بزعامة مصطفى بن جعفر على الموقع الثاني خلف النهضة في هذه الانتخابات مع نسبة تناهز 15 في المئة لكل منهما. وقال المنصف المرزوقي المعارض المعروف في عهد زين العابدين بن علي وزعيم حزب المؤتمر الذي يتوقع ان يحصل على ما بين 15 و16 في المئة من الاصوات بحسب تقديرات متطابقة، لوكالة فرانس برس "نامل ان نحل في الموقع الثاني". واضاف "في كل الاحوال ما يهم هو انه اصبحت لدينا خارطة سياسية حقيقية. لقد حدد الشعب التونسي وزن كل طرف". وقال خليل الزاوية المسؤول الثاني في حزب التكتل "النهضة هي بالتاكيد التي حصلت على اكثر الاصوات لكننا كيانان ديموقراطيان، التكتل والمؤتمر كانا ضعيفين جدا في بداية السباق لكنهما كسبا شعبية مكنتهما من مكانة وطنية تتيح لهما بناء الحياة السياسية وارساء حداثة عقلانية في بلد عربي مسلم". واكد المرزوقي الذي يتهمه خصومه بالتحالف مع النهضة، مجددا انه "لم تحصل اي تحالفات قبل الانتخابات" مشيرا مع ذلك الى انه سبق ان اكد انه "مع المشاركة في حكومة وحدة وطنية" على اساس برامج سياسية. و اقر الحزب الديموقراطي التقدمي بزعامة احمد نجيب الشابي الذي يتوقع ان يحصل على ما بين 8 و10 في المئة من الاصوات، بهزيمته. وقالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب لوكالة فرانس برس "المؤشرات واضحة جدا والحزب الديموقراطي التقدمي في وضع سيء. هذا قرار الشعب التونسي وانا انحني امام خياره واهنىء من حازوا تزكية الشعب التونسي". واضافت الجريبي التي ركز حزبها حملته على التصدي للاسلاميين "سنكون دائما هنا للدفاع عن تونس الحداثة المزدهرة والمعتدلة" معتبرة ان البلاد تشهد "منعطفا تاريخيا". ولا يزال التونسيون في انتظار النتائج الرسمية الجزئية الاثنين والنهائية الثلاثاء والتي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجهة الوحيدة في تونس المخولة نشر النتائج الرسمية. وقال حسين (24 عاما) مبتسما في شارع الحبيب بورقيبة "لقد انتظرنا خمسين عاما، يمكننا انتظار 24 ساعة اخرى". وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين تونس ب"الطريقة السلمية والمنظمة" التي دارت فيها الانتخابات. كما اشادت كاترين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي باول انتخابات حرة في تونس و"بداية عهد جديد" فيها. وقال وزير الخارجية الان جوبيه في بيان ان "فرنسا ترحب بحسن سير اول انتخابات حرة في تونس حيث فتحت الثورة الطريق الى +الربيع العربي+ وبذلك تؤكد تونس دورها الريادي". واضاف ان "فرنسا، الشريكة دوما لتونس، تقف اكثر من اي وقت مضى الى جانبها في هذه الايام التي هي مصدر اعتزاز وطني". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اشاد الاحد بسعي الناخبين التونسيين الى انجاح اول انتخابات ديموقراطية في بلادهم. واشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين باول انتخابات حرة في تونس معتبرة انها "مثالا" يحتذى في المنطقة والعالم ودعت المجلس التأسيسي الذي سيتشكل نتيجة هذه الانتخابات الى العمل بشكل "منفتح".