لقد رد الشعب التونسي في الوقت المناسب على المتهجمين على دينه و المشككين في هويته و حصدت النهضة أغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي رغم القانون الإنتخابي الجائر الذي إعتمد التمثيل النسبي مع الأخذ بأكبر البقايا... و رغم تفريخ التجمع إلى عدة أحزاب حتى يضمنوا العديد من المقاعد ... و رغم المال السياسي ... و رغم القنوات التلفزية التي جعلت من التهجم على النهضة شغلها الشاغل.. رغم كل هذا و ذاك فازت النهضة فوزا ساحقا ... و قال الشعب كلمته الفصل و عاقب كل أعدائه و ثأر لثورته و أعلن نجاحها ... فهنيئا لتونس بهذا الشعب المعجزة .. لقد كانت لدينا الكثير من المخاوف و كنا متشائمين بمصير الثورة و إعتقدنا جازمين أن المجلس التأسيسي لن يكون إلا فسيفساء متكونة من التجمعيين و من عدة أطراف و أحزاب متنافرة ... ما أكبر فرحتنا اليوم .. و ما أجمل أن ترى مخاوفك تُحال على أرشيف الذكريات و تُرمى على رفوف الماضي .. لقد رفع هذا الشعب رؤوسنا مرتين .. يوم 14 جانفي و يوم 23 أكتوبر ... ما أعظمك يا شعبي و ما أحقر أعدائك ... لقد فازت النهضة فوزا ساحقا مستحقا بعد أن إختارها الشعب ... فعلى أنصار النهضة و أعدائها أن يفرحوا بنجاح الثورة ... و أن يحمدوا الله الذي أحياهم ليشهدوا بداية كتابة تاريخ تونس بأحرف من ذهب ... وكل من أحزنه فوز النهضة فهو قطعا عدوا للحرية و الديموقراطية ... و عدوا للشعب ... فازت النهضة بفضل الله و بفضل إرادة هذا الشعب الأبي ... و من لم يُعجبه هذا الفوز فليُشمر على ساعد الجد حتى يكون في مستوى المنافسة في قادم الإنتخابات... اليوم يبدأ البناء و التأسيس .. و هذه ليست مهمة المجلس التأسيسي فقط ... و إنما هي مهمة الجميع ... و بناء مستقبل تونس مسؤوليتنا جميعا ... و علينا أن نساهم .. كل حسب موقعه و كل حسب قدراته ... و على أعضاء المجلس و الحكومة أن يفهموا أنهم لا يملكون الحقيقة كاملة وعليهم أن يستمعوا إلى أراء هذا الشعب الذي منحهم ثقته و أوصلهم إلى هذه المناصب ...و أن يعملوا على تحقيق تطلعاته و مطالبه و أن يبتعدوا عن المصالح الشخصية و الحسابات الحزبية الضيقة ... فهنيئا لتونس بنجاح ثورتها و لنجعل من 14 جانفي و 23 أكتوبر عيدين وطنيين ... رحم الله الشهداء و بارك لنا في تونس و في شعبها. منير عكاشة