معاينة فنية لهضبة سيدي بوسعيد    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    تململ وغضب ودعوات للمقاطعة.. 70 دينارا لحم «العلوش» والمواطن «ضحيّة»!    حماس تكذّب المبعوث الأمريكي: لن نتنازل عن السلاح    الخبير العسكري توفيق ديدي ل«الشروق» ...أخطاء ترامب ستعجّل بانهيار أمريكا    مونديال الاصاغر للكرة الطائرة : ثلاثة لصفر جديدة أمام مصر والمرتبة 22 عالميا    الطريق الى اولمبياد لوس انجلس 28 : الجوادي يخوض اليوم نهائي 1500 متر سباحة    أخبار الملعب التونسي : السعفي يعود و الخميسي يحمل الآمال    درجات حرارة تفوق المعدلات    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة حافلة    أستراليا تمنع يوتيوب للأطفال: وداعًا للخوارزميات الخطرة؟    إيقاف ياسين تشيوكو الحارس الشخصي لميسي ومنعه من دخول الملاعب    القصرين: اتباع برنامج شامل لمراقبة جودة مياه الشرب وتحذيرات وقائية بخصوص بعض العيون في الجهة    العواصف الرعدية والبَرَدْ جايين الليلة في المناطق هذي، حضّر روحك!    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    المهدية: اللإنثين القادم إنطلاق حملة تحيين مراكز الاقتراع لفائدة الناخبين المعنيين بالتصويت على سحب الوكالة    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    ملعب حمادي العقربي يفتح أبوابه الوقت هذا.. شنوة لازم تعرف قبل ما تمشي!    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل/ القبض على "بلوجر" معروفة..وهذه التفاصيل…    الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 27 جويلية إلى 2 أوت 2025)    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    عاجل/ تزايد محاولات القرصنة..ووكالة السلامة السيبرنية تحذر..    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    النجم الساحلي: محمد الضاوي "كريستو" يعود إلى النجم الساحلي وصبري بن حسن يعزز حراسة المرمى    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    عاجل : القضاء الأميركي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين: تفاصيل    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    أعلام من بلادي: الشيخ بشير صفية (توزر): فقيه وأديب وشاعر درس في الجزائر وتونس    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    وزارة التجارة تعلن عن تحديد أسعار قصوى للبطاطا وهوامش ربح للأسماك بداية من 4 أوت    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرسة المغربية تدريس اللغات من المبادئ إلى الواقع:نورالدين علوش
نشر في الحوار نت يوم 08 - 11 - 2011


نورالدين علوش-المغرب

مقدمة :من التحديات التي تطرحها العولمة ،على المجتمعات السائرة في طريق النمو. ومن بينها المغرب ؛ نجد مسالة تحديث المؤسسات التربوية وما يتطلبه من انفتاح المدرسة المغربية على تعلم اللغات الأجنبية . لكن بالرغم من المجهوذات المبذولة في هذا المجال فلازالت لم ترق إلى انتظار تنا ومبتغى طموحنا.

* تحديد مفاهيمي:

اللغة:هي نظام رمزي ، صوتي ، ذو مضامين محددةتتفق عليه جماعة محددة ، ويستخدمهاأفراد في التفكير والتعبير والاتصال فيما بينهما .
وعلى هذا نستطيع أن نحدد خصائص اللغة ،اللغة ذات نظام رمزي خاص؛
كل لغة لها نظام خاص بهاويتكون من الوحدات الصوتية، والمقطعية، والكلمات ،والجمل ،والتراكيب فالجملة فياللغةالعربية إما أن تكون اسمية اوفعلية
اللغة ذات طبيعة صوتية
ومعناها أن الطبيعة الصوتية هي الأساس،بينما الشكل الكتابي يأتي ثانيا.
اللغة تحمل معنى
إن معاني اللغةمتفق عليها بين أبناء المجتمع الذي يتكلم هذهاللغة.
اللغة مكتسبة :
ومعنى ذلك أنها ليست غريزة في الإنسان فالطفل يولد دون لغة
ثم يبدأ في تلقي الأصواتبأذنيه.
اللغةنامية:
ومعنى النمو فياللغة، إنها ليست جامدة وإنما هي نظام متحرك ومتطور.
اللغة اجتماعية :
ومعنى ذلك أنها لا توجد في فراغ بل تنمو داخل مجتمعوذلك أن الفرد الذييولد في مكان مهجور، أو في غابة لن تكون له لغة
وظائفاللغة
-أولا هي وسيلة للتعبير والتفكير والاتصال وثانيا وسيلة للتعليم والتعلموأخيرا وسيلة لحفظ التراث الثقافي

*المدرسة
يرجع أصل لفظ المدرسة إلى الأصل اليونانيschole والذي يقصد به وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع زملائهمأو لتثقيف الذهن.فتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطىفي شكل جماعي مؤسسي ، أو إلى المكان الذي يتم فيه التعليم ، ليصبح لفظالمدرسة يفيد حاليا تلك المؤسسة الاجتماعية التي توكل إليها مهمة التربية الحسيةوالفكرية والأخلاقية للأطفال والمراهقين في شكل يطابق متطلبات المكانوالزمان...
أما مفهوم المدرسة بالتحديد فقد ظهر اثر الانتقال الذي عرفه الفعل التربوي من مهمة تتكلف بها الأسرة إلى مهمة عمومية وذلك في المرحلة الهيلينية . لتصبح المدرسة تلك المؤسسة العمومية التي يعهد إليها دور التنشئة الاجتماعية للأفراد وفق منهاج وبرنامج يحددهما المجتمع حسب فلسفته...و المدرسة بشكل عام مؤسسة عمومية أو خاصة ، تخضع لضوابط محددة ، تهدف من خلالها إلى تنظيم فاعلية العنصر البشري، بحيث تنتج وتفعل وفق إطار منظم يضبط مهام كل فئة ، ويجعلها تقوم بعملها الخاص لكي يصب في الإطار العام ويحقق الأهداف والغايات والمرامي المرغوبة منه.
ف المدرسة هي السبيل الوحيد الذي يلج إليه الأطفال منذ صغرهم ، بعد الأسرة التي تمثل المدرسة الأولى، إلى أن يلتحقوا بسوق الشغل وبالتالي فهي بمثابة معمل لتكوين الموارد البشرية ، وهي كذلك فضاء يلتقي فيه الأطفال والراشدون حيث توفر لهم فرص التفاعل فيما بينهم ، غير أنها ليست سوى مؤسسة اجتماعية من بين المؤسسات الأخرى ، وقد تدعي لنفسها الانغلاق على الذات بدعوى نظمها وقوانينها ، غير أن هذا الانغلاق ظاهري فقط لأنها تعكس مختلف التيارات الاجتماعية بكيفية شعورية أو لا شعورية ، ولكنها تعمد إلى تربية وتكوين والجيها وفق الثقافة التي تمثلها كمؤسسة مدرسية ، إنها تبعا لهذا تشكل عامل توحيد ، عامل لم وجمع مختلف الطبقات الاجتماعية وصهر أفكارها وبلورتها بقدر الإمكان عبر خطابها التربوي.
* المبادئ الأساسية لتعليم اللغات

لم تكن البيداغوجيا القديمة تتعاطى مع اللغة في جانبها الوظيفي ، بل كانت تنظر إلى اللغة باعتبارها مادة دراسية ( قواعد لغوية من تراكيب وصرف وإملاء). أما البيداغوجيا الحديثة فاصبحت تربط بين الكفاية اللغوية بمفهوم الكفاية التواصلية.وترى أن القواعد اللغوية المكتسبة لن يكون لها معنى إلا إذا تم توظيفها في وضعيات تواصلية حقيقة . وفي هذا الصدد يقول ودوسون widdowson :" لاينبغي أن تعلم كيف ننتج ونفهم جملا صحيحة كما لو تعلق الأمر بوحدات لغوية معزولة ، بل يجب كذلك توظيف هذه الجمل بشكل مقبول لأهداف تواصلية."(1)

وانسجاما مع هذه النظرة الجديدة أصبحت جل الأنظمة التربوية في العالم تركز في تعليم اللغات على مجموعة من المبادئ أهمها :- مبدأ التعددية

ينطلق هذا المبدأ من التبصر بالدور الرئيسي الذي أصبحت تحتله اللغات في تحقيق تواصل امثل مع العالم الخارجي ، والنجاح في تدبير مختلف المرافق الحيوية من سياحة واقتصاد وإعلام وما إلى ذلك. ويرتكز هذا المبدأ على تنويع المسالك اللغوية حسب الحاجات ، وتشجع التلاميذ على ولوجها ، وتحسسهم بأهمية التعدد اللغوي لضمان نجاحهم الشخصي والمهني على المدى المتوسط والبعيد.

مبدأ الإلزامية

في كثير من الدول المتقدمةاصبح تعليم اللغات إلزاميا في سن مبكر من الحياة المدرسية. فعندما يصل التلاميذ إلى نهاية التعليم الإلزامي ، يكونون بالضرورة قد تمكنوا من لغتين أجنبيتين على الأقل. ويتم اختيار اللغة المناسبة لهذه المرحلة تبعا ليسرها وأهميتها ومدى انتشارها ووظيفتها في الحياة.

مبدأ الاستمرارية
لكي يحقق تعليم اللغات أهدافه في تطوير كفايات المتعلمين ، ينبغي بالإضافة إلى تنويع المسالك اللغوية ، ضمان استمرارية تعلمها. ولا يتأتى تحقيق هذا الهدف إلا إذا تم دعم تعلم اللغات في المسالك المهنية وربط كل لغة بمجالات توظيفها وأهميتها. مثلا ربط اللغة الانجليزية بالمجال الاقتصادي والتكنولوجي واللغة الايطالية بصناعة النسيج واللغة الاسبانية بمجال الملاحة والصيد البحري وتشجيع التعددية اللغوية في المدارس الفندقية والتجارية باعتبار أن القاعدة الأساسية في التجارة أن يتكلم المتعهد لغة الزبون.
مبدأ الوظيفية

اللغة وسيلة اجتماعية للتفاهم بين الأفراد والشعوب عبر العالم ، لذا ينبغي أن تدرس اللغة على أساس أهميتها الوظيفية في المجتمع ، ليدرك المتعلم انه يتعلم شيئا يحتاج إليه في حياته. ولتحقيق هذا الهدف ينبغي اعتماد أشكال من الاتصال المباشر تتيح للمتعلمين منذ سن مبكر مواجهة وضعيات تواصلية حقيقة..وفي هذا الإطار ينبغي الاستفادة من المزايا التي أصبحت توفرها التكنولوجيا الجديدة للإعلام والتواصل خاصة شبكة الانترنت . كما ينبغي دعم البعد اللغوي بإدماج اللغات في امتحانات التوظيف باعتبارها إحدى سبل التواصل والتحاور وتبادل الأفكار والمعارف.

* تدريس اللغات وفق التوجيهات الرسمية

تنطلق المدرسة المغربية في تعاطيها مع تدريس اللغات من ومرجعيتين أساسيتين :- الميثاق الوطني للتربية والتكوين ثم الكتاب الأبيض

1-فالميثاق الوطني للتربية والتكوين أعطى أهمية كبرى لتعلم للغات ، من خلال المبادئ التالية:

- تعزيز تعلم اللغة العربية وتحسينه باعتبارها اللغة الرسمية للبلاد. وعلى هذا الأساس يكون تعليم اللغة العربية إلزاميا لكل الأطفال المغاربة في كل المؤسسات التربوية ابتدءا من التعليم الأولي ( المواد 111-113)

- التفتح على الامازيغية ( المادتان 115-116)

- التحكم في اللغات الأجنبية ، ويدرج تعليم اللغة الأجنبية الأولى ( الفرنسية) ابتدءا من السنة الثانية من التعليم الابتدائي مع التركيز خلال هذه السنة على الاستئناس بالسمع والنطق ، كما يدرج تعليم اللغة الأجنبية الثانية ( الانجليزية) ابتدءا من السنة الخامسة بالمدرسة الابتدائية مع التركيز خلال هذه السنة على السمع والنطق( المادة 117)
ولتدعيم تعليم اللغات حدد الميثاق الوطني مجموعة من الآليات :- فتح شعب للبحث العلمي المتطور والتعليم العالي باللغة العربية

- تشجيع الإنتاج والتأليف والنشر وتصدير الإنتاج الوطني الجيد
- تكوين صفوة من المتخصصين يتقنون مختلف مجالات المعرفة باللغة العربية وبعدة لغات أخرى.

- إحداث أكاديمية اللغة العربية.

- فتح شعب اختيارية للتعليم العالي والتقني والبيداغوجي على مستوى الجامعات باللغة العربية.

- فتح شعب اختيارية عالية التخصص للبحث والتكوين باللغة الأجنبية الأكثر نفعا من حيث العطاء العلمي ويسر التواصل

- الاستعمال الوظيفي للغات الأجنبية بإدراجها في تلقين وحدات أو مجزوءات ثقافية وتكنولوجية أو علمية وتدعيمها بدروس الاستدراك.
- إحداث مراكز تعنى بالبحث والتطوير اللغوي والثقافي الامازيغي في بعض الجهات وتكوين وإعداد البرامج والمناهج الدراسية المرتبطة بها.

- الرفع من المستوى التكوين الأساسي والمستمر لمدرسي اللغات وإنشاء هيئة لتكوين المكونين في إطار تصميم عشري لتنمية تدريس اللغة الأجنبية.
- إجراء تقويم وطني منتظم وفعال لحصيلة المكتسبات اللغوية.
- تأسيس شبكات جهوية مختصة في تعليم اللغات خارج المناهج النظامية والاعتماد على كل المعايير والاستراتيجيات الأكثر تطورا لتعليم اللغات '( دروس مكثفة، مختبرات لغوية..) (2)


2- ركز الكتاب الأبيض في إطار منظوره الشمولي لمقاربة التدريس بالكفايات على بناء الكفايات التواصلية ، وجعل من بين أهدافه ارتباطا بهذه الكفايات : إتقان اللغة العربية، وتخصيص الحيز المناسب للغة الامازيغية، والتمكن من اللغات الأجنبية.

وتحتل الكفايات التواصلية مكانة أساسية في المناهج التربوية ، بحيث ترتب في مقدمة الكفايات المنشودة بالتعليم لابتدائي والتعليم الإعدادي والثانوي. وتتوخى المناهج التعليمية من خلال بناء الكفايات التواصلية جعل التلميذ :-في نهاية التعليم الابتدائي (3): -قادرا على التعبير السليم باللغة العربية

- قادرا على التواصل الوظيفي باللغة الأجنبية الأولى قراءة وتعبيرا والنطق بلغة أجنبية ثانية.

في نهاية السلك الإعدادي(4): - متمكنا من اللغة العربية واستعمالها السليم في تعلم مختلف المواد
- متمكنا من تدول اللغات الأجنبية والتواصل بها.


في نهاية السلك التاهيلي(5):- التمكن من اللغة العربية والقدرة على التواصل باللغات الأجنبية كتابيا وشفهيا.

- القدرة على توظيف هذه اللغات توظيفا سليما في مختلف الوضعيات...

- اكتساب حس نقدي يمكن المتعلم من التفكير في آليات اشتغال اللغة المستعملة بهدف الإنتاج والإبداع باستعمال اللغة طبقا لمبدأ التفاعل بين الثقافات والحضارات الإنسانية.


* تدريس اللغات بين الطموح والواقع


لانبالغ إذا قلنا بان بالمدرسة المغربية ، تعيش وضعية جد صعبة وحرجة ، ومن بين أهم الصعوبات بل المعضلات التي تعانيها هو إشكالية التعدد اللغوي ، خصوصا مع تبني الميثاق الوطني لتربيةوالتكوين ، لسياسة لغوية منفتحة ومتفاعلة مع بعض اللغات . حيث انه إلى جانب اللغة العربية الرسمية وإدخال الامازيغية في المنظومة التربوية نجد اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية والايطالية والألمانية، وهي وضعية شاذة في الأنظمة التربوية(6). ولهذا لم يكن غريبا أن يكشف أول تقرير للمجلس الأعلى للتعليم (2008) عن نتائج جد خطيرة وصادمة في الآن، من بينهاان نسبة التلاميذ المغاربة الذين يكتبون ويقرؤون باللغة العربية لايتعدى 50 بالمائة بينما البقية الأخرى لا تتقن اللغة العربية وتجد صعوبات في فهمها والتعبير بها بالغم من استفادتهم من حصص زمنية تبلغ 50000 ساعة. وفي نفس الإطار كشفت دراسة وطنية سنة 2006 أن 7في المائة من تلاميذ المستوى السادس يتحكمون في اللغة العربية و1 في المائة متمكنون من اللغة الفرنسية(7).

بالرغم من المجهوذات المبذولة في مجال تدريس اللغات فان هناك مجموعة من الاختلالات :- على مستوى المناهج والمقاربات البداغوجية وعلى مستوى الغلاف الزمني وعلى مستوى اطر التدريس بالإضافة إلى طرائق التدريس وأساليب التقويم.

- على مستوى المناهج والمقاربات البداغوجية : يلاحظ غياب تصور استراتيجي لتدبير التعدد اللغوي في بعديه الوطني والجهوي، ووجود مفارقة قائمة بين اعتماد المناهج لمدخل الكفايات وواقع تطبيقها الفعلي ، في غياب مرجعية عملية تؤطر الكفايات اللغوية المستهدفة ، بالإضافة إلى ضعف الكفايات اللغوية للموجهين نحو شعب اللغات وامتدادت ذلك إلى الجامعة ومعاهد التكوين المهني.

- على مستوى الغلاف الزمني : عدم مطابقة الزمن الفعلي المتداول في الممارسات الصفية مع الزمن المثبت في الوثائق التربوية

- على مستوى اطر التدريس: غياب إطار مرجعي لكفايات المدرسين في مجال اللغات، وضعف المكتسبات اللغوية لدى اغلب الطلبة الذي يلجون مراكز تكوين الأطر التربوية بالإضافة إلى وجود تفاوتات في المسارات التكوينية للأساتذة على المستويين المعرفي والبيداغوجي. ولا ننس غياب برنامج وطني للتكوين المستمر لمدرسي اللغات

- على مستوى طرائق التدريس: عدم مواكبة طرائق التدريس للمقاربات البيداغوجية المعتمدة ، ومحدودية استعمال الوسائط السمعية البصرية وتكنولوجيا الإعلام والتواصل في تدريس اللغات

- على مستوى اساليب التقويم: اقتصار الدعم التربوي على مبادرات محدودة ومعزولة ، وعدم اعتماد مخطط على مستوى المؤسسات التعليمية لتفعيله في إطار أعمال البيداغوجيا الفارفقية بالإضافة إلى ان التقويم يعتمد على تقويم الذاكرة عوض تقويم المهارة.(8)

* الاقتراحات

للخروج من هذه الأزمة ، وجب الالتزام بهذه العناصر التالية: -تحسين وملائمة التقنيات البيداغوجية ( توظيف بيداغوجيا الإدماج)
- تطبيق بيداغوجيا الدعم لفائدة التلاميذ المتعثرين في مجال تعلم للغات

- تطوير تعليم اللغة العربية ( إسهام أكاديمية محمد السادس للغة العربية)

- توفير الشروط البيداغوجية والتنظيمية لدعم تدريس اللغة الامازيغية

- ضرورة استحضار نتائج البحث العلمي والبيداغوجي في وضع أي سياسة تربوية للنهوض بتدريس اللغات.

- إرساء إطار مؤسساتي يضطلع بوضع البرامج الكفيلة بالارتقاء بتدريس اللغات الأجنبية وضمان التحكم في كفاياتها واستعمالاتها ، واسثثمار التعاون الثقافي والعلمي في هذا المجال.

- وضع مخطط للترجمة من جميع اللغات الحية المعاصرة، لاغناء اللغة العربية وثقافتها بالمستجدات العلمية والتكنولوجية وغيرها ، وللارتقاء ببرامج التكوين والتاطير.

خاتمة :إن المسالة اللغوية لاتهم النظام التعليمي وحده بل هي شان يهم الدولة والمجتمع وعلى هذا المستوى ينبغي دراستها وتعميق النقاش حولها ولو تطلب الأمر تنظيم ورشات وندوات علمية . فالمسالة اللغوية على قدر كبير من التعقيد والحساسية مما يستوجب خلق إطار مناسب يساعد على تحقيق نتائج تتسم بالنجاعة والواقعية والنظرة الاستشرافية.


المراجع:1- عبد الرحمان التومي كتاب الجودة ورهانات التربية والتكوين الطبعة الثالثة وجدة مطبوعات الهلال 2007 ص 80
2- الميثاق الوطني للتربية والتكوين يناير 2002 ص 51-54

3- وزارة التربية الوطنية الكتاب الأبيض الجزء الأول 2002 الرباط ص 21

4- وزارة التربية الوطنية الكتاب الأبيض الجزء الأول 2002 الرباط ص 25
5- م س ص 14
6 – مقال " المدرسة المغربية وإشكالية التعدد اللغوي" مجلة الفرقان العدد 65 –سنة 2010 ص 61
7- مقال " رهان التمكن الغوي بالمدرسة الابتدائية" مجلة علوم التربية العدد 43- سنة 2010 ص 123
8- مقال" قراءة في موضوع تدريس اللغات وتعلمها في منظمات التربية والتكوين" مجلة عالم التربية العدد19- سنة 2010 ص 404


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.