سجن الصحفي محمد بوغلاب 6 اشهر مع النفاذ    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    توزر: تأمين 22 رحلة من مطار توزر نفطة الدولي نحو البقاع المقدسة ذهابا وايابا منذ انطلاق موسم العمرة في ديسمبر 2023    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة(مرحلة التتويج-الجولة9): النتائج والترتيب    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    معاقبة النادي الصفاقسي باجراء مباراتين دون حضور الجمهور    حسام الدين الجبابلي: يجري التنسيق من أجل تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين من دول جنوب الصحراء أو تقديم الدعم للراغبين في البقاء    خمسة عروض من تونس وبلجيكا وفرنسا في الدورة الثانية لتظاهرة المنستير تعزف الجاز    أطفال من بوعرادة بالشمال الغربي يوقعون إصدارين جماعيين لهم في معرض تونس الدولي للكتاب 2024    أريانة: الدورة الثانية لأيام المنيهلة المسرحية من 17 إلى 23 أفريل الجاري    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    نيبينزيا: على مجلس الأمن أن يدرس بشكل عاجل مسألة فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    أخبار المال والأعمال    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    بعد إلغاء 150 رحلة..عملية استقبال المسافرين في مطارات دبى ستبدأ غداً صباحا    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    مكافحة الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة محاور لقاء وزير الداخلية بنظيره الايطالي    توننداكس يتجاوز حاجز 9 آلاف نقطة مع اغلاق تداولات الاربعاء    وزير الداخلية كمال الفقي يلتقي نظيره الايطالي    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    عاجل/ هذا موعد تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين بالامم المتحدة    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    سليانة: إخماد حريق نشب في جبل برقو    ححز كوكايين وأقراص مخدّرة لدى 3 شبان يعمدون إلى ترويجها في الكاف    توقّيا من مخاطر الأنترنات على الأطفال: وزارة الطفولة تصدر قصّة رقميّة    التداول حول القانون الأساسي المتعلق بالتبادل الآلي للمعلومات المتعلقة بالحسابات المالية    صافي سعيد: هذا ما أعد به المساجين السياسيين إذا فُزت بالرئاسية    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    عاجل/ سفن حربية ومقاتلات.. هكذا تستعد إيران للهجوم الصهيوني المرتقب    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    سعيد يدعو إلى اعتماد مقاربة جماعية لمسألة الهجرة ومحاربة شبكات المتاجرة بالبشر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    وزيرة التربية: "البنية التحتية من أبرز أسس تطور قطاع التعليم"    صفاقس: حادث مرور يخلف 5 اصابات    محرز الغنوشي: الأمطار في طريقها إلينا    الحماية المدنية: 19 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في تونس اليوم..    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    مباراة الترجي وصانداونز: تحديد عدد الجماهير وموعد انطلاق بيع التذاكر    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرسة المغربية تدريس اللغات من المبادئ إلى الواقع:نورالدين علوش
نشر في الحوار نت يوم 08 - 11 - 2011


نورالدين علوش-المغرب

مقدمة :من التحديات التي تطرحها العولمة ،على المجتمعات السائرة في طريق النمو. ومن بينها المغرب ؛ نجد مسالة تحديث المؤسسات التربوية وما يتطلبه من انفتاح المدرسة المغربية على تعلم اللغات الأجنبية . لكن بالرغم من المجهوذات المبذولة في هذا المجال فلازالت لم ترق إلى انتظار تنا ومبتغى طموحنا.

* تحديد مفاهيمي:

اللغة:هي نظام رمزي ، صوتي ، ذو مضامين محددةتتفق عليه جماعة محددة ، ويستخدمهاأفراد في التفكير والتعبير والاتصال فيما بينهما .
وعلى هذا نستطيع أن نحدد خصائص اللغة ،اللغة ذات نظام رمزي خاص؛
كل لغة لها نظام خاص بهاويتكون من الوحدات الصوتية، والمقطعية، والكلمات ،والجمل ،والتراكيب فالجملة فياللغةالعربية إما أن تكون اسمية اوفعلية
اللغة ذات طبيعة صوتية
ومعناها أن الطبيعة الصوتية هي الأساس،بينما الشكل الكتابي يأتي ثانيا.
اللغة تحمل معنى
إن معاني اللغةمتفق عليها بين أبناء المجتمع الذي يتكلم هذهاللغة.
اللغة مكتسبة :
ومعنى ذلك أنها ليست غريزة في الإنسان فالطفل يولد دون لغة
ثم يبدأ في تلقي الأصواتبأذنيه.
اللغةنامية:
ومعنى النمو فياللغة، إنها ليست جامدة وإنما هي نظام متحرك ومتطور.
اللغة اجتماعية :
ومعنى ذلك أنها لا توجد في فراغ بل تنمو داخل مجتمعوذلك أن الفرد الذييولد في مكان مهجور، أو في غابة لن تكون له لغة
وظائفاللغة
-أولا هي وسيلة للتعبير والتفكير والاتصال وثانيا وسيلة للتعليم والتعلموأخيرا وسيلة لحفظ التراث الثقافي

*المدرسة
يرجع أصل لفظ المدرسة إلى الأصل اليونانيschole والذي يقصد به وقت الفراغ الذي يقضيه الناس مع زملائهمأو لتثقيف الذهن.فتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطىفي شكل جماعي مؤسسي ، أو إلى المكان الذي يتم فيه التعليم ، ليصبح لفظالمدرسة يفيد حاليا تلك المؤسسة الاجتماعية التي توكل إليها مهمة التربية الحسيةوالفكرية والأخلاقية للأطفال والمراهقين في شكل يطابق متطلبات المكانوالزمان...
أما مفهوم المدرسة بالتحديد فقد ظهر اثر الانتقال الذي عرفه الفعل التربوي من مهمة تتكلف بها الأسرة إلى مهمة عمومية وذلك في المرحلة الهيلينية . لتصبح المدرسة تلك المؤسسة العمومية التي يعهد إليها دور التنشئة الاجتماعية للأفراد وفق منهاج وبرنامج يحددهما المجتمع حسب فلسفته...و المدرسة بشكل عام مؤسسة عمومية أو خاصة ، تخضع لضوابط محددة ، تهدف من خلالها إلى تنظيم فاعلية العنصر البشري، بحيث تنتج وتفعل وفق إطار منظم يضبط مهام كل فئة ، ويجعلها تقوم بعملها الخاص لكي يصب في الإطار العام ويحقق الأهداف والغايات والمرامي المرغوبة منه.
ف المدرسة هي السبيل الوحيد الذي يلج إليه الأطفال منذ صغرهم ، بعد الأسرة التي تمثل المدرسة الأولى، إلى أن يلتحقوا بسوق الشغل وبالتالي فهي بمثابة معمل لتكوين الموارد البشرية ، وهي كذلك فضاء يلتقي فيه الأطفال والراشدون حيث توفر لهم فرص التفاعل فيما بينهم ، غير أنها ليست سوى مؤسسة اجتماعية من بين المؤسسات الأخرى ، وقد تدعي لنفسها الانغلاق على الذات بدعوى نظمها وقوانينها ، غير أن هذا الانغلاق ظاهري فقط لأنها تعكس مختلف التيارات الاجتماعية بكيفية شعورية أو لا شعورية ، ولكنها تعمد إلى تربية وتكوين والجيها وفق الثقافة التي تمثلها كمؤسسة مدرسية ، إنها تبعا لهذا تشكل عامل توحيد ، عامل لم وجمع مختلف الطبقات الاجتماعية وصهر أفكارها وبلورتها بقدر الإمكان عبر خطابها التربوي.
* المبادئ الأساسية لتعليم اللغات

لم تكن البيداغوجيا القديمة تتعاطى مع اللغة في جانبها الوظيفي ، بل كانت تنظر إلى اللغة باعتبارها مادة دراسية ( قواعد لغوية من تراكيب وصرف وإملاء). أما البيداغوجيا الحديثة فاصبحت تربط بين الكفاية اللغوية بمفهوم الكفاية التواصلية.وترى أن القواعد اللغوية المكتسبة لن يكون لها معنى إلا إذا تم توظيفها في وضعيات تواصلية حقيقة . وفي هذا الصدد يقول ودوسون widdowson :" لاينبغي أن تعلم كيف ننتج ونفهم جملا صحيحة كما لو تعلق الأمر بوحدات لغوية معزولة ، بل يجب كذلك توظيف هذه الجمل بشكل مقبول لأهداف تواصلية."(1)

وانسجاما مع هذه النظرة الجديدة أصبحت جل الأنظمة التربوية في العالم تركز في تعليم اللغات على مجموعة من المبادئ أهمها :- مبدأ التعددية

ينطلق هذا المبدأ من التبصر بالدور الرئيسي الذي أصبحت تحتله اللغات في تحقيق تواصل امثل مع العالم الخارجي ، والنجاح في تدبير مختلف المرافق الحيوية من سياحة واقتصاد وإعلام وما إلى ذلك. ويرتكز هذا المبدأ على تنويع المسالك اللغوية حسب الحاجات ، وتشجع التلاميذ على ولوجها ، وتحسسهم بأهمية التعدد اللغوي لضمان نجاحهم الشخصي والمهني على المدى المتوسط والبعيد.

مبدأ الإلزامية

في كثير من الدول المتقدمةاصبح تعليم اللغات إلزاميا في سن مبكر من الحياة المدرسية. فعندما يصل التلاميذ إلى نهاية التعليم الإلزامي ، يكونون بالضرورة قد تمكنوا من لغتين أجنبيتين على الأقل. ويتم اختيار اللغة المناسبة لهذه المرحلة تبعا ليسرها وأهميتها ومدى انتشارها ووظيفتها في الحياة.

مبدأ الاستمرارية
لكي يحقق تعليم اللغات أهدافه في تطوير كفايات المتعلمين ، ينبغي بالإضافة إلى تنويع المسالك اللغوية ، ضمان استمرارية تعلمها. ولا يتأتى تحقيق هذا الهدف إلا إذا تم دعم تعلم اللغات في المسالك المهنية وربط كل لغة بمجالات توظيفها وأهميتها. مثلا ربط اللغة الانجليزية بالمجال الاقتصادي والتكنولوجي واللغة الايطالية بصناعة النسيج واللغة الاسبانية بمجال الملاحة والصيد البحري وتشجيع التعددية اللغوية في المدارس الفندقية والتجارية باعتبار أن القاعدة الأساسية في التجارة أن يتكلم المتعهد لغة الزبون.
مبدأ الوظيفية

اللغة وسيلة اجتماعية للتفاهم بين الأفراد والشعوب عبر العالم ، لذا ينبغي أن تدرس اللغة على أساس أهميتها الوظيفية في المجتمع ، ليدرك المتعلم انه يتعلم شيئا يحتاج إليه في حياته. ولتحقيق هذا الهدف ينبغي اعتماد أشكال من الاتصال المباشر تتيح للمتعلمين منذ سن مبكر مواجهة وضعيات تواصلية حقيقة..وفي هذا الإطار ينبغي الاستفادة من المزايا التي أصبحت توفرها التكنولوجيا الجديدة للإعلام والتواصل خاصة شبكة الانترنت . كما ينبغي دعم البعد اللغوي بإدماج اللغات في امتحانات التوظيف باعتبارها إحدى سبل التواصل والتحاور وتبادل الأفكار والمعارف.

* تدريس اللغات وفق التوجيهات الرسمية

تنطلق المدرسة المغربية في تعاطيها مع تدريس اللغات من ومرجعيتين أساسيتين :- الميثاق الوطني للتربية والتكوين ثم الكتاب الأبيض

1-فالميثاق الوطني للتربية والتكوين أعطى أهمية كبرى لتعلم للغات ، من خلال المبادئ التالية:

- تعزيز تعلم اللغة العربية وتحسينه باعتبارها اللغة الرسمية للبلاد. وعلى هذا الأساس يكون تعليم اللغة العربية إلزاميا لكل الأطفال المغاربة في كل المؤسسات التربوية ابتدءا من التعليم الأولي ( المواد 111-113)

- التفتح على الامازيغية ( المادتان 115-116)

- التحكم في اللغات الأجنبية ، ويدرج تعليم اللغة الأجنبية الأولى ( الفرنسية) ابتدءا من السنة الثانية من التعليم الابتدائي مع التركيز خلال هذه السنة على الاستئناس بالسمع والنطق ، كما يدرج تعليم اللغة الأجنبية الثانية ( الانجليزية) ابتدءا من السنة الخامسة بالمدرسة الابتدائية مع التركيز خلال هذه السنة على السمع والنطق( المادة 117)
ولتدعيم تعليم اللغات حدد الميثاق الوطني مجموعة من الآليات :- فتح شعب للبحث العلمي المتطور والتعليم العالي باللغة العربية

- تشجيع الإنتاج والتأليف والنشر وتصدير الإنتاج الوطني الجيد
- تكوين صفوة من المتخصصين يتقنون مختلف مجالات المعرفة باللغة العربية وبعدة لغات أخرى.

- إحداث أكاديمية اللغة العربية.

- فتح شعب اختيارية للتعليم العالي والتقني والبيداغوجي على مستوى الجامعات باللغة العربية.

- فتح شعب اختيارية عالية التخصص للبحث والتكوين باللغة الأجنبية الأكثر نفعا من حيث العطاء العلمي ويسر التواصل

- الاستعمال الوظيفي للغات الأجنبية بإدراجها في تلقين وحدات أو مجزوءات ثقافية وتكنولوجية أو علمية وتدعيمها بدروس الاستدراك.
- إحداث مراكز تعنى بالبحث والتطوير اللغوي والثقافي الامازيغي في بعض الجهات وتكوين وإعداد البرامج والمناهج الدراسية المرتبطة بها.

- الرفع من المستوى التكوين الأساسي والمستمر لمدرسي اللغات وإنشاء هيئة لتكوين المكونين في إطار تصميم عشري لتنمية تدريس اللغة الأجنبية.
- إجراء تقويم وطني منتظم وفعال لحصيلة المكتسبات اللغوية.
- تأسيس شبكات جهوية مختصة في تعليم اللغات خارج المناهج النظامية والاعتماد على كل المعايير والاستراتيجيات الأكثر تطورا لتعليم اللغات '( دروس مكثفة، مختبرات لغوية..) (2)


2- ركز الكتاب الأبيض في إطار منظوره الشمولي لمقاربة التدريس بالكفايات على بناء الكفايات التواصلية ، وجعل من بين أهدافه ارتباطا بهذه الكفايات : إتقان اللغة العربية، وتخصيص الحيز المناسب للغة الامازيغية، والتمكن من اللغات الأجنبية.

وتحتل الكفايات التواصلية مكانة أساسية في المناهج التربوية ، بحيث ترتب في مقدمة الكفايات المنشودة بالتعليم لابتدائي والتعليم الإعدادي والثانوي. وتتوخى المناهج التعليمية من خلال بناء الكفايات التواصلية جعل التلميذ :-في نهاية التعليم الابتدائي (3): -قادرا على التعبير السليم باللغة العربية

- قادرا على التواصل الوظيفي باللغة الأجنبية الأولى قراءة وتعبيرا والنطق بلغة أجنبية ثانية.

في نهاية السلك الإعدادي(4): - متمكنا من اللغة العربية واستعمالها السليم في تعلم مختلف المواد
- متمكنا من تدول اللغات الأجنبية والتواصل بها.


في نهاية السلك التاهيلي(5):- التمكن من اللغة العربية والقدرة على التواصل باللغات الأجنبية كتابيا وشفهيا.

- القدرة على توظيف هذه اللغات توظيفا سليما في مختلف الوضعيات...

- اكتساب حس نقدي يمكن المتعلم من التفكير في آليات اشتغال اللغة المستعملة بهدف الإنتاج والإبداع باستعمال اللغة طبقا لمبدأ التفاعل بين الثقافات والحضارات الإنسانية.


* تدريس اللغات بين الطموح والواقع


لانبالغ إذا قلنا بان بالمدرسة المغربية ، تعيش وضعية جد صعبة وحرجة ، ومن بين أهم الصعوبات بل المعضلات التي تعانيها هو إشكالية التعدد اللغوي ، خصوصا مع تبني الميثاق الوطني لتربيةوالتكوين ، لسياسة لغوية منفتحة ومتفاعلة مع بعض اللغات . حيث انه إلى جانب اللغة العربية الرسمية وإدخال الامازيغية في المنظومة التربوية نجد اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية والايطالية والألمانية، وهي وضعية شاذة في الأنظمة التربوية(6). ولهذا لم يكن غريبا أن يكشف أول تقرير للمجلس الأعلى للتعليم (2008) عن نتائج جد خطيرة وصادمة في الآن، من بينهاان نسبة التلاميذ المغاربة الذين يكتبون ويقرؤون باللغة العربية لايتعدى 50 بالمائة بينما البقية الأخرى لا تتقن اللغة العربية وتجد صعوبات في فهمها والتعبير بها بالغم من استفادتهم من حصص زمنية تبلغ 50000 ساعة. وفي نفس الإطار كشفت دراسة وطنية سنة 2006 أن 7في المائة من تلاميذ المستوى السادس يتحكمون في اللغة العربية و1 في المائة متمكنون من اللغة الفرنسية(7).

بالرغم من المجهوذات المبذولة في مجال تدريس اللغات فان هناك مجموعة من الاختلالات :- على مستوى المناهج والمقاربات البداغوجية وعلى مستوى الغلاف الزمني وعلى مستوى اطر التدريس بالإضافة إلى طرائق التدريس وأساليب التقويم.

- على مستوى المناهج والمقاربات البداغوجية : يلاحظ غياب تصور استراتيجي لتدبير التعدد اللغوي في بعديه الوطني والجهوي، ووجود مفارقة قائمة بين اعتماد المناهج لمدخل الكفايات وواقع تطبيقها الفعلي ، في غياب مرجعية عملية تؤطر الكفايات اللغوية المستهدفة ، بالإضافة إلى ضعف الكفايات اللغوية للموجهين نحو شعب اللغات وامتدادت ذلك إلى الجامعة ومعاهد التكوين المهني.

- على مستوى الغلاف الزمني : عدم مطابقة الزمن الفعلي المتداول في الممارسات الصفية مع الزمن المثبت في الوثائق التربوية

- على مستوى اطر التدريس: غياب إطار مرجعي لكفايات المدرسين في مجال اللغات، وضعف المكتسبات اللغوية لدى اغلب الطلبة الذي يلجون مراكز تكوين الأطر التربوية بالإضافة إلى وجود تفاوتات في المسارات التكوينية للأساتذة على المستويين المعرفي والبيداغوجي. ولا ننس غياب برنامج وطني للتكوين المستمر لمدرسي اللغات

- على مستوى طرائق التدريس: عدم مواكبة طرائق التدريس للمقاربات البيداغوجية المعتمدة ، ومحدودية استعمال الوسائط السمعية البصرية وتكنولوجيا الإعلام والتواصل في تدريس اللغات

- على مستوى اساليب التقويم: اقتصار الدعم التربوي على مبادرات محدودة ومعزولة ، وعدم اعتماد مخطط على مستوى المؤسسات التعليمية لتفعيله في إطار أعمال البيداغوجيا الفارفقية بالإضافة إلى ان التقويم يعتمد على تقويم الذاكرة عوض تقويم المهارة.(8)

* الاقتراحات

للخروج من هذه الأزمة ، وجب الالتزام بهذه العناصر التالية: -تحسين وملائمة التقنيات البيداغوجية ( توظيف بيداغوجيا الإدماج)
- تطبيق بيداغوجيا الدعم لفائدة التلاميذ المتعثرين في مجال تعلم للغات

- تطوير تعليم اللغة العربية ( إسهام أكاديمية محمد السادس للغة العربية)

- توفير الشروط البيداغوجية والتنظيمية لدعم تدريس اللغة الامازيغية

- ضرورة استحضار نتائج البحث العلمي والبيداغوجي في وضع أي سياسة تربوية للنهوض بتدريس اللغات.

- إرساء إطار مؤسساتي يضطلع بوضع البرامج الكفيلة بالارتقاء بتدريس اللغات الأجنبية وضمان التحكم في كفاياتها واستعمالاتها ، واسثثمار التعاون الثقافي والعلمي في هذا المجال.

- وضع مخطط للترجمة من جميع اللغات الحية المعاصرة، لاغناء اللغة العربية وثقافتها بالمستجدات العلمية والتكنولوجية وغيرها ، وللارتقاء ببرامج التكوين والتاطير.

خاتمة :إن المسالة اللغوية لاتهم النظام التعليمي وحده بل هي شان يهم الدولة والمجتمع وعلى هذا المستوى ينبغي دراستها وتعميق النقاش حولها ولو تطلب الأمر تنظيم ورشات وندوات علمية . فالمسالة اللغوية على قدر كبير من التعقيد والحساسية مما يستوجب خلق إطار مناسب يساعد على تحقيق نتائج تتسم بالنجاعة والواقعية والنظرة الاستشرافية.


المراجع:1- عبد الرحمان التومي كتاب الجودة ورهانات التربية والتكوين الطبعة الثالثة وجدة مطبوعات الهلال 2007 ص 80
2- الميثاق الوطني للتربية والتكوين يناير 2002 ص 51-54

3- وزارة التربية الوطنية الكتاب الأبيض الجزء الأول 2002 الرباط ص 21

4- وزارة التربية الوطنية الكتاب الأبيض الجزء الأول 2002 الرباط ص 25
5- م س ص 14
6 – مقال " المدرسة المغربية وإشكالية التعدد اللغوي" مجلة الفرقان العدد 65 –سنة 2010 ص 61
7- مقال " رهان التمكن الغوي بالمدرسة الابتدائية" مجلة علوم التربية العدد 43- سنة 2010 ص 123
8- مقال" قراءة في موضوع تدريس اللغات وتعلمها في منظمات التربية والتكوين" مجلة عالم التربية العدد19- سنة 2010 ص 404


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.