بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى من يهمه الأمر: قيس طاهر
نشر في الحوار نت يوم 17 - 11 - 2011


بسم الله الرحمان الرحيم
أبدأ قصتي بصفحة من صفحات قصة مستثمر يوناني ظل العنوان إلى تونس ,فبينما كنا ننتظر كالعادة في السيد المسؤول بديوانة سوسة دخل العجوز اليوناني والبسمة مرتسمة على وجهه, فقال بلغة عربية مكسرة, صباح الخير. فاجبناه بمثلها فقال للقابض هل هناك من جديد فأجابه بلا, وضحك ضحكة صفراء. فقال العجوز ليس هناك من مشكلة ساظل أتابع الملف كل يوم ولو بقي سنة أو سنتين حتى ولو مت فهناك من سيواصل متابعة الملف ثم قال للمسؤول هل تسمح لي بطرح سؤال,فقال له المسؤول تفظل. فقال متى ستتقدم تونس خطوة واحدة إلى الأمام.
أحسست حينها أنني في بلد غير بلدي وهؤلاء الذين يسيرون البلاد ليس تونسيين وليس لهم من الوطنية شيء, فالكلام على تشجيع الإستثمار والمستثمرين ليس في أجندتهم وأن دينهم المال وتعقيد الأمور.
أنا قيس طاهر عمر مهجر منذ 1990 من طرف النظام البائد . بفضل الثورة حقت لنا العودة فعدنا.
كل شيئ تغير فالأرض ليست الأرض والناس ليست الناس إلا النظام بقى كما هو بطيئا رديئا الرشوة والمحسوبية تشوبه من ساسه لرأسه ,سافرت لأهلي ولاقيت إخوتي وأقاربي واصدقائي الذين إفتقدتهم منذ 21 سنة. ثم عاودت الكرة محملا بأغراضي برفقة صديقا لي إسمه عبد السلام ركبنا البحر عبر الباخرة الإيطالية وصلنا مساءا وأنزلنا كل الأغراض المحملة أرضا ثم جاءنا الضابط الأول ثم الثاني ثم المقدم وفحصوا الأغراض وأمضوا على القائمة المسجلة عليها الأغراض , وضلت العملية للتنزيل والتعبأة قرابة 5 ساعات, بعدها حملنا الأغراض وقمنا بدفع الأداءات التي قوموها كظريبة على الأدباش الزائدة ثم خرجنا من البوابة .
صديقي لتأخر الباخرة التونسية والسبب أضراب العمال تركته ينتظر قدوم السفينة. ثم ألتقيت أخي الأصغرالذي إستقبلنا في حلق الواد وسلكنا الطريق إلى قفصة وبعد نهاية الطريق السريع أخذنا طريق النفيضة في مدخل القيروان وجدنا دورية للديوانة رابظة في جزيرة دوران فأشاروا لنا بالوقوف فوقفنا.
طلبوا منا الأوراق فاعطيتهم فسالوا ماذا تحمل فأعطيتهم سندات الدفع فطلبوا مني فتح السيارة ليتأكدوا ففتحت السيارة فقالوا لي أنت تحمل أغراضا كثيرة ودفعت أدءات قليلة فلا بد من أن تتبعنا ونعاود فرز الأشياء فقلت لهم هذا شيئ غير ممكن لقد أخذ منا أكثر من 6 ساعات للتنزيل والتعبأة في ديوانة حلق الواد وفحصت السيارة بالجهاز والمراقبة الذاتية من طرف الأعوان و دفعت الأدءات المفروضة وهذه المستندات بين أيديكم, لكنهم لم يتفهموا الأ مر وأصروا على الذهاب معهم,(هي الطريقة الروتينية للأبتزاز التي تربوا عليها أعوان النظام البائد)فلم نستسلم لهم وسلمنا امرنا لله وتبعناهم إلى ديوانة المنستير هناك أدخلوا السيارة و قاموا بإنزال الأدباش ونثرها واخراج كل ما غلى ثمنه وإدخاله إلى المكتب لرئيس الغرفة. وصار بيني وبيبن المسؤول عدة مشادات كلامية حيث أن الأعوان كان كل واحد منهم يبحث في صندوق أو حقيبة ثم يترك الأشياء مبعثرة كما أنني لم أستطع أن أراقب الأغراض التي بعثرت لآنها أمانات لبعض الأصدقاء الذين أرسلوا بها إلى أهلهم, وكلما تكلمت مع المسؤول يقول هذا شغلنا ونحن أدرى.عندها نفذا صبري وتفكرت القهر الذي ذقناه في عهد بورقيبة ثم النظام البائد وكيف يصل الإنسان إلى درجة الإنتحار أو القيام بعمل غير عاقل لكنني كنت أكظم غضبي وأتمالك أعصابي وتبين لي أن هؤلاء عبارة عن قطاع طرق بالقانون وهذه العملية هي قطع طريق قانوني ولا بد من الصبر حتى النهاية كي أرى هولاء القطاع كيف يتصرفون. أما أخي الأصغر الذي إستقبلني في حلق الواد ثم رافقني فلم يتمالك نفسه فكان يهاتف مرة إخوتي ومرة إبن خالتي الذي يشتغل في الأمن في المنستير الذي سارع في الإتيان وقابل المسؤول وتحادث معه على إنفراد فقال له المسؤول و العملية فيها دفع رشوة أو تمرير الأدباش دون مراقبة وعبر شخص وسيط في حلق الواد فأجابه أبن خالتي ويعرفني معرفة جيدة منذ الصغر أنني لا أؤمن بالوساطات ولا بدفع الرشوة لكن المسؤول اراد أن يخرج من الموضوع بالقانون و أصر على عدم إخلاء سبيلنا رغم التفتيش الدقيق للسيارة وللأدباش وحجز الأجهزة من حواسيب وأجهزة كهربائية وبعض المظخمات الصوت و هواتف وساعات و مصورات ....بعدها لم يتبقى إلا إنتظار رئيس الدائرة كي يعطنا القرار الأخير لكن عند قدومه وإجتماعه بالمسؤول كان قرارهم إنشاء محضر وإحالة السيارة والأجهزة إلى مركز ديوانة سوسة حيث سأقابل المدير الجهوي هناك وهم من يقرر إخلاء السبيل. أما باقي الأدباش فلا بد من إستأجار سيارة أجرة ووضع باقي الأدباش فيها . سلمت أمري لله وفعلت ما قالوا لي وحرروا المحضر وسردوا علي بعضه ثم أمضوني عليه. كنت حينها قاربت 48 ساعة ولم أجلس ولم يغمض لي جفن وقد تساوت عندي الأشياء.
ركبنا السيارات وقصدنا سوسة, وصلنا إلى الديوانة وهناك إستوقفونا بالخارج متسببين بأن المسؤول غادر وسياتي في الثالثة مساءا, ذهبنا للغداء وعند رجوعنا وجدنا السيارة أدخلت وأشاروا لنا بالتوجه إلى الإدارة هناك أضاعوا لنا الوقت في إنتظار المسؤول تلو المسؤول وكل واحد نقصده يرسلنا إلى الأخر حتى إنقضى الدوام
في اليوم الثاني قابلت السيد القابض وطلبت منه مخاطبة ديوانة حلق الواد لمدهم بقائمة الأدباش(فقال لي هذه ليست مسؤوليتنا) لكنهم على نقس الوتيرة لا يريدون خدمة المواطن وتسهيل الخدمات والمساعدة لحل المشاكل بل وجدتهم جزء رئيسي في خلق المشاكل وتعقيد الأمور إلى حد إنهاك قوة وصبر المواطن لكي ينهي المشكلة إما بدفع رشوة أو التخلي على حقوقه أوإرتكاب عمل غير عاقل( إما إحراق نفسه أو عمل تخريبي للملك العمومي أو التنازل على المبادئ والقيم والإنحدار إلى عالم الرشوة والمحسوبية والتلاعب على القانون) لكن هيهات لقد تربيت على الشرف وسجنا وتهجرنا وضحينا بمستقبلنا وبحياتنا لحماية هذه القيم وسنضل نحمي ونناضل من أجلها إلى النهاية.فلقد أقسمت لهم في مركز المنستير وفي ديوانة سوسة أنني لن أدفع الرشوة ولو أدى ذلك لإحراق السيارة وما فيها وأنني صاحب حق ولن أتركه هكذا. قابلت السيد مدير مكتب الديوانة فنظر في المحضر فوجد فيه خطأ كتابي فرفض أن يكمل تفحصه شرحت له ضروفي ومدة إقامتي وموعد عودتي مسافرا لكن ما باليد حيلة قفصي بين ايدي أربعين حرامي هرب علي بابا وتركهم وكما يريدون هم بقاء هذا الفاصل بيننا وبين الشمال. وبقيت أتنقل من مكتب إلى مكتب وكل من أقابله يقول إنتظر حتى يصححوا الخطأ ويرسلوا المحضر من جديد, تعاطف أحدهم معي ونصحني بالتوجه لحلق الواد وجلب قائمة الأدباش هذا أفضل . حملت نفسي وتوجهت لحلق الواد .إنتظرت الشباك حتى فتح بعد الظهر وقابلت المدير للقباضة المالية حيث يوجد الأرشيف تفهم موقفي ووجهني للقابض الذي بدوره تفهم الموقف وجلب القائمةو قال لي قل لهم أن الأشخاص الذين مضوا على القائمات لهم الصلاحية في إخراج المسافر بالتقييم المالي الذي يقررونه ولهم من الخبرة العملية أكثر من 20 سنة في الميدان وهذا الذي جرى لا يعقل. فقلت له هل هذا يكفي لإقناعهم فقال إذا أرادوا مراسلتنا راسلناهم وإذا أرادوا مخاطبتنا خاطبناهم. رجعت أدراجي فرحا بهذا الكلام وبالنسخ التي تحصلت عليها منهم. بعدها إتجهت إلى العاصمة حيث قابلت المحامي الذي كان متطوعا لمساعدتي من البداية وهو صديقا لي وكنت أبلغه بالتطورات ولم أحبذ مجيئه وأن أتعبه معي ودائما اصور له أن الأمر كان بسيطا و ليس على درجة من الأهمية ليستدعي مجيئه,قابلته في مكتبه بشارع لافيات شرحت له القصة ولتأخر الوقت تركت له نسخ من المستندات وإتفقنا على مقابلة في الصباح التالي. رجعت له في اليوم التالي صباحا بدأ بمهاتفة ديوانة سوسة وتحصل على المسؤول وحدثه قليلا فقال له المسؤول صاحب الأدباش تنقصه الفواتير ولا بد من جلب الفواتير واقفل الخط وقال لي المحامي كي تتحصل على الأدباش والسيارة لابد من فواتير, عندها رأيت أن الأمر ما زال في التعقيد والوسائل الإدارية الروتينية لا فجر لها, عندها هاتفت أخي القابع في المنستير أن يعترضني عند ديوانة سوسة .تقابلنا ودخلنا إلى مركز ديوانة سوسة وقابلنا القابض وسلمته قائمة الأدباش التي جلبتها من إدارة حلق الواد فنظر فيها بإشمئزاز وقال هذه ليست واضحة و ليس لها أي قيمة إذا اردت أن تربح الوقت حرر محضر صلح وقدمه للمدير وهو الذي سيعطيك سيارتك وأدباشك ,أسرعت دون تفكير وحررت المحضر وقابلت المدير فقال لي إذهب أولا إلى القابض وأمره بتقييم المحجوز . اسرعت كذلك وقيم المحجوز وحرر قرار محتواه دفع قيمة نقدية 3095 دينار تونسي كمخالفة والتنازل على المحجوز كي تستلم السيارة, عندها تيقنت انني وقعت في فخ قانوني وكنت فريسة من قفصة وكنت ساذجا حيث أستدرجت للفخ بكل سهولة. وعرفت ان النظام البائد ربى جسم من الصعب تفكيكه وتصليحه وان الثورة مازالت لم تخطو أي شبر. فكان صبري على وشك أن اتحول من مواطن بالخارج راجع إلى بلده لكي يفيدها ويساهم في إصلاحها إلى بركان من الغضب ربما يتفجر في أي لحظة. خرجت دون الرجوع إلى المدير أخذت نص القرار معي وأتجهت إلى الإدارة الجهوية بسوسة كما أشار لي أحد الأعوان الذي تعاطف معي. وصلنا للإدارة طلبنا مقابلة القعيدة كانت إمراة رصينة وهادئة ,طلبت مني سرد المشكلة. كانت تسمعني تفهمت موقفي . قلت لها أنني كنت خارج وطني لأكثر من 21 سنة وضحيت ولم أتنازل من أجل مبادئي والأن أعود لأقابل بهكذا معاملة وأنني لن أبتز لدفع الرشوة ولو خسرت كل ما أملك. نظرت في الوثائق وفي نص القرار ووعدتني أن تسرع في حل الإشكال وأخذت مني رقم الهاتف وقالت لي إذهب إلى قفصة حيث أمك بإنتظارك وسنهاتفك لاحقا كي تاتي لأخذ السيارة, شعرت حينها أن الفرج أتى وكنت غارقا في الحزن منذ 4 أيام.
خرجنا فرحين توجهنا إلى المنستير حيث باقي الأدباش في السيارة المستاجرة وأتفقنا مع صاحبها لتوصيلنا لقفصة فتوجهنا مباشرة حيث وصلنا منتصف الليل, لسوء الحظ لم يتسنى لي الوقت للإتفاق مع صاحب السيارة من اليوم الأول وذلك لعدم فهم المخطط للعب بي طيلة أربعة أيام والمشكل يتلو المشكل, فكانت الفاتورة 760دينارا تونسي ثمن بقاء الدباش داخل السيارة والتوصيلة لقفصة.
في قفصة تفقدت الأدباش فوجدت هناك مفقودات بقيمة 2000دينارا تونسي قد إختفت لم تذكر في المحضر ولم أجدها في الأدباش فسجلتها وتريثت كي اتيقن من عدم وجودها بين المحجوزات. في اليوم التالي لم يهاتفوني وبعدها بيوم هاقفنا السيد النقيب المكلف بالملف فطلب مني أن أرسل له فاكس بتاريخ الدخول وصورة من الجواز لي ولصديقي الذي رافقني في الدخول بحلق الواد فارسلنا له الفاكسات وظللت عشيتها أهاتفت دون جواب كان اليوم يوم الجمعة. صبرت إلى الإثنين في الصباح لم يهاتفني فهاتفته فلم أجده فطلبت النقيبة المكلفة يومها بالملف فقالت لي ان السيد النقيب راسل حلق الواد والرد لازال. بت ليلتها أتقلب على الجمر للتعطيلات المتكررة وفي الصباح هاتفت السيد النقيب فقال لي أنني لم أمده بالفاكسات ولا بد من إرسال الفاكسات , دون أن أشرح له أنني بعثت بالفاكسات أسرعت وارسلت له مجددا . وهاتفته لكن جاوبتني النقيبة أن الفاكسات وصلوا وأن السيد خرج لتوه. وجد ت أن الأمر ربما يتعقد فترافقت مع أخي وإستقلينا سيارة أجرة إلى سوسة.وصلنا في المساء وقابلنا السيدة المديرة التي قالت أن الملف هو بيد المكلفين به والأن سيصدرون قرارا نهائيا. كان الملف كما قالت لنا في المكتب وكانوا يتدارسونه بينهم . وبعد مجاذبات بينهم خرج النقيب المكلف بالملف وقال لي إذهب الأن وتعال غدا لإستلام السيارة فالدوام الأن قد إنتهى .
خرجت وأنا على علم بانهم سيخرجونني في كل الحالات مذنب ومخالف للقانون. في اليوم الموالي أتيت مبكرا وبقيت أنتظر حتى حرر القرار ومر على من يهمه الأمر فيمضى وأنا على أحر من الجمر منتظرا حتى نودي لي وأمضوني على القرار ,الحقيقة لم أعد أتامل الأشياء جيدا المهم عندي هو أخذ السيارة والسفر لأن إمتحان في التقنية الحديثة للحام في سويسرا ينتظرني ولا أريد تأجيله كما أن موعد الإنتخابات في سويسرا قد بدأ مع كثير من المشاغل التي تنتظرني. أمضيت وخرجت جريا إلى ديوانة سوسة لم يبقى إلا ساعة ونيف على نهاية دوام قبل الظهر وإذا لم يتسنى لي إستلام السيارة أظل إلى الساعة الثالثة بعد الظهر, وصلنا ألى المركز ووجدنا الحراس في جانب قد غيروا نظام الحماية للمبنى وكأن كارثة ستقع. دقق العون الأول في هوياتنا ثم دخلنا ليسجلنا العون الثاني ويحقق معنا . صعدنا إلى السيد القابض الذي أمر الموظفين بتحرير قرار الإخلاء والحجز وحينها تفحصت القرار الذي إستلمته من الإدارة الجهوية وفيه مايلي. التمسك بخمسة عشر جهاز حاسوب مستعمل وعشرة جهاز ديفيدي مستعمل وأربعة جهاز حاسوب محمول مستعمل و2 حهاز هاتف لاسلكي كما زعمو اوفي الحقيقة هومجرد هاتف لعبة لطفل لم يبلغ 2 سنة إلا أن المختص الذي قال لي أنا اعلم منك بهذا الجهاز وهو جهاز ممنوع وقام بحجزه. وتسليمه باقي الأدباش والسيارة.
قال لي القابض إذهب أولا لتحظر السيارة ثم تعالى للمكتب ليرافقك المخزنجي, اسرعت إلى موقف السيارات عبر سيارة تاكسي وجدت الحارس بإنتظاري أدخلني وأعلمني أن الإطار الأمامي منقوب. الوقت يداهمنا اسرعنا في محاولة يائسة لإصلاح الإطار وبعد جهد جهيد توصلنا لتركيب إطار أخر. أسرعنا في إتجاه الديوانة وصلنا قبل نهاية الدوام بعشرون دقيقة في الغالب لا يقدموا لك خدمة أو مساعدة في مثل هذه الأوقات لكن هناك توصيات لغلق هذه الملف بسرعة لا أعلمها و لأن الملف أخذ صيتا أكبر من حجمه ووصل إلى عدة دوائر.
جاء المخزنجي ومعه القرار وسلمنا الأدباش , لاحظت أن هناك أشياء ناقصة بحثنا فلم نجد أثرا سلمنا امرنا لله وخرجنا والغضب قد تملكني.قمت بعد عودتي لقفصة بإحصاء الأشياء التي فقدت( 12 ساعة سواتش,2 هاتف نقال, هاتف منزلي, 3 ألة تصوير رقمية, مضخمات صوت , أدوية....) وقيمته تبلغ 2000 دينارا تونسي زيادة القيمة للمحجوزات 3950 دينارا تونسي زيادة السيارة التي إستأجرتها لأربعة أيام والتوصيلة لقفصة والقيمة كانت 760 دينارا تونسي زيادة الخسائر طيلة أربعة أيام ما بين المنستير ,سوسة, تونس ,وحلق الواد والقيمة كانت 600 دينارا.
الخسائر كانت 7310 دينارا تونسي زيادة الصدمات النفسية والتوترات التي قاربت أن تتحول لكارثة وخسارة الوقت واللعب على الأعصاب بإسم القانون واللوائح والروتين الإداري .
فمتى سيزول هذا الفيروس عن وطننا ومتى يقف المواطن عزيزا بكرامته ومتى نقف كلنا يدا واحدة في وجه الرشوة والمحسوبية ونضع في الأماكن الحساسة أناس تخاف الله وتسهر على خدمة المواطن وتطور بلدنا وترقى به إلى الأفضل .
ندائي إلى الأحرار والأخيار أن لا يستسلموا للأشرار.
إلى عمالنا بالخارج هذه التسهيلات التي قالوا لنا عليها
إلى مكتب مكافحة الرشوة والمحسوبية والفساد
إلى السيد الفاسبوك . وحدك والله وحدك اللي فهمتني
قضيتي بين ايديكم وحقي لن أسامح فيه أحد.
ألى مسؤولي الحكومة الجديدة ( المسؤولية شديدة وإذا تركتم هؤولاء الشرذمة الديوانة القديمة الكل بدون محاسبة ومراقبة وبدون إبدالها باناس يخافون الله أولا لن يصلح أمر هذه البلاد ولا العباد والعاقبة ستكون وخيمة).
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قيس طاهر عمر

ملاحظة. الثورة مست الشرطي والجندي والحرس والبوليس السياسي وغيرهم ولكن الديوانة وأعوانها لم تمسهم وهم من ساهموا في فساد وإفساد الدولة في العهد البائد والسائد فلا بد من عينا ساهرة لتطهيرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.