نصرالدين السويلمي - تونس - بما أنّه لكلّ نجاح ضريبة فقد انسحب هذا الأمر بدوره على حركة النهضة التي لم تشرع في دفع الضريبة خلال أو بعد نجاحها في الإنتخابات إنّما مباشرة إثر هروب المخلوع مساء الرابع عشرمن جانفي، حيث تتابعت الهجومات ودخلت العديد من الجهات في موجة تشويه هستيريّة مع أول خبر أوردته وسائل الإعلام آنذاك بخصوص العودة المحتملة للشيخ راشد الغنوشي من المنفى الإجباري، وإذ كانت الحركة مستعدة لدفع ضريبة نجاحها كما دفعت ضريبة نضالها لأكثر من ثلاثة عقود فإنّ الأمر الملفت هو إهتمام خصومها بأدقّ التفاصيل وتتبع الحركة وتسليط الضوء الساطع على قياداتها ومناضليها والتركيز عليهم أينما حلّوا حتى وصلت المتابعة اللصيقة إلى ميادين كرة القدم أين تتابعت التعليقات والتأويلات إثر حضور بعض وجوه الحركة لمباراة الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية التي احتضنها ملعب رادس بين الترجي الرياضي والوداد البيضاوي، واعتبر البعض هذا الحضور شكلا من أشكال الركوب على الحدث في الوقت الذي اعتبره آخرون اقحاما مرفوضا للرياضة في أغراض سياسيّة ، بينما لو تثبّت هؤلاء وكلّفوا أنفسهم عناء السؤال لتجنّبوا عناء التأويلات ولوصلوا إلى حقيقة مفادها أنّ السيد سمير ديلو والسيد زياد الدولاتلي والسيد رضا السعيدي قد تلقوا دعوة رسمية من نادي الترجي الرياضي رفقة بعض إخوانهم الآخرين لحضور هذا العرس الكرويّ وذلك ما يبرزه تواجدهم في منصة الضيوف، ومثل هذه الدعوة لا تبدو مستغربة بل طبيعية بالنظر إلى أهميّة المحطة الكرويّة المعنيّة، ونظرا لقيمة الترجي الرياضي كأكبر نادٍ رياضي تونسي ولكون حركة النهضة القوة السّياسيّة الأكبر في البلاد بحكم قرار الشعب عبر صناديق الإقتراع وقد أصبح من واجبها التقرّب من جميع المجالات الحيويّة بما فيها المجال الرياضي.