نصرالدين السويلمي- تونس- أشرف السيّد محسن مرزوق على الإنتهاء من تشكيل المجلس التأسيسي، وقد استعان في ذلك بثلّة من الخبراء والإعلاميّين ورجال السّياسة، وأفادت بعض المصادر أنّ السيّد مرزوق قد يعلن في غضون الأيام القليلة القادمة عن الإنتهاء من الترتيبات ويقدّم المجلس في هيئته الأخيرة بعد أن يستوفي انتداب أعضائه ويسنّ جميع قوانينه المنظمة لفعالياته، إلى ذلك وبعد سلسلة من البرامج والحوارات قرّرت ثلّة من الخبراء من على قناة نسمة أنّ النظام الذي سيُعتمد في تونس هو نظام يقطع مع مركزية السلطات وتتوزع فيه مهام تسيير البلاد على أكثر من جهة "شبه برلماني أو شبه رئاسي"، بينما رفض زعيم حزب العمّال الشيوعي السيّد حمّة الهمامي "الذي دخل حزبه إلى المجلس التأسيسي ب 3مقاعد من مجمل 217 مقعد" دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة إلى تونس، كما اتهم النهضة بمحاولة الالتفاف على الثورة مقارنا بين سلوكها وسلوك الزعيم النازي هتلر مشبها أمينها العامّ حمادي الجبالي بزياد ابن أبيه. من جهة أخرى دعى حزب التجديد إلى تكوين تحالف قوي في المجلس التأسيسي لصياغة دستور يتماشى مع نمط التونسيّين الحداثي التقدمي. هذا وقد أكّدت بعض الأطراف الحائزة على شيء من مقاعد المجلس التأسيسي بأنّها ستراجع بعض الاتفاقيّات الدوليّة وستعطي حيّزا من اهتمامها للقطاع العامّ كصمام أمان للطبقة الوسطى، في حين أكّدت أطراف أخرى على أنّها تنوي المضي قدما بمسيرة حقوق المرأة لتصل بها إلى المساواة الكاملة بما فيها مسألة الميراث، يُذكر كذلك أنّ بعض الرموز السّياسيّة التي لم يسعفها الحظ في إنتخابات 23 أكتوبر باشرت حال سقوطها في الإنتخابات العمل على العديد من الجبهات أبرزها الشروع في إعداد دستور للبلاد وإنجاز خطوط عريضة لمرحلة التأسيسي وما بعدها من إنتخابات رئاسيّة وتشريعيّة وبلديّة مؤكّدة على ضرورة الإبقاء على الغرفتين وعدم المغامرة بالتخلّي عن مجلس المستشارين والإكتفاء بالغرفة الأولى. بعد كل هذا وغيره مماّ لم يُذكر ينتهي بنا المطاف إلى سؤال كبير منشطر على نفسه، لماذا انتُخبت حركة النهضة وماذا تركوا لها من مهام وكيف تجرّأت نخب بحّت حناجرها من الخطب الرنّانة والتغنّي بالجماهير على أخذ ما لم يُعطَ لها، ولماذا تحتكر وتصادر وتتجاهل إرادة الشعب وشرعيّة الصناديق، أم تراه يجب على أساتذة العلوم السّياسيّة وفقهاء القانون ومشرّعي الدساتير أن يبسّطوا الأمر ويوضّحوا للنخب الحالمة بأنّ نتائج إنتخابات المجلس التأسيسي لا تُقرأ من أسفل إلى فوق وإنّما من فوق إلى الأسفل، وبناء على ذلك تُسند المهام وأنّ الحكومة تُشكّلها الأغلبيّة التي من المفروض أن تكون معنيّة بإدارة شؤون البلاد بالتحالف مع أولئك الذين تحصّلوا على أصوات محترمة، أمّا الذين لم يدخلوا التأسيسي أصلا أو بالكاد دخلوه فعليهم أن يتفرّغوا إلى مراجعة أخطائهم والتقرّب من شعبهم والتعرّف على الأسباب التي دعته لرفضهم، فالذي ينكبّ على معالجة فشله أفضل بكثير من ذلك الذي يعذّب نفسه بنجاح الآخرين.