لا زالت القناة الأولى تمطرنا صباحا مساءا بتكرار أخبار زمرة الملتحين الذي تسببوا في تعطيل تقدم البحث العلمي والرقي التكنولوجي بكلية الأداب بمنوبة متناسية أنهم مواطنون يقومون بدفع أداءات تعتاش منها هذه المؤسسة ، فأصبح أكثر من 80بالمائة من نشرة الأخبار يدور حول أحداث الجامعة والإعتداء السافر على رمز التنوير " عميد الكلية "، وسط مغالطات صحفية أقل ما يقال عنها أنها إثارة للفتنة ودفع للفوضى ، ومن أهم هذه المغالطات الخطيرة التي تذكرنا بفضيحة قناة نسمة :التأكيد على أن المجلس العلمي قد قرر في اللباس الجامعي وإبراز العميد في شكل الضحية ، في حين أن المجلس العلمي هو هيئة إستشارية ليس لها أي سلطة قرار صلب الجامعة وذلك بمقتضى نص قانون التعليم العالي وتنظيم الجامعات. كما يثير الإنتباه أيضا تناول المجلس العلمي للجامعة لهذه المواضيع الجزئية ومدى إرتباطها بالمهام الموكولة إليه وهي تناول المواضيع الخاصة ببرامج البحث و برامج التدريس. كيف يريد أن يثبت لنا السادة الأساتذة أن الجامعة هيكل مستقل وهي التي كانت لا تقوم بتعيين العرضيين والمتعاقدين بأوامر هاتفية من قبل وزارة الإشراف بصرف النظر عن حاجياتها الحقيقية ، ثم ألا يدل تناول مجلس العلمي للجامعة لهذه المواضيع الجزئية على أسباب الفشل العلمي والجامعي الكبير لمؤسساتنا الجامعية ونذكر كلنا الترتيب العلمي المتدني للجامعة التونسية خلال السنوات الأخيرة لحكم المخلوع وضعف المنتوج العلمي لهذه الهياكل. ويدل كل ذلك على قصر نظر هذه النخبة التي هولت من الجزئيات وفشلت في إيجاد حلول للقضايا الكبرى للبلاد.