افتتحت صباح اليوم بمدينة العلوم ندوة التأسيسيات الوطنية للعدالة الانتقالية بتونس والتي تتواصل اليوم وغدا وينظمها مركز تونس للعدالة الانتقالية وهي جمعية حديثة العهد ترأسها سهام بن سدرين رئيسة المجلس الوطني للحريات منذ سنوات طويلة جدا ومديرة راديو كلمة . وقد افتتح الندوة رئيس الدولة المؤقت السيد فؤاد المبزع الذي كان بشهادة بن سدرين أول من دعم المركز في نشأته وقد شدد في كلمته على ضرورة المحاسبة والمصارحة لتحقيق المصالحة ، منوها إلى أن الدولة قامت بخطوات في هذا الإطار ينبغي استكمالها حتى نتجاوز مرحلة الآلام والأحزان . وحين أنهى الرئيس المؤقت كلمته قام أحد الحاضرين وهو من المساجين في عهد بن علي من حركة النهضة ويدعى صابر الحمروني بتوجيه سؤال إلى فؤاد المبزع عن ختمه لقانون تسقط بموجبه الدعوى العمومية الناتجة عن جناية التعذيب بمرور 15 عاما، وقد اعتبر المتدخل ما قام به الرئيس المؤقت ضربا للعدالة الإنتقالية وكان لافتا أن لا احد تحرك لإسكات المتدخل بل إن الرئيس أجابه مبتسما وبهدوء بأن القانون تقدمت به الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي ويا ليت سهام بن سدرين نأت بنفسها عن التدخل حتى لا نعيد إنتاج نفس الممارسات التي تنزه المسؤول عن الخطأ أو المساءلة خاصة وان المبزع لم يبد أي ضيق من السؤال ! وبمجرد مغادرة الرئيس المؤقت القاعة صعد المنصف المرزوقي إلى المنصة وجلس في ذات الكرسي الذي جلس عليه المبزع(وقد كان لافتا تخصيص كرسيين في المنصة وكأنهما أعدا للمرزوقي والمبزع معا) الذي كان ودودا أكثر من العادة وقدم خطابا تصالحيا إذ قال"نحمد الله على أن تونس عرفت تحولا غلب عليه الطابع السلمي مقارنة بسوريا وليبيا. لقد أفلتنا من هذه المصيبة وأعطينا للعالم مثالا في الانتقال السلمي والعدالة الإنتقالية تدخل في إطار التحول السلمي التدريجي ولأننا نجحنا في الانتقال السلمي الديمقراطي من الواجب أن نواصل بإرساء العدالة الانتقالية التي هي أسمى أنواع العدل فأنت تنصف الضحية ولا تغفل عن محاسبة الجاني وقد صفق الحضور للمرزوقي حين قال"إن العدالة الانتقالية تعيد الاعتبار للضحية والجاني في نفس الوقت إذ تعيد للجاني أيضا كرامته المهدورة" . *هوامش: - كان لافتا حضور القاضي ووزير الداخلية فرحات الراجحي الذي خير المكوث بعيدا عن الأضواء رفقة المحامي فوزي بن مراد *من بين الحاضرين نورالدين حشاد وأم زياد وبعض جرحى الثورة وشوقي الطبيب وعبد الستار بن موسى رئيس رابطة حقوق الإنسان... *من بين أعضاء مركز تونس للعدالة الإنتقالية يسري الدالي الذي أقاله فرحات الراجحي حين كان وزيرا للداخلية من خطته كمدير الدراسات وتطوير الكفاءات بوزارة الداخلية . *تساءل أحد الحاضرين عن سر إرتباط أنشطة سهام بن سدرين في مختلف الهيئات بالإتحاد الأوروبي( ممثلا في الندوة بسفير بولونيا) قائلا"ألا يمكن للتونسيين تحقيق العدالة الإنتقالية دون تزكية الغريب الأجنبي الذي كان أبرز داعم لبن علي؟ "