أكد وزير التعاون الدولي والاندماج الإيطالي أندريا ريكاردي على ضرورة تجنب أي شكل من أشكال التبسيط عند قراءة العالم الإسلامي المتعدد التركيبات والأطياف. وجاءت تصريحات الوزير يوم الثلاثاء في افتتاح مؤتمر "الدين والديمقراطية في الوطن العربي وأوروبا بعد الربيع العربي"، الذي نظمته مؤسسة سانت إيجيديو الكاثوليكية في روما بحضور العديد من القيادات الدينية والأحزاب الإسلامية والحركات العلمانية من الوطن العربي، حيث شدد على أهمية تجنب أي نوع من أشكال التبسيط في الحديث عن العالم الإسلامي لأن حوض المتوسط بحر من التركيبات المختلفة، ولأن مئات الملايين من المسلمين يعيشون بنفس العقيدة ولكن بخبرات وتاريخ يسوده التنوع. لا رجوع وأشار ريكاردي إلى أنه لا يمكن الرجوع إلى الخلف بعد الربيع العربي لأنه يمثل مرحلة كبيرة في التاريخ، ويرى الوزير أنه حان الوقت لأن تعيش منطقة حوض المتوسط بسلام وازدهار في إطار ديمقراطي يحترم حرية الآخر والاعتراف بالهوية القومية في ظل التعددية الاجتماعية الدينية والعرقية والسياسية. من جهته حذر عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية من الواقع الصعب الذي ينتظر الإسلاميين لتحقيق الحكم الرشيد في تونس, وهو أمر عزاه إلى تخويف الأنظمة البائدة شعوبها من الإسلام والإسلاميين طوال خمسين عاما، الأمر الذي يفرض عليهم تقديم برنامج مدني يقنع المواطنين بأن الإسلاميين يعملون لصالح المجتمع والشعب. وأكد مورو أن مهمة الثورات العربية ليست مقتصرة على تغيير الواقع الظاهر للعيان، بل تمتد لإحداث تحول ثقافي وفكري من واقع قديم قلّب الحقائق وبدّلها، مشيرا إلى أن الإسلاميين لا يطمعون في السلطة، بل في تغيير العقليات التي حكّمت المستعمر ومكنته في بلادنا، متهما من أسماها "شركات عالمية" بمنع الشعوب من ممارسة قرارها الاقتصادي والسياسي بحرية، ومطالبا الغرب بدعم كفاءات جديدة تدير شؤون البلاد. برنامج مدني وفي حديث للجزيرة نت أوضح مورو أن البرنامج المدني يعني ألا يفرض الحاكم على المواطنين سلوكا أو نمطا من الحياة لم يختاروه، فالوصول إلى الحكم لا يعني تطبيق الشريعة، بل حفظ الشريعة وحمايتها لحريات وكرامة الإنسان. في المقابل ندد مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر والأكاديمي عز الدين فشير ب"تعنت" الإخوان المسلمين في مصر بآرائهم و"اختفاء" الحوار وسوء الإدارة، وأكدا أن تغييرا ثقافيا حدث بمصر، الأمر الذي أفرز جيلا جديدا لا يزال مغيبا عن المشاركة السياسية في السلطة، كما حذرا من صعوبة الانتقال الديمقراطي ما لم تتضح القواعد الأساسية للصراع وما لم تبرِم كافة الأطراف اتفاقا وطنيا على أساس قواعد ثابتة تطمئن من هم خارج السلطة والمتخوفين من التهميش. صبرا سخر من الغرب الذي يخشى على الأقلية المسيحية ويتناسى الاضطهاد الذي تعيشه الأكثرية المسلمة (الجزيرة نت) لكن أحمد ماهر أعرب للجزيرة نت عن تفاؤله بتجاوز الأزمة، إذ يرى تحولا فكريا لدى الإخوان ومن أسماهم "الجهاديين" وذلك عبر بدء جلوسهم وتحاورهم مع حركة 6 أبريل والقوى الليبرالية. مخاوف المسيحيين وقد تطرق المؤتمر إلى وضع مسيحيي الشرق الأوسط وتخوف الغرب من تلاشيهم من البلدان العربية والإسلامية، وبهذا الصدد كذّب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا مزاعم الغرب بأن المسيحيين مهددون في العالم الإسلامي، وقال للجزيرة نت إن الغرب يتحدث عن حماية وحقوق الأقليات ولكن ماذا عن الآخرين؟ مؤكدا أن ما يحدث في سوريا اليوم هو أن الأكثرية محرومة من حقوقها وتُقتل صباح مساء من قبل نظام الأسد. وأكد صبرا أن لا خوف على مسيحيي الشرق على الإطلاق من إخوانهم المسلمين، مضيفا أنه مواطن عربي سوري مسيحي مثل المواطن السوري العربي المسلم، فالبلد بلده يقدم لها ويستحق أن يعيش فيها بكرامته، وهو أمر يؤمن به المسلمون.