يبدو أن زيارة مرسي إلى الهند وباكستان حققت أهدافها وزيادة بل وربما فات بعض التوقعات, فقد حظيت الزيارة باهتمام بالغ على المستوى الرسمي والشعبي, حيث أنها الزيارة لأول رئيس مصري منتخب بإرادة شعبية, بل وإنها الزيارة الأولى لرئيس مصري إلى باكستان, على وجه التحديد, منذ ستينيات القرن الماضي, فضلا عن اكتظاظ الشوارع بلافتات الترحيب مما يعكس حالة الاهتمام بالرئيس المصري. من جانبها سلطت الصحف الباكستانية والهندية الضوء على هذه الزيارة, حيث أبرزت إنجازاتها وما حققته من توقيع مذكرات للتفاهم وإعادة العلاقات المصرية بين الدولتين وتعزيز التعاون بينهما, تقول صحيفة "ذا هندو" الهندية "إن الهند ومصر تسعيان لتعزيز التعاون في المجال العسكري", في إشارة إلى ذوبان الجليد في العلاقات التي وصلت إلي درجة الإهمال عندما ابتعدت القاهرة عن نيودلهي بعد فترة من التعاون الكبير علي الساحة الدولية في فترة الخمسينيات. تحت عنوان "بداية جديدة", وصفت الصحيفة الهندية زيارة مرسي إلى "نيودلهي" بأنها فرصة جديدة لما أسمته "التغاضي عن مضايقات الماضي"وإعادة بناء العلاقات المهملة بين البلدين, كما أشارت إلى أن الزمن استغرق 18 عاما للرئيس السابق، حسني مبارك حتى يأتي لزيارة الهند للحصول على جائزة (أنديرا غاندى للتفاهم الدولي) في حين أنه زار الصين أكثر من مرة خلال هذه الفترة". كما ألمحت الصحيفة إلى ترحيب البلاد بزيارة الرئيس المصري برغم المعوقات, حيث قالت "إن مرسى يزور الهند رغم التحديات الكثيرة التي تحاصره من أعمال شغب، وتدهور في الاقتصاد, لذا ينبغي على الهند أن تعي هذا جيدا وأن ترحب بزيارته", مضيفة "يبدو أن مرسي قرر منح أولوية لعلاقات بلاده مع الهند، لعمل توازن مع النفوذ الأمريكي، ولدعم مصداقيته لدى الشعب، والأمر يتطلب جهوداً من كلا البلدين، لإعادة بناء الثقة، وعقد لقاءات ومناقشات صريحة بين الجانبين". أما صحيفة "انديان اكسبريس" فقد ذكرت أن مصر والهند توقعان سبعة اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي, حيث قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج "لقد اتفقنا أن زيارة مرسي التي تأتي في منعطف هام لمصر تعطي لنا فرصة أكبر لتجديد العلاقات ورفعها إلي مستوي أعلي من التعاون والانخراط". ونقلت الصحيفة الهندية عن الرئيس مرسى تأكيده علي أهمية إقامة علاقات تعاون أقوي بين البلدين, كما طلب من نيودلهي الاستثمار في مشروع منطقة التجارة الحرة في قناة السويس, الذي بصدد تدشينه في مصر", مشيرة إلى أن الهند خطت خطوة للأمام نحو دعم العلاقات الثنائية مع أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر من خلال التوقيع علي عدد من الاتفاقيات. وحسب الصحيفة, أكد رئيس الوزراء الهندي على أن مصر والهند تمتلكان إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون في مجالات كبيرة وأن الشراكة الإستراتيجية وفيرة", مؤكدا على أن كلا الجانبين اتفقا علي دعم الشراكة الإنتاجية في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنهوض بالتعليم العالي والزراعة والصحة". بدورها قالت صحيفة "ذا ناشيونال" إن زيارة مرسي للهند بأنها جاءت من أجل دعم وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين, كما وصفت زيارة مرسي إلى باكستان ب "نقطة تحول"و"علامة فارقة" في تاريخ العلاقات الودية بين أكبر وأهم دولتين في العالم الإسلامي على حد قولها, مضيفة أن اختيار محمد مرسي باكستان لتكون أول محطاته الجنوب الآسيوية، تؤكد رغبة مصر في إضافة فصل جديد من فصول الروابط والعلاقات الثنائية بين القاهرة وإسلام آباد. جدير بالإشارة أن الرئيس المصري, محمد مرسي, أجرى محادثات ثنائية مغلقة مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري، أعقبتها جولة محادثات موسعة بين وفدي البلدين وقد تركزت المحادثات بين الرئيسين مرسي وزرداري حول أهم القضايا الإقليمية والدولية فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ثم شهد كلا الرئيسين توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في عدة مجالات أهمها الاستثمار والملاحة التجارية بهدف تعزيز العلاقات بين مصر وباكستان. كما منحت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا الباكستانية الرئيس المصري الدكتور محمد مرسى درجة الدكتوراه الفخرية، وذلك في احتفالية أُقيمت، بعد ظهر اليوم بمقر الجامعة بإسلام آباد, حيث ألقى مرسي كلمة بهذه المناسبة استعرض فيها إسهامات الحضارة الإسلامية في نشر العلم والمعرفة وتحقيق النهضة العلمية والثقافية التي شهدها الغرب, مؤكَّدا على ضرورة العمل بشكل جاد. أما في الهند, التي تُعد سابع أكبر شريك تجارى لمصر، كما تعد ثاني أكبر وجهة للصادرات المصرية بعد إيطاليا، بينما تأتى الهند في المرتبة 11 على قائمة الأسواق التي تستورد منها مصر، وهناك في الوقت الراهن 50 شركة هندية تعمل في مصر باستثمارات تبلغ نحو مليارين ونصف المليار دولار، يعمل بها 35 ألف عامل مصري. كما كان الرئيس الهندي براناب موخرجي ورئيس الوزراء مانوهان سينج في استقبال مرسي لدى زيارته للبلاد, كما عقد مرسي جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء مانموهان سينج في قصر حيدر أباد لبحث القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ،فضلا عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون.