قتيل وثلاثة جرحى وتضرر عشرات السيارات وخسائر فادحة في الواجهات البلورية لعديد المحلات التجارية هي حصيلة العاصفة الهوجاء التي اجتاحت تونس يوم أمس من شمال البلاد إلى جنوبها. تونس (الشروق) عديد المواطنين تساءلوا يوم أمس إن كانت العاصفة الهوجاء التي اجتاحت البلاد لها علاقة بما حدث في ولاية أوكلاهوما الأمريكية في بداية الأسبوع وهو ما أكده خبراء الرصد الجوي في فرنسا الذين توقعوا اضطرابات قوية في البحر الأبيض المتوسط حيث شهدت الجزائر فيضانات كارثية خاصة في المناطق الشرقية والغربية للبلاد خلفت خسائر مادية وبشرية ليستفيق التونسيون صباح أمس على رياح قوية لم تستثن أي جهة من جهات البلاد إلى ذلك قال المهندس أول بالمعهد الوطني للرّصد الجوي السيد عبد الرزاق الرحّال إن العاصفة تشكلت في الساعات الأولى ليوم الاربعاء في مناطق متقدمة بالصحراء التونسية قبل أن تتحرك باتجاه مدن الجنوب التونسي ثم الوسط فمناطق الشمال وبلغت سرعة الريح 100 كلم في الساعة بكل من ولاية مدنين وتطاوين وقبلي وقابسوصفاقس أما في الوسط والشمال فبلغت سرعة الريح في زغوانونابلوتونس العاصمة 90 كلم في الساعة. وأدّت هذه العواصف إلى انقطاع حركة الجولان في عديد الطرقات الوطنية خاصة في مدن الوسط والجنوب ونصحت الإدارة العامة للحرس الوطني مستعملي الطرقات بتوخي الحذر نتيجة قيام زوابع رملية أدت إلى انعدام الرؤية وحجب العلامات المرورية على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين صفاقسومدنين والطريق الوطنية رقم 16 لتتوقف حركة الجولان كليا على الطريق الوطنية الرابطة بين قفصةوقابس وقابس وبن قردان ودوز ومطماطة. وخلّفت هذه العاصفة قتيلا و 3 جرحى في انقلاب سيارة على الطريق الرابطة بين دوز ومطماطة ويذكر أن القتيل هو جندي في الجيش الوطني. وفي سياق متصل توقف «البطاح» عن العمل بين قرقنةوصفاقس وفي جزيرة جربة نتيجة قيام عواصف بحرية حيث بلغ إرتفاع الأمواج أكثر من ثمانية أمتار. ولتفادي الخسائر البشرية تم تعليق الدروس في عديد المدارس والمعاهد بجهات عديدة من البلاد كما تم إعلان حالة الطوارئ في المطارات والموانئ التونسية تحسبا لأي خطر يهدد الملاحة البحرية والجوية. الإضطرابات الجوية التي شهدتها البلاد يوم أمس دفعت بوحدات الحرس البحري إلى تكثيف عملياتها لنجدة البحارة التونسيين العالقين في عرض البحر وتم إتخاذ كافة الإحتياطات لحماية أسطول الصيد البحري في كافة الموانئ وأدى إرتفاع الأمواج إلى انهيار سور الكورنيش في مدينة نابل كما شهدت قرية بير حليمة من ولاية زغوان رياحا قوية دفعت بالمواطنين إلى الاحتماء بمنازلهم. أما في العاصمة تونس فقد أدت الرياح القوية إلى تهشيم الواجهات البلورية بعديد المحلات التجارية وسقوط عديد الجدران في بنايات آيلة إلى السقوط في لافايات وباب الخضراء والمدينة العتيقة وأجبر عديد المواطنين إلى الإحتماء بمنازلهم ومغادرة مقرات عملهم قبل نهاية الدوام الرسمي. وحسب مصالح الرصد الجوي التونسي فإن هذه العاصفة ستؤدي إلى نزول أمطار غزيرة بمدن الشمال والمناطق الساحلية لتتحسن تدريجيا الظروف المناخية بداية من صباح الخميس على أن الرياح القوية التي بلغت في مدينة قابس 120 كلم في الساعة أدت إلى تحطيم عدد من السيارات بعد سقوط أشجار النخيل. (لمزيد من التفاصيل شروق الجهات) التعويض على الأضرار من طرف شركات التأمين قال مصدر من شركة تأمين تونسية إن القانون يسمح بالتعويض على الأضرار التي لحقت السيارات بسبب عاصفة يوم أمس شريطة أن تكون السيارة مؤمّنة ضدّ مخاطر الكوارث الطبيعية أو إن كانت السيارة مؤمنة بعقد التأمين المسمى «كل الأخطار» (Tous risque). كما يمكن للسيارات المؤمّنة على التجهيزات البلورية من نوافذ خلفية وجانبية وأمامية الحصول على التعويضات اللازمة.