ثارت حالة من الجدل والقلق في الأوساط الجزائرية بسبب تصريحات المطرب الفرنسي العالمي، الجزائري الأصل، إنريكو ماسياس بشأن صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتي قال فيها أنه زاره في مشفاه ووجده "بحالة صحية خطيرة جدا". وكان المطرب الفرنسي، المولود بمدينة قسنطينةالجزائرية، قد قال في تصريح لجريدة "العرب" القطرية، إنه زار الرئيس الجزائري بمستشفى فال دوغراس بالعاصمة الفرنسية، ووجده في حالة صحية خطيرة "إلى درجة انه لا يستطيع الكلام"، مضيفا "أنا أخشى عليه، وعلى مستقبل الجزائر". وأثارت تصريحات ماسياس غضب السلطات والشعب في الجزائر على حد سواء. وطالب سفير الجزائر بالدوحة الجريدة القطرية بتكذيب الخبر على صفحتها الأولى، مشيرا إلى ان الصحفي الجزائري اسماعيل طلاي الذي أجرى الحوار لا يجيد الفرنسية. ونشرت " العرب" تكذيب السفير الجزائري، غير انها أكدت في المقابل ان ذلك لا يعني مطلقا ان الصحيفة ارتكبت أي خطأ بنشرها تصريحات المطرب الفرنسي، لكونها تمتلك تسجيلا صوتيا لتلك التصريحات. وهذا وحاول ماسياس التنصل من تصريحاته وقال في لقاء مع راديو "إر تي إل" الفرنسي أنه لم يقم بزيارة الرئيس الجزائري وبالتالي لا يمكنه أن يعرف ما هي حالته الصحية. وأمام هذه الاتهامات قام طلاي، الذي يتحدث الفرنسية بطلاقة، بنشر تسجيل حواره مع المطرب على موقع يوتيوب كدليل على صحة كلامه. وفي الحديث، الذي استمعت إليه سكاي نيوز عربية، يقول المطرب صراحة أنه قام "منذ أسبوع" بزيارة بوتفليقة في مستشفى فال دو جراس ووجده "في حالة صحية خطيرة جدا لدرجة أنه لا يستطيع الكلام". وأضاف ماسياس "أنا أخشى عليه، وخائف على صحته وعلى مستقبل الجزائر". وعندما سأله الصحفي كيف ترى مستقبل الجزائر، رد المطرب قائلا "إنه في يد الله وحده". ولم يفصح المطرب الفرنسي الذي قال انه يمتلك علاقات "جيدة جدا" مع الرئيس الجزائري عن هي الجهة التي سمحت له بزيارة بوتفليقة في المستشفى، علما أن الوصول إلى الرئيس الجزائري داخل المستشفى ممنوع حتى على الرسميين الجزائريين المقربين، إذ لم يتمكن أي منهم القيام بمثل هذه الزيارة، حسب الصحف الجزائرية. وأدى الانتشار الواسع لهذه التصريحات المنسوبة لماسياس، إلى ردة فعل غاضبة من جانب رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، الذي سبق وأكد تماثل الرئيس للشفاء. وصاح سلال غاضبا في الصحفيين الجزائريين ، الذين حاصروه في مدينة باتنة أمس بالأسئلة حول صحة الرئيس، قائلا " لماذا تكذبونني وتصدقون الأجانب، أنا مسؤول كبير في الدولة ولا أكذب". وأكد سلال "أنا أتصل بالرئيس أربع مرات يوميا، وهو يتابع اوضاع البلد أولا بأول". غضب على مواقع التواصل هذا وقد غطت تصريحات المطرب على كل التصريحات الرسمية التي أدلى بها سلال ورئيس البرلمان ورئيس مجلس الأمة والتي تؤكد أن الرئيس بخير وسيعود قريبا إلى أرض الوطن. وشن الجزائريون هجوما عنيفا على صفحات التواصل الاجتماعي على طريقة تعاطي السلطات الجزائرية مع مرض الرئيس. وتسألوا "كيف لمطرب معروف بدعمه لإسرائيل أن يدخل ويزور الرئيس الجزائري ويقوم هو بتزويد الجزائريين بخبر رئيسهم بينما لا يسمح للوزير الاول الجزائري(رئيس الوزراء) الذي يعاني ضغط الرأي العام في الجزائر أن يرسل فرقة تقنية من التلفزيون الرسمي لتصوير الرئيس لدحض كل الشائعات؟". واستحضر الجزائريون طريقة تعامل محيط الرئيس عام 2005، عندما أدخل نفس المستشفى وتولى حينها مطرب الراي الجزائري الشاب مامي نفس المهمة، إذ سمح له وحده بزيارة الرئيس في المستشفى ونقل اخبار المرض للرأي العام. من جانب آخر، طالب رئيس حزب العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في تجمع شعبي السبت بوهران بتصوير الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، متسائلا عن "المانع الذي يمنع مؤسسة التلفزيون من إرسال فريق تصوير إلى مستشفى فال دوغراس بباريس، وتصوير الرئيس لتأكيد تحسن حالته الصحية. وقال جاب الله "إن السلطة تحتقر الشعب، لأنه آخر من يعلم بحقيقة مرض الرئيس، ويترك تائها في دوامة من الأخبار المتضاربة". وأضاف: "المرض ليس عيبا ولا شتيمة، وإنما السلطة تتعامل مع هكذا ملفات منذ الاستقلال بدليل ملف مرض بومدين".