طالبت عدة أحزاب جزائرية بتطبيق "المادة 88" من الدستور الجزائري من أجل إجراء عملية انتقالية في الحكم؛ بسبب عدم قدرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على أداء مهامه في ظل مرضه والغموض الذي يسود حول حالته الصحية. وتنص المادة 88 من دستور الجزائر على أنه "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع. يُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/3 ) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة الذي يمارس صلاحياته مع مراعاة أحكام المادة 90 من الدستور. وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء خمسة وأربعين (45) يوما، يُعلَن الشغور بالاستقالة وجوبا ...". وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، في تقرير لها من العاصمة الجزائر، أنّ ظروف التكتم حول صحة بوتفليقة خلال رحلته العلاجية التي يقضيها في باريس، دفعت بالصحافة الجزائرية وأحزاب المعارضة إلى استنكار غياب الشفافية، وتميز سياسات الدولة بالأسرار. وكتبت الصحيفة تقول: "اليوم لا يبدي الجزائريون الكثير من التعاطف مع قائدهم المريض. بل إنّ لديهم إحساساً غريباً بأنّهم مبعدون قسراً عن القضية الأكثر أهمية في البلاد. فمجرد إنكار الشائعات بأنّ بوتفليقة أكثر مرضاً مما يقال يشير إلى أنّ الحكومة، التي ترفض تزويد الرأي العام بما يشير إلى تحسن صحة الرئيس، كشفت عن عدم قدرتها على التعامل مع الوضع الذي يؤثر في مستقبل الأمة، كما يشير إلى ازدرائها للشعب الجزائري". واعتبرت لوموند أن "الجزائر اليوم مع مرض بوتفليقة الأخير، تبو وكأنّها تختم فصلاً من تاريخها. فمنذ الاستقلال عام 1962، ما زال النظام نفسه في السلطة. كما تستمر الإحتجاجات والإضرابات في البلاد ومعها التمرد المسلح في الجنوب، ما يكشف عن أزمة اجتماعية عميقة وإفلاس اقتصادي لأحد أغنى بلدان المغرب العربي، الذي لم يعد آمناً من الإضطرابات الإجتماعية". وبحسب الصحيفة فإن الكثيرين يرون أن "نهاية حكم بوتفليقة تؤشر إلى ختام عهد كامل. فقد تؤدي إلى إبعاد قبضة صقور السياسة والعسكر الخانقة عن ثروات الجزائر ومؤسساتها، وهم الذين يحكمون البلاد منذ ستينيات القرن الماضي". كما قد ينذر هذا المفترق -تضيف الصحيفة- إلى وصول أجيال جديدة إلى الحكم ستتخذ منحى تغيير ثقافة البلاد، وتركز على بناء اقتصاد يمكن أن يصمد في مرحلة ما بعد النفط، وتبني اتحاداً مغاربياً تحتاجه البلاد وجيرانها بشدة. كلّ ذلك قد يحصل في سياق جمهورية جديدة في الجزائر. ولم تذكر الحكومتان الفرنسية والجزائرية شيئاً يذكر عن صحة بوتفليقة منذ نقله إلى فرنسا للعلاج بعدما عانى سكتة دماغية في السابع والعشرين من أبريل الماضي. مصدر الخبر : مفكرة الإسلام a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=24557&t=أحزاب جزائرية تطالب بتطبيق " المادة 88" وإعفاء بوتفليقة&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"