الأزهر عبعاب - باريس في 11 سبتمبر 2009 عاتبني بعض الأصدقاء على استعمال عبارة "بعض الطيبين المغرر بهم" في ردّي على بيان حركة النهضة الصادر في 12 أوت 2009 والذي وصفَتْ فيه قيادة هذه الحركة في المهجر من يروّج للعودة بالسماسرة. و لكن سرعان ما أكّد أحد أو بعض ممثلي النهضة في فرنسا على صحّة ما قدّمتُ و ذلك من خلال توضيح حملَ بصمة إبهام أحد "الطيبين المغرر بهم"، احتوى على سيل من المغالطات لم اعد استغربها من هؤلاء الذين افتقدوا لحجة المقارعة فلجئوا مرارا لأسلوب الاتهام و التشويه. أذكر على سبيل الذكر لا الحصر ، المغالطة المتعمّدة من موقع النهضة نات سنة 2005 حين قدّم البيان الذي أصدرتُه مع مجموعة من الأصدقاء و أمضى عليه عدد من الرّموز من الداخل، لقد عُرض البيان في الموقع المذكور، على أنه مبادرة من الأستاذ عبد الفتاح مورو و الدكتور زياد الدولاتي و الدكتور أحمد المناعي، أمضى عليها عدد من اللاّجئين في فرنسا! وهو ما فنده تصريح بعض هؤلاء. يقول الشيخ عبد الفتاح مورو في هذا الخصوص في حوار أجرته معه مجلة أقلام أنلاين عدد 15 : " أما عن التوقيع على البيان فهذا أمر عرضه علي بعض الإخوة من باريس ووضعوه في إطار مسعى إنساني رغبة في الإفراج عن بقية المساجين من مساجين الحركة وحبذت الفكرة وعرض علي فأمضيت عليه ". كما تعرّضت البيانات الأخرى إلى عمليات قرصنة و مغالطة مشابهة، أذكر منها، حشر أسماء الأخوة محمد الهاشمي الحامدي و منير بوغطاس و خميس الماجري و عكاشة عكاشة في قائمة الممضين على بيان أصدرناه سنة 2007 .. و الأمثلة على هذا السلوك عديدة و متكررة... إن هذا الأسلوب هو دليل إفلاس من هؤلاء، لأن كلّ من يعرفني يعلم أنني و من توافقت معهم على هذا التوجه، ندقق كل مرة في هوية من يطلب منّا الإمضاء بعد إطلاعه على البيان، وهو ما تم مع السيّد مختار بن أحمد الفطناسي (فلقد أمضى باسمه الثلاثي) بشهادة عدّة أفراد كانوا معه. كما لا يقلقنا يوما أن يتراجع أحدا عن موقفه لأننا نؤمن بحرّية الرّأي و إمكانية المراجعة. و لم نبتزّ أحد راجين ضم صوته إلينا لا عند وجوده في فرنسا و لا عند عودته إلى تونس كما يدّعي هؤلاء فنحن نعبّر عن مواقفنا عن قناعة و لا نبتغي بذلك رضاء أحد مهما كان موقفه. في الأخير، أريد أن أذكّر أصحاب هذه الممارسات، لا تختبئوا وراء هؤلاء الطيبين الذين لم يكونوا في حساباتكم سوى أرقام، لا تحسّون بمأساة أهلهم و ذويهم و لا تألمون عندما يألمون، لأن الحزبية الضيقة أعمتكم فلم تعودوا قادرين على فهم فعل الخير و الإحسان إلى الناس. نشر في موقع/ تونس- أونلاين.