في تقرير لها تناولت فيه الأحداث الدامية التي عصفت بمصر، أكدت صحيفة الجارديان أن مذبحة الحرس الجمهوري ستحسم قضية عزل مرسي. وأفادت الجارديان في تقريرها أن "الشعب المصري قد وضع علامة يوم أسود في تاريخ الجيش المصري أمس؛ ليتذكر دائمًا اليوم الذي أطلق فيه الجنود الرصاص على عشرات المحتجين السلميين، بما في ذلك النساء والأطفال". وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "قادة الانقلاب العسكري الذين اتخذوا مكان الحكومة المصرية المنتخبة أرسلوا رسالة واضحة أمس، وهو أنهم مصممون على القتل، واعتقال الشخصيات السياسية، وفرض رقابة على وسائل الإعلام، والقيام بكل ما يمكن القيام به لقتل حلم الشعب المصري من الديمقراطية الحقيقية". وأوضحت الصحيفة أن "الرئيس مرسي وحكومته عملت بجد لتلبية احتياجات من يوم إلى يوم للشعب المصري؛ الغذاء والطاقة والأمن، إلا أنه سرعان ما ظهرت صعوبة القضاء على الفساد المتفشي منذ عهد النظام البائد". وأكدت الجارديان أن "من هذه الإجراءات تحسين نوعية الخبز المدعم، كما سجلت معدلات تهريب الدقيق من المخابز انخفاضًا حادًّا، وضرب محصول السنة من القمح مستويات قياسية". وتابعت الصحيفة: "تم خلق فرص عمل ورفع الحد الأدنى للأجور، وجرى تمديد التأمين والاجتماعي والفوائد الصحية للأمهات، وتم زيادة المعاشات التقاعدية وخفض ضرائبهم". وأكدت الجارديان: "إلا أن هذه الإنجازات قوبلت بالعنف ضد الحكومة، ورفض كامل من قبل المعارضة للمشاركة في المناصب الحكومية الرفيعة المستوى، والمطالبة بمطالب غير واقعية وخيالية". وقبل إطاحة الجيش بمرسي، أوضحت الصحيفة أنه "عقب رفض الرئيس ضغوط المجلس العسكري، ورفضه بثبات أن يصبح رئيسًا صوريًّا مع الجيش الذي يحكم البلاد من وراء الكواليس كان خيار عزله هو القرار الحاسم للجيش". وشددت الصحيفة على أن الرئيس المعزول محمد مرسي هو "الرئيس الوحيد في العالم العربي الذي اعترف بأخطائه وذلك في خطابه للأمة في 26 من يونيو". وتختتم الصحيفة تقريرها بأن "استمرار التظاهرات السلمية المطالبة بالديمقراطية وإعادة الرئيس المنتخب ومطالبته للجيش بإنهاء تدخله غير الشرعي في السياسة المصرية هي الخيار الذي لا بديل له بعد مجزرة أمس، فإن المصريين لديهم الحق في المطالبة بإدانة واضحة من أولئك الذين قمعوا ديمقراطيتهم الوليدة بالقوة، ورفض صريح لهذا الانقلاب".