في الربيع الماضي، تسببت مقابلة تلفزيونية في جعل النيجريين يضجون بالضحك ويكتبون الأغاني ويخترعون النكات وصناعة القمصان, فقد ظهر مسؤول حكومي في أحد أكثر البرامج الإخبارية الصباحية شعبيةً وأحال سؤالاً تلو الآخر إلى رئيسه، الرجل الكبير, كانت المقابلة مضحكة بما يكفي لتبرر آلاف المشاهدات على موقع اليوتيوب، لأنها كانت تعكس ما يعتقد كثير من الناس أنه صحيح: إن أفريقيا قارة يحكمها رجل كبير.
كما يشير تقرير حديث لمجلة فينتشرز الأفريقية للأعمال، فإن أغنى الأغنياء بيننا هم أغنى مما نتصور, حيث تقول المجلة "إن أفريقيا تضم 55 مليارديراً، يبلغ مجموع ثرواتهم 144 مليار دولار, ومن هؤلاء الكبار ثلاث سيدات بينهن فولورانشو الاكيجا، من أقطاب صناعة النفط في نيجيريا، والتي تقول عنها المجلة إنها تتفوق على مقدمة البرامج الأمريكية السوداء أوبرا وينفري كأغنى امرأة سوداء في العالم، حيث تبلغ ثروتها 3ر7 مليار دولار".
وأشار التقرير إلى أن أفريقيا بها ما لا يقل عن عشر دول تتباهى بوجود مليارديرات بها, لكن نيجيريا تأتي في المقدمة، حيث تضم 20 من أصحاب المليارات، أكثر من ضعف العدد الذي تضمه أي دولة أخرى يين في يرات النيجبوجود اثنين فقط من أصحاب المليار يةمريكمجلة فوربس الأقالت , بينما في القارة .2013 قائمتها لعام
في هذا الصدد قال أولادوتون أولومويوا فادي، رجل أعمال شاب يبلغ من العمر 30 عاماً في العاصمة النيجيرية، "إن الموارد مثل النفط والمعادن تجعل من الدولة مكاناً طبيعياً للطموح في أن تصبح ثرياً, لكن
الوصول إلى الموارد لا يمثل كل النجاح, مضيفا "أن رجل الأعمال النيجيري العادي لديه مثابرة, فهو لا يخشى الموت أبداً, حيث يملك دوما الشجاعة لتحقيق النجاح في التضاريس الصعبة".
ورغم ذلك، فإن الحد الأقصى من الثروة الذي عرضه تقرير مجلة فينتشر قد يكون أكثر دلالة على إخفاقات نيجيريا الاقتصادية أكثر من نجاحاتها، حسبما يقول كليمينت نوانكو، مدير مركز السياسة والدعوة القانونية الذي يتخذ من أبوجا مقراً له, حيث يقول نوانكو "إذا وضعنا جنباً إلى جنب حقيقة أنه لديك 20 مليارديراً وأن ظروف الفقر تزداد سوءاً، فسوف تدرك أن الوضع الاقتصادي لا يتحسن, فينبغي أن تنمو الطبقة المتوسطة حتى تتمكن من الوصول إلى العالمية ومن ثم عدد أكبر من أصحاب المليارات.
ويلقي نوانكو باللوم في التفاوت المتزايد بين الأغنياء والفقراء في نيجيريا على الفساد، ويقول إن الأثرياء يدفعون بانتظام لمسؤولي الحكومة للتلاعب بالسياسات العامة لصالحهم, وتدرج منظمة الشفافية الدولية نيجريا في المركز السابع والثلاثين ضمن أكثر الدول فساداً في العالم, وترتبط وجهات النظر العامة بشأن الفساد بالثقافة النيجيرية، والتي تسخر من الرجال الكبار لكنها في الوقت ذاته تجلّهم، وفقاً لنوانكو.
ولأن المسؤول الحكومي الذي ذكر هذا النبأ في الربيع الماضي قد أذعن للرجل الكبير، فهو حالياً معروف شعبياً باسم الرجل الكبير, وعندما صدر تقرير مجلة فينتشر في الآونة الأخيرة، كتب أحد المواقع الإلكترونية المحلية عن أليكو دانجوت، أحد الصناعيين النيجريين الذي تم إدراجه كأغنى رجل في أفريقيا، حيث تبلغ ثروته 20 مليار دولار، ما يزيد على تقدير مجلة فوربس بنحو 4 مليارات دولار.
جديرٌ بالذكر أن مجلة فوربس الأمريكية نشرت قائمة أسماء أغنى الشخصيات الأفريقية, وكان على رأس قائمة الأثرياء صاحب الإمبراطورية الصناعية الملياردير النيجيري أليكو دانجوت, ثم وجاء إمبراطور الألماس المنحدر من جنوب أفريقيا، مدير مجموعة "الدي بيرز"، نيكي أوبنهايمر، في المرتبة الثانية بثروته البالغة
5.6 مليار دولار, كما أعلن أوبنهايمر في وقت سابق عن نيته بيع حصته في "الدي بيرز" لصالح شركة التعدين انجلو أمريكان.
كما احتل نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري المعروف، المركز الثالث بثروة تقدر بنحو 4.75 مليار دولار, بينما تصدر المركز الرابع الملياردير يوهان روبرت من جنوب أفريقيا بفارق ضئيل .050 مليار دولار عن سابقه المصري, ووضع مايك أدينوكا (نيجيريا) في المرتبة الخامسة بثروته البالغة 4.3 مليار دولار, وتحتوي قائمة أسماء المليارديرات على ربعها فقط من السود، رغم أنهم جميعاً منحدرون من الدول الأفريقية, ويبلغ متوسط عمر الأثرياء في أفريقيا 61 عاماً, ولم يسجل اسم أية امرأة أفريقية في قائمة فوربس للمليارديرات.