غيّب الموت الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد في العاصمة المصرية القاهرة أمس السبت عن عمر ناهز التسعين عاما، وسيشيع جثمانه اليوم الأحد. ولد عصمت عبدالمجيد عام 1923 بالاسكندرية ، وهو نجل محمد فهمي عبدالحميد مؤسس جمعية المواساة الخيرية بالاسكندرية وأمه هي ابنة إحدى العائلات العريقة (الناضوري) في الاسكندرية.تلقى تعليمه بكلية سان مارك بالاسكندرية ، حصل على ليسانس في الحقوق من جامعة الاسكندرية عام 1944. وحصل كذلك على أربع شهادات دبلوم من جامعة باريس في القانون والاقتصاد والعلوم السياسية، كما حاز على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة باريس عام 1951. يعرف عبد المجيد بحنكته السياسية والدبلوماسية، فقد عين مندوبا لمصر في الأممالمتحدة عام 1972 وبقي في المنصب 11 عاما، ثم عاد إلى مصر فتولى حقيبة الخارجية بين العامين 1984 و1991. شغل عدة مناصب منها مستشار للبعثة الدائمة لمصر في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف 1957-1961. عام 1985 منصب نائب رئيس الوزراء إضافة لمهام عمله وزيرا للخارجية. وبعد عشر سنين قضاها في الخارجية المصرية عين أمينا عاما للجامعة العربية عام 1991 وبقي في منصبه حتى 2001.. عصمت عبدالمجيد عضو في نقابة المحامين المصريين من سبتمبر 1944 حتى تاريخ وفاته، ونشاطاته السياسية تمتد من حقبة الخمسينيات القرن الماضي إذ أنه شارك عام 1954 في المفاوضات المصرية- البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية عن مصر. وكان أيضا عضوا في الوفد المصري الذي تفاوض مع الفرنسيين عام 1957 لإعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين بعد العدوان الثلاثي الذي شنته فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مصر عام 1956. وتوصل الوفد حينها إلى اتفاقية زيورخ حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وباريس. له كتاب مواقف وتحديات في العالم العربي في 383 صفحة ، ويعتبر من أكثر الأشخاص احتكاكا بمشاكل الأمة العربية وآلامها والمواقف والتحديات والأحداث التي واجهتها والتي أثرت سلبا أو إيجابا على الأمة العربية كأزمة الخليج الثانية والأزمة الليبية الغربية (لوكربي) وأزمة لبنان وأزمة احتلال إيران للجزر الإماراتية.