حدثت صاحبة "هنا تونس" "السعدية الهمامة" قالت ما بال الجنيدي وآله لا يأتون وعن الوالدين لا يسألون؟ قالت ياصابر الحمد لله الذي صبّرنا وبيّض وجوهنا وسوّد وجوه آخرين، فقدت الوالد وألحق الله به الوالدة وأنا ذاهلة وشاردة وكنت أظنّني من آل طالب كأصحاب اليمين في جنتهم، سدرهم مخْضُودٍ وَطَلْحهم منضُودٍ وَظِلّهم ممْدُودٍ، وَمَاؤهم مَسْكُوبٍ، وَفَاكِهَتهم كَثِيرَةٍ، لّا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ! ظننتني منهم كسنية القرشية أو فاطمة الأبية أو زينب النقيّة، ولكن ظنّي بالجنيدي وآله قد خاب بعد ما كان بيني وبينه من وصل وخطاب شهد عليه بنفسه ووقعه ب"الكلام السامي في استضافة حليمة الهمامي"! ألا يعلم الجنيدي أن الوالدة منّا بمكان لا يبلغه جنيدي ثائر ولا طالب حائر! وقد بلغنا يا صابر مثار النقع بينكما وقعقعة سيوفكما! وبعد القطع الذي منه كان وعدم المواساة والتعزية في الإبّان، قررت الإلتحاق بجيشك وحشد الحشود وجمع الجنود معك لليوم الموعود! وإني به زعيمة وعليه لقديرة وهو يعلم أن لي من الجنود أصحاب الخبرة والحيلة ما يجعله يرفع الراية والوسيلة دون مناورة أو "تكركيرة"! كنت أظنه خلاّ ودودا، فوجدته ناكرا للمعروف غير عَهود! يا صابر إنني لبست لامة القتال وإن أبواب الإذاعة من اليوم مترعة ومشرعة ونحن على استعداد أن نكون في قلب جيشك والميمنة والميسرة وليس له وآله من كرّنا فرّا أو نجاة! حتى يسارع بالتوبة والأوبة ويكفّر عن تقصيره وذنبه بما جمع في حله وترحاله! ويقدم بين أيدينا ذهبه وماله وزاده و"زوّاده"! وليس له من سفير بيننا وبينه غير "أم المؤمنين" فما زلنا نراها أمّا لنا أجمعين! صابر التونسي 29 ديسمبر 2013