هو رجل أسمر متوسط القامة محدودب الظهر تراه يسير بأزقة تلك المدينة /القرية تلك التي تقع كل يوم فريسة لظل جبل غاصب يهجم عليها في تمبك الزوال فيحول بياض منازلها إلى لون رمادي لا تستوضح منه غير بسمة أهلها ونغمتهم المحبوبة بالطويل والتنغيم الفريد فعلي عندهم عليييييييي ومحمد عندهم محااااااااااامد. ولا تسأل عن الجبل هذا الذي يفترس القرية مبكرا لكأنه جنّيّ يطلب إحدى الصبايا لكن القرية لم توفي بالنذر لهذا لا يزال يعاقبها بدوام عنفه واستسلمت هي لأنها قرية صغيرة وهي تحاول التملص من ربقة الهضبة التي تحتويها لتتوسّع لكن الجبل لا يفك قيد أياديها، وأراها استسلمت وقبلت القيد الذي أهداها ،وهي قنوعة بهذه القسمة ومتشبثة بها. وإن طالبتها رفض النير تباغتك بأن الجبل الذي يحرمها المساءات ،وهبها الصباحات المبكرة ويهديها قرص الفجر قبل نضوجه فتلتهمه نيئا فتصاب بالغرور والتورم وتودّج خديها فتزهو هذه الصبية منتشية بهدية الفجر ومتعالية على كل ضَرَّاتها وتزداد تشبثا بالزوج/الجبل. تلك هي هذه القرية الصغيرة التي تتسارب مساربها من سفح جبل أجرد اشتدت زرقته الداكنة لتكشف غضبه وعبوسه ولتكشف مرح أهل القرية وطيبتهم .فهم أسرى الجبل ولكنهم يعاملونك بروح الحرية وأخلاق الأشراف ورحابة الكرماء وبسمة العابرين بأسواق الرياحين تلك هي قرية نصر الله بالقيروان الواقعة تحت سلسلة جبال شراحيل . وإن كنت لا تعرفها "فكاشانو" سيجعلك تعرفها حينما يمر متأبطا الصحف اليومية مناديا بوجهه الباسم :"عمل أكسيدان صبح لاباس" لم يكن "كاشانو" يهذي أو يقول كلاما مطلسما بل هو اختصر عناوين الصحافة الصادرة بعربيها وفرنسيها:العمل ،"لكسيون"،الصباح ،"لابراس". يطوف "كاشانو" الأزقة ويعلم كل ما فيها يمر بكل الأنهج جريا كما عين الماء بنصر الله "فكاشانو" يسيل من المنحدر إلى أعلى القرية ناشرا الصحف والأخبار متمتما بنكاته البيضاء والخضراء موزعا كل لون على من يستحقه. وتجري العين من الجبل إلى السفح وكل طرف له مآرب فيما يوزع "فكاشانو" بصحفه يروي العين بالأخبار وعين نصر الله "تكاشي أنو" الزيتون والخير العميم. "كاشانو" رحمك الله إن كنت ميتا ورزقك الصحة لتوزع الصحف دون حوادث لكن صحف ما بعد الثورة كلامها قذر وأعلم أنك لا توزعه رغم نكاتك الخضراء. "كاشانو" .......كنية لشخص وهي قصة مفادها:اترك لنا نصيبا أو خبئ نصيبنا. الناصر الهاني مساء16/1/2014