أعلن اليوم الإثنين في العاصمة اليمنية صنعاء عن وفاة الداعية و المفكر الإسلامي العراقي الدكتورعبدالكريم زيدان عن عمر ناهز 97 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري والتربوي والتأليف والتدريس. وزيدان عراقي الجنسية ومقيم في اليمن منذ سنوات يدّرس في جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني. والراحل هو المراقب العام السابق لجامعة الإخوان المسلمين في العراق، وأحد علماء أهل السنة في العراق، وأحد علماء أصول الفقه والشريعة الإسلامية. ولد ببغداد سنة 1917م ونشأ فيها وتدرج. تعلم قراءة القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية. رحل إلى العمل في اليمن وعمل في العديد من جامعاتها. ويعد زيدان أحد أبرز وجوه الفكر الإسلامي ومنظري الدعوة، تقلد العديد من المناصب، وله عشرات المؤلفات في القانون و الشريعة والدراسات الإسلامي. من جهتها، نعت هيئة علماء المسلمين، الشيخ عبد الكريم زيدان، مشيدة بمآثر الفقيد الراحل الذي وصفته بانه كان رمزاً من الرموز العلمية والفكرية في العالم الإسلامي .. مؤكدة انه كان مدافعا بالكلمة الشجاعة عن حقوق الامة الاسلامية وقضاياها العادلة، وحريصا على وحدة العراق ارضا وشعبا. ولفتت الهيئة، الانتباه الى انه بوفاة الشيخ (عبد الكريم العاني) تفقد الأمة بصورة عامة والعراق خاصة علما وسندا ومثابة شرعية وفكرية كبيرة، كان لها اثر مهم وبارز في ترشيد المنطلقات وتصويب الأفكار والمواقف المضطربة طيلة سنوات الاحتلال الغاشم، وتصويبها باتجاه الالتزام بثوابت التحرير والوحدة والمحافظة على السيادة والهوية. واشارت الى ان الفقيد (رحمه الله) الذي تعلم القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية تخرج من كلية الحقوق بالعاصمة بغداد، ثم التحق بمعهد الشريعة الإسلامية في جامعة القاهرة وتخرج منه بتقدير امتياز، كما حصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ايضا عام 1962 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ثم زاول مهنة التدريس والإشراف على طلاب الدراسات العليا سنوات طويلة في عدد من الجامعات، وتولى عدة مناصب علمية فيها، كما كان عضو في مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة، ونال جائزة الملك فيصل المعروفة عن كتابه (الموسوعة): المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم، وله مؤلفات علمية كثيرة في مختلف الاختصاصات الشرعية والقانونية والفكرية والدعوية، التي تم اعتمادها كمواد دراسية في العديد من الجامعات العربية والاسلامية. وفي ختام النعي رفعت هيئة علماء المسلمين أكف الضراعة الى الله عز وجل أن يتغمد الشيخ الفقيد بواسع رحمته ويغفر له ويجزيه خير الجزاء على ما قدم لدينه ووطنه وأمته، وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر الجميل.