في مثل هذا اليوم من سنة 2011 التقى الوفد البرلماني السويسري و الذي كان أول وفد رسمي يزور تونس بعد الثورة بالمهندس علي العريض بمقر حزب التكتل من أجل العمل والحريات. كان ذالك أول لقاء للوفد في تونس وترك أنطباعا جد ايجابيا لازال يذكره المشاركون .والمهم في كل هذا الان أن العريض كان قد رسم مشهدا نراه اليوم واقعا. ألتقى الوفد بعدها د. المرزوقي الذي أكد على ضرورة المحاسبة العادلة والعاجلة للقطع مع الفساد والعمل لإنجاز استحقاقات الثورة وجعل مطالبها أولية مطلقة. من الغد كان يوم وصول الأستاذ راشد الغنوشي من المنفى واستقبل الوفد مطولا وتحدث اليهم عن ضرورة التوافق والسعي للبحث عن المشترك بين الأحزاب والنخب. وفي نفس السياق ألايجابي كان كلام د. مصطفى بن جعفر والأستاذة مية الجريبي والأستاذ عبد الرؤوف العيادي أما المناضل حمة الهمامي فتعذر عليه الحضور. كانت مساهمات المنظمات والأتحادات النقابية التي التقاها الوفد ايجابية رغم أن بعضها غير واقعي وغلب عليها الطموح . رسم الجمبع صورة رائعة عن تونس التنوع والأجتهاد رغم التحديات والمخاوف من قوى الثورة المضادة. ورفع تقريرالزيارة للاحزاب والفاعلين السياسيين وبعض رجال الأعمال المعروفين وكانت هناك ارادة كبيرة وحقيقية لدعم المسار الأنتقالي ولولا بعض مظاهر التسيب في الشارع والتصريحات والممارسات الغير مسؤولة للبعض لكان لسويسرا دورا أكبربكثير في دعم المسار الإنتقالي في تونس. أنقل هذا التقييم بكل فخر اليوم بعدما أكدت الأطراف المسؤولة والفاعلة صدق ما وعدت به بعيد هروب المخلوع. يومها قال لنا رئيس الوفد السوسري مقيما الجلسة مع العريض –" هذا رجل دولة من طراز رفيع " . للأمانة فاني لم أعط ذالك التقييم أهمية كبرى واعتبرته من باب الأنبهار بالحدث ولكن اليوم أستطيع الجزم بأن المهندس علي العريض أثبت للجميع أنه رجل دولة متميز وما توسيم رئيس الجمهورية له والثناء على أدائه بتلك الكيفية الا خير دليل على ذالك أما اذا أضفنا تقييم المنصفين في الداخل والرغبة التي عبر عنها عدد من المسؤولين الأجانب في برمجة لقاءات معه حتى بعد خروجه من الحكومة فلا بمكننا ألا أن نقف وقفة احترام وتبجيل لأداء الرجل وسلوكه الحضاري والراقي. أنور الغربي – حقوقي وسياسي